محدث خلاصة التحقيقات: الرئيس عرفات لم يمت طبيعياً بل نتيجة مادة سمية

الساعة 08:19 ص|08 نوفمبر 2013

رام الله

قال رئيس لجنة التحقيق الوطنية المكلفة بالتحقيق بظروف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي: "إن المعطيات التي توفرت للجنة عقب تسلمها تقارير الفريقين الروسي والسويسري، تشير إلى أن وفاة الرئيس ياسر عرفات لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سمية.

وأضاف الطيراوي في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة بمقر الرئاسة برام الله، اليوم الجمعة، أن كافة الدلائل والمعطيات تؤكد أن أبو عمار لم يمت بسبب المرض أو تقدم السن ولم يمت موتا طبيعيا، وان تطور الحالة المرضية للرئيس عرفات ناتج عن مادة سمية.

وتابع الطيراوي قوله: "إن "إسرائيل" هي المتهم الأول والأساسي باغتيال الرئيس ياسر عرفات"، وان اللجنة ستواصل التحقيق للوصول إلى كافة التفاصيل وكل عناصر القضية'.

وأردف قائلاً: "أن التحقيق مستمر منذ ثلاثة أعوام وسيستمر، وأن 'نتائج تقارير الفريقين السويسري والروسي التي تسلمتها اللجنة ليست نهاية المطاف وأن الأساس في التحقيق هو الوصول لكافة المعطيات والتفاصيل التي تكشف عن سؤال واحد فقط كيف مات ياسر عرفات؟

وأمضى يقول: "إن النتائج قربتنا من إثبات صحة فرضياتنا حول استشهاد عرفات، وجاءت لتعزز ما توصل له التحقيق من قرائن وبينات بعد ثلاثة أعوام من العمل المهني الصامت، الذي يتحدى يوميا واقعنا وظروفنا المعقدة نتيجة الاحتلال".

وأشار إلى إنه على مدى الأعوام الماضية ضاقت كثيرا الحلقات ولكن يجب أن نعرف أن أي كلمة يجب أن تخرج للإعلام والعلن يمكن أن تقتل ياسر عرفات مرة أخرى وتخفي الحقيقة، والإجراءات القضائية التي يمكن أن تتخذ بحاجة لدراسة وقوانين وأنظمة، ويجب أن نفهم جميعا أننا لا يمكن أن نترك من قام بهذه الجريمة إلا أن يقدم للقضاء الدولي والمحلي عندما ننتهي من كشف الحقيقة كاملة'.

وكان الطيرواي قد افتتح المؤتمر الصحفي بالقول 'إنه إيمانا منا بحق الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية وأحرار العالم بمعرفة سبب استشهاد عرفات ومن هو المسؤول عن تنفيذ الجريمة، وانطلاق من مسؤولياتنا الوطنية نتوجه لكم بما توفر لدينا من معطيات وبينات ودلائل جديدة جاءت في تقرير المركز الروسي للطب الجنائي، والتقرير الجامعي للطب الشرعي بمدينة لوزان السويسرية، اللذين استلمتهما لجنة التحقيق الفلسطينية في قضية استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات في 2 و5 تشرين ثاني الجاري في رام الله وجنيف، وان هذا المؤتمر الصحفي هو تأكيد على المكاشفة حق المواطن لعرض ما توفر من معلومات وبما لا يتعارض مع سلامة ومهنية التحقيق وما يضمن الوصول للحقيقة كاملة'.

من جهته قال رئيس لجنة التحقيق الطبية في استشهاد الرئيس عرفات الدكتور عبد الله بشير: "إن التقريرين السويسري والروسي اللذين سلما للجنة التحقيق الوطنية باستشهاد الرئيس عرفات مطلع الشهر الجاري، أشارا إلى أن الرئيس عرفات مات متأثرا بمادة سمية.

وأضاف البشير: "خلاصة تقرير الفريق السويسري، قالت 'إن النتائج تدعم بشكل معتدل أن تكون الوفاة نتيجة التسمم بمادة البولونيوم 210، وخلاصة الفريق الروسي تقول إن مجمل نتائج البحث الشامل على محتويات البولونيوم 210 وتطور الحالة السريرية لا يعطي دلائل كافية يعتمد عليها لقول أن البولونيوم 210 سبب متلازمة إشعاع حاد  (cute radiation syndrome) أدى إلى الوفاة، ولكن أجمعت التقارير أن وفاة الرئيس ليست طبيعية بسبب المرض أو تقدم العمر بل نتيجة مادة سمية، وهذا يفسر حديث الأطباء في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي حيث كان يعالج الشهيد عرفات، حيث قالوا 'إن تطورات المرض والحالة السريرية لا يمكن تفسيرها في إطار علم الأمراض".

وقال البشير 'أظهر التقريران الروسي والسويسري وجود البولونيوم المشع بكميات كبيرة وبنفس الوقت وجود مادة إشعاعية أخرى هي الرصاص المشع 210، وهاتان المادتان موجودتان بشكل متواز وكل منهما من الممكن أن يولد الأخر ومن الممكن أن تنتج من مواد طبيعية أو إشعاعية أخرى مثل الراديوم 222.

وأشار إلى أن الأبحاث تركزت على معرفة نتائج هذين العنصرين، ومن ناحية نظرية يمكن أن يكون البولونيوم 210 إثر تناوله كمادة سامة وعند تحلله أدى إلى تكوين الرصاص المشع وهذا يؤيد النظرية السمية.

وذّكر البشير أن الفريقين استخدما كل التقنيات والتجارب والحسابات لمعرفة مصدر البولونيوم 210 وكان لا بد لهما من مقارنة هذه النتائج بتطورات الحالة السريرية كما وردت في التقارير الطبية ومن وجود متلازمة الإشعاع الحاد (cute radiation syndrome)، وهذه المتلازمة تحدث من إشعاع داخلي، نتيجة تناول مادة مشعة مثