خبر كيف يُهدم ملف جنائي؟ - يديعوت

الساعة 11:28 ص|08 نوفمبر 2013

ترجمة خاصة

كيف يُهدم ملف جنائي؟ - يديعوت

 بقلم: ناحوم برنياع

 (المضمون: فشل النيابة العامة الاسرائيلية في قضية محاكمة افيغدور ليبرمان بسبب بطء عمل النيابة العامة وعدم النظام فيها. مسؤول كبير يهودي امريكي يتحدث عن مكافحة معاداة السامية في داخل امريكا وخارجها وعن علاقته باسرائيل - المصدر).

في اثناء محاكمة درعي جلست الى واحد من رؤساء النيابة العامة بحديث تمهيدي. وتطور الحديث من مادة الأدلة التي أفضت وبحق تلك الادانة، الى درعي الشخص. ما الفرق بين درعي ومتهمين كبار آخرين، سألت. لماذا تبذلون الكثير من الجهد فيه.

ونظر إلي مُحدثي نظرة تعرف كل شيء وخفض صوته وقال: "لأن درعي هو رأس الأفعى".

وحاولت احياء الصورة في مخيلتي: فتخيلت أفعى طويلة متلوية تختبيء عميقا في سراديب السلطة، ويظهر رأسها فقط فوق الارض مستعدا للدغ. وهي صورة مخيفة بلا شك. وسألته: ما الذي تقصدونه. هل سيطرت مافيا سرا على اجهزة السلطة في اسرائيل؟ اذا كان هذا صحيحا فهي نهاية الدولة. ومن الاعضاء في هذه المافيا؟ ومن يبتز؟ ومن يُبتز؟.

قال مُحدثي: "سيأتي يوم وتعلم". ومنذ ذلك الحين مر نحو من 15 سنة، وقضى درعي مدة العقوبة في السجن، وسُرح وعاد الى السياسة، وقام بأعمال مختلفة بعضها يثير الغضب وبعضها أقل إغضابا، لكن لم تظهر بعد أدلة على سيطرة المافيا على القيادة الحاكمة العليا وربما لم توجد قط.

إن هذه القصة قد تعلمنا شيئا ما عن قضية ليبرمان. فحينما يتقدم أناس النيابة العامة من ملف تحقيق مع سياسي يكون فرضهم الأساسي أن الحديث عن طرف طرف جبل جليد؟ لأنه لا يمكن أن انسانا يشارك في قرارات حياة وموت وحرب وسلام، أن يُدمن في موازاة ذلك على جنايات صغيرة، ويُهرب من الجمارك ويتحرش جنسيا ويستغل علاقات سياسية للغنى السريع، ويستغل الاموال العامة في احتيالاته الخاصة.

إنهم لا يعرفون الكثير عن طبيعة البشر.

سألت مرة شلومو لورنس الراحل من أغودات يسرائيل، كيف تحول في اثناء حياته الطويلة في الكنيست، بوظيفة كاملة من فتى مدرسة دينية فقير الى صاحب ملايين كبير. ولم يبحث لورنس وهو رجل شديد الذكاء عن تعلات. "يتطلب ذلك نفس النوع من الموهبة"، قال وابتسم.

ونعود الى أناس النيابة العامة. فحينما تكون على يقين أنك لا تواجه محققا معه عاديا بل رئيس مافيا ورئيس منظمة جريمة سرية، يكون الاغراء كبيرا أن تعامله كما عامل جهاز القضاء الامريكي الفونسو (أل) كابونا، من رؤساء العالم السفلي في شيكاغو في عشرينيات القرن الماضي. فقد حُكم على كابونا بسنوات سجن طويلة لا بسبب اعمال القتل التي شارك فيها ولا بسبب تهريب المشروبات الذي كان مركز اعماله، بل بسبب اخفاء الضريبة. وكان يجب أن يُغيبوه وراء القضبان: ولم يكن سؤال لماذا الادانة مهمة.

إن الاشخاص الذين أفضوا الى ادانة كابونا لم يروا الملف بل الشخص. وهنا مصدر الفرق بين لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة في ليبرمان وقرار الحكم الذي برأه بالاجماع من كل ذنب: فرجال النيابة العامة رأوا الشخص والقضاة رأوا الملف.

إن الملف الذي أُزيح عن ظهر ليبرمان وضع بطبيعة الامر على ظهر يهودا فينشتاين، المستشار القانوني للحكومة. وتتناول الدعاوى عليه اربع قضايا. الاولى لماذا قام التحقيق في القضية الكبيرة مع ليبرمان؛ والثانية لماذا استقر رأيه على اغلاق القضية الكبيرة؛ والثالثة، لماذا استقر رأيه على تقديم القضية الصغيرة الضئيلة؛ والرابعة، لماذا أعد الدعوى القضائية في القضية الصغيرة باهمال.

وأهم هذه الدعاوى بين الاربع هي الاولى. فقد كانت العناية بالتحقيق الكبير في شركات ليبرمان الوهمية، في أفضل الحالات بطيئا وغير منظم، وكان في اسوأها بطيئا وغير منظم بصورة متعمدة. وحينما يتحدث ليبرمان عن 17 سنة يبالغ لأن التحقيق ذا الصلة كان في السنوات الاخيرة، ونبع بعض التعويق فيه من تكتيكات تأخيره. لكن طريقة اجراء التحقيق يمكن ان تكون أساس بحث في كل معهد للحقوق في اطار دورة تعليمية عنوانها "كيف يُهدم ملف جنائي".

هل أطال فينشتاين العمل في القضية على عمد؟ إن المدعية العامة التي فشلت في العمل على القضية، آفيا إيلف، تلقي التهمة عليه. ويلقي رؤساء النيابة العامة التهمة عليها. أما اولئك المدمنون على نظريات المؤامرة من أناس النيابة العامة فهم على يقين أنه كانت مؤامرة هنا وليست عندهم أدلة على ذلك. وقد يكون الذي حسم الامر هنا أكثر من المؤامرة الجمع بين الطبيعة الدفاعية للمستشار والبطء الطبيعي للنيابة العامة. وحينما بلغت القضية الكبيرة مرحلة الحسم كانت مثقوبة ثقوبا كثيرة. وقد يكون فينشتاين أحسن الى نفسه والى النيابة العامة حينما استقر رأيه على اغلاقها.

كان استقرار الرأي على تقديم لائحة اتهام في قضية السفير داحضا. وكان يجب على فينشتاين أن يسأل نفسه أكان يقدم لائحة اتهام في شأن كهذا لولا اغلاقه للقضية الكبيرة. أو بعبارة اخرى هل يقدم لائحة اتهام لليبرمان أو لتبرئة فينشتاين. ولا يُكفر عن خطأ بخطأ آخر.

قدّر فينشتاين أنه سيحرز إدانة في قضية السفير لكنه كان أقل ثقة بما يتعلق بالعار. ولم تكن التبرئة في مخططه.

بقي لفينشتاين سنتان وثلث سنة. واذا لم تظهر قضية قضائية مثيرة جديدة – ولا توجد واحدة كهذه في الأفق الى الآن – فان قضية ليبرمان قد تلصق به حتى آخر يوم له في عمله. وستؤثر في سن القوانين. لأنه ربما يوجد مكان للتعريف من جديد لمخالفة القانون العامة المسماة "خيانة الثقة" أو الغائها؛ وستؤثر في اختيار المدعي العام الجديد الذي سيحل محل موشيه لادور، وتنشيء مطالب لاصلاح النيابة العامة. ويُحتاج الى اصلاح في النيابة العامة ويوافق على ذلك كل من يتابع شؤون هذا المجال. لكن المشكلة هي أن الساسة لا يريدون اصلاحا، فهم يريدون نيابة عامة ضعيفة مشلولة روحها المعنوية منخفضة وتخفف عنهم. ويبدو أنه لا طريقة لابعاد الطفل عن ماء حوض الاستحمام.

اربعون مليون معاد للسامية

حينما كان أييف فوكسمان ابن الثالثة والسبعين إبن سنة واحدة، استقر رأي والديه على تسليمه لحاضنته وهي بولندية كاثوليكية. لأنهما اعتقدا أنه اذا بقي معهما في غيتو فلينا تحت حكم النازيين فان احتمال بقائه وبقائهم صفر. وعمدته حاضنته تحت اسم هنريك ستنسليف كوربي، وهو اسم قدّيسها، وعلمته أن يشير باشارة التصليب في كل مرة مرا فيها بالقرب من كنيسة وأن يبصق في كل مرة رأيا فيها يهوديا. وقد أحبته مثل ابنها. وكان حبها كبيرا جدا بحيث رفضت حينما جاء والداه اللذان بقيا حيين بطريقة معجزة لأخذه بعد الحرب. واحتيج الى صراع مر لاعادته الى والديه والى حضن الشعب اليهودي.

وهذه بيقين بداية مناسبة لحياة من سيكون بعد ذلك الرمز الحي للمكافحة اليهودية لمعاداة السامية. في 1965 قُبل فوكسمان للعمل في رابطة منع التشهير، وهي المنظمة اليهودية الامريكية التي معظم عملها مكافحة مظاهر معاداة السامية. وفي 1987 اختير مديرا عاما للمنظمة. وهو بين رؤساء المنظمات اليهودية في امريكا الأبرز والأفصح والأكثر قبولا عند الغير – وهو ضيف دائم مطلوب جدا في البيت الابيض. وقد عرف عن قريب كل رؤساء الولايات المتحدة، من رونالد ريغان الى براك اوباما، وكل رؤساء الوزراء الاسرائيليين الذين عملوا بازائه.

إنه شخص غير كئيب يشتغل بفرح بشأن كئيب جدا. وفي هذا الاسبوع يزورنا هنا بمناسبة مرور 100 سنة على منظمة. وقد أفرغ ساعتين من وقته للحديث عن الامريكيين واليهود والاسرائيليين وعن السيء والجيد في بروتوكولات حكماء صهيون.

قلت: قبل 100 سنة كان وضع اليهود في امريكا مختلفا تماما.

"هذا صحيح"، قال فوكسمان. "لقد كانت معاداة السامية في امريكا ظاهرة وقبيحة. ووصف اليهود في الثقافة الشعبية بعبارات معادية للسامية. ولم يستطيعوا السجن في اماكن ما وأن يكونوا اعضاء في نوادٍ وأن يدخلوا مطاعم وفنادق. وكان يُكتب في اللافتات في الخارج: لا دخول لليهود والكلاب. وقد ارتفعت لافتة كهذه فوق أول فندق اشترته عائلة تيش – التي أصبحت بعد ذلك واحدة من أغنى العائلات اليهودية في امريكا – في بلدة في نيوجيرسي. واستبدلوا اللافتة بلافتة جديدة تقول: لا تدخنوا في السبت من فضلكم.

"أسستنا مجموعة محامين يهود في شيكاغو قالوا إن امريكا رائعة لكن يحتاج الى منظمة تدافع عن اليهود. وقالوا حذرا إنهم سيكافحون التمييز الذي يقع على كل أقلية؛ وتحدثوا عن التشهير لا عن معاداة السامية.

"منذ ذلك الحين تقدمنا جدا لكننا لسنا محصنين. فبحسب استطلاعاتنا للرأي فان 12 بالمئة من الامريكيين هم معادون للسامية بشدة. وتبلغ هذه النسبة 40 مليون، عددا. ومعاداة السامية أقوى بين الشيوخ والشباب. ولم يعد الشباب يخجلون وكذلك الشيوخ".

الأقليات المعدمة

قلت: إن اليهود قادوا النضال لأجل حقوق المواطن في امريكا ولم يعد أكثرهم هناك.

"ليس هذا دقيقا"، قال. "لسنا نحن رجعنا الى الخلف بل تقدمت امريكا الى الأمام. فقد أصبحت توجد اليوم جماعات من السكان تستطيع أن تدافع عن نفسها بقواها الذاتية – كالسود وغيرهم. ولم يفقد اليهود قيمهم الليبرالية. وبرغم أننا نجحنا من جهة اقتصادية ما زلنا نناضل لأجل اولئك المعدمين".

قلت: إن حكومات اسرائيل توجه اليكم، أعني رؤساء المنظمات اليهودية، أوامر وأنتم تطيعونها.

"نحن لا نتلقى أوامر"، قال. "نحن نتلقى طلبات".

قلت: أعطني مثالا واحدا على طلب من حكومة اسرائيل رفضتموه.

وأخر فوكسمان جوابه ثم قال: "إن الجملة التي اقولها مرة بعد اخرى للاسرائيليين هي: نحن لا نستطيع أن نبيع هذا. ونحن لا نستطيع أن ندافع عن هذا، وهذا ما قلناه مثلا حينما طبقت اسرائيل القانون على هضبة الجولان".

إن أسطورة المؤامرة اليهودية العالمية تدهش فوكسمان فيقول: "اليوم ايضا في 2013، يؤمن العالم بحقيقة بروتوكولات حكماء صهيون. فاليهود يسيطرون على كل شيء ونحن، أي يهود امريكا، جزء من تلك المؤامرة".

وسألته: كيف تفسر ذلك.

"بالنضال الذي قمنا به لأجل يهود الاتحاد السوفييتي"، قال.

وعاد الى منتصف سبعينيات القرن الماضي، حينما أجاز السناتور هنري جاكسون وعضو مجلس النواب شارلز فنيك، وكلاهما غير يهودي لكن محاط بمساعدين ومؤيدين يهود، أجازا تعديلا لقانون كان يمنع اعطاء الاتحاد السوفييتي حقوقا تجارية ما بقي يمنع الهجرة الحرة منه.

"أملى يهود امريكا مدة سنوات شكل العلاقات بين القوتين العظميين"، قال. "ولم يستطيعوا في العالم فهم كيف يحدث ذلك. وكانت المشكلة أنهم في اسرائيل خلصوا على إثر نجاحنا الى استنتاج أننا نستطيع أن نرتب كل شيء، وليس هذا هو الوضع".

قلت: نحن وأنتم في واقع الامر نستفيد فائدة لا يُستهان بها من بروتوكولات حكماء صهيون، وهي وثيقة مزورة ومعادية للسامية تحاربها.

"هذا سيف ذو حدين"، قال. "فان لم نستعمله بحذر فقد يفضي الى نتائج غير طيبة. لكن يجب أن نعترف بأن للحذر حدودا تخصه. ومهما نفعل فانهم سيظلون يؤمنون بالبروتوكولات".

وقلت: غرس هتلر الشجرة ونحن نأكل الثمار، فقال فوكسمان: "بالمعنى الطيب والمعنى السيء".

لا يحكمون

حينما اتُهمت الايباك، وهي جماعة الضغط اليهودية في مجلس النواب الامريكي، بالقوة الزائدة والغرور الزائد، خرج فوكسمان للدفاع عنها، فاتهم المنتقدين بمعاداة السامية.

قال لي: "لا أعتقد أننا مغرورون. كانت هيلين توماس (مراسلة في البيت الابيض من أصل عربي) معادية للسامية. أما كان من الواجب أن نحاربها؟ صحيح، أُقيلت. وما الفظيع في هذا؟.

"إن الايباك جماعة ضغط مسجلة"، قال. "وإن محاولة التأثير هي عملها. وقد أصبحت الموضة الآن الهجوم عليها وأنا لا أنوي تمكينهم من فعل ذلك. نحن لا نسيطر على مجلس النواب وعلى وسائل الاعلام، هذه سخافات وهراء معادٍ للسامية.

"يوجد عدد لم يتغير اربعين سنة – إن ثلث الامريكيين يؤمنون بأن يهود امريكا أشد ولاءا لاسرائيل من ولائهم لامريكا، وأنت تحصل في اوروبا على 50 – 60 بالمئة يقولون ذلك ونحن الآن نجري استطلاعا للرأي في 100 دولة والأرقام مخيفة".

قلت: قد يكون هذا صحيحا. فقال: "ليس هذا صحيحا، ففي الانتخابات الاخيرة في امريكا قال أقل من 5 بالمئة من اليهود إن اسرائيل هي أهم شيء عنده".

وتذكر مارلون براندو الراحل.

"قال براندو في مقابلة، أنا لا أستطيع أن أصنع الافلام التي أريد صنعها لأن اليهود يسيطرون على هوليوود. وقلت إنه معاد للسامية. فقالوا لي: لكنه يقول الحقيقة. فهناك الكثير من اليهود في قمة صناعة الافلام. وقلت نعم يوجد يهود لكنهم لا يبلغون الى القرارات لأنهم يهود. وانتظرنا خمسين سنة الى أن أُخرج فيلم هوليوودي عن المحرقة هو "قائمة شندلر" ".

قلت: لا توجد مجموعة عرقية لا يسخرون منها في الثقافة الامريكية سوى اليهود. فالتنديد باليهود مخالف للسلامة السياسية.

قال فوكسمان: "لا يميز اليهود الى أحسن. إن اليهود بيض ولهذا يحل التشهير بهم. والى ذلك فانهم في كل يوم يقيلون أناسا بسبب تصريحات عنصرية موجهة على الايطاليين أو السود أو المثليين. وهذا هو الشيء الجميل في امريكا وهو أنه يحل التشهير وتحل الاقالة.

"قالوا لنا في الماضي إن معاداة السامية انتهت في امريكا وإنه يمكن اغلاق المنظمة. ولم يحدث ذلك ولن يحدث قريبا. إن مصدر عيشنا موجود".

يهودي مختص

قلت إن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الغرب التي تجوز فيها معاداة السامية.

"لم نقل قط إن اسرائيل حصلت على اعفاء"، قال. "يوجد لنا مكتب هنا. وهو يطور خطة تربوية لمكافحة العنصرية. وقد نددنا بمظاهر التطرف الديني والعنصرية". وقال: "ليس اليهود في منعة من العنصرية. وقد فحصنا عن نظرة اليهود في امريكا الى السود. وتبين لنا أنه توجد عنصرية لكنها أقل من عنصرية السود الموجهة على اليهود".

قلت: عرفت كل رؤساء حكومات اسرائيل منذ كانت غولدا مئير. فمن كان أعظمهم؟

ولم يتردد ثانية واحدة وقال: "شارون، عندي. كنت الأقرب منه. وسألتني غولدا هل سأهاجر الى البلاد فأجبتها لم أستطع بعد أن أكون اسرائيلية ولم أكن قط. فسألتني: فمن أين اللغة العبرية اذا (عبريته من دراسته في مدرسة دينية في نيويورك).

"وكان لي تاريخ مع بيغن، فقد كان أبي تصحيحيا، ولم أُقبل لعمل في الكيرن كييمت لأنني كنت عضوا في البيتار. وكان بيغن معي بعيدا ومهذبا. وقد سألني اسحق شمير ذات مرة ما الذي تريدونه يا يهود امريكا من اسرائيل. فأجبته: "أن تنجحوا فقط. وكانت علاقاتي برابين حميمة. فبسببه تركت كنيسي وكان ذلك بعد أن سمى الحاخام حكومة رابين يودنرات. وتخلى أكثر يهود امريكا في فترة ما عن رابين ولم أفعل أنا ذلك. وقالت لي ليئا في الجنازة إن رابين قدّر ذلك.

"عرفت نتنياهو حينما لم يكن شيئا، والعلاقات بيننا متصلة. وكانت لي علاقات طيبة مع اولمرت. والعلاقة مع باراك صعبة فهو يعامل كل واحد وكأنه تلميذه".

ما الأثر الذي تركه فيك رؤساء الولايات المتحدة، سألت. قال: "لقيت نيكسون بعد أن استقال. وقد أصبح صديق اسرائيل لا حبا لمردخاي بل كرها لهامان. وكان ريغان صادقا جدا. وكان بوش الأب نزيها جدا. ويمكن أن نقول فيه إنه أنقذ من اليهود أكثر مما فعل كل رئيس في التاريخ. فقد أيدنا في نضالنا عن يهود الاتحاد السوفييتي، وضغط لتحرير أسرى صهيون، وساعد على الاتيان بيهود اثيوبيا ويهود سوريا. وكان آراؤه في اسرائيل اشكالية. وكان بوش الابن قريبا من التلبية دائما وفهم مشكلات اسرائيل جيدا؛ وكان من الصعب الوصول الى كلينتون لأنه كان محاطا باليهود. فلم تكن به حاجة الى يهود مختصين مثلي. ويصح هذا بقدر ما على اوباما ايضا. إنك لتشعر من اوباما بالبرودة حتى حينما يعانقك. فعنده عقل ولا توجد حرارة".

قلت: أنتم يا رؤساء المؤسسة اليهودية تكونون ضروريين في الأساس حينما تختل العلاقات فيجب أن تدعوا الله أن تكون ازمة.

فابتسم وقال: "هذا شركنا الـ 22".

وهو في الولايات المتحدة وفي اماكن اخرى في العالم محاط بحراس لأنه شخص مهدد. ويقول: "أتلقى أنواعا مختلفة من رسائل التهديد يأتي أكثرها من عنصريين. وتأتي احيانا من عرب واحيانا من يهود ايضا. وهناك أناس يمكثون في السجون في الولايات المتحدة بسبب تهديدات لحياتي".

إن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يتجول فيها بلا حراس، ويقول فوكسمان: "انه عالم مجنون".

بعد سنتين حينما يُتم 75 سنة، ينوي الاعتزال. وهو حتى الآن يستمتع بكل لحظة ويقول: "لو كنت غنيا لفعلت الشيء نفسه. نجوت من معاداة السامية بفضل حب امرأة مسيحية. وجعلت مكافحة معاداة السامية مهمة حياتي ولا يوجد شيء أصح من هذا".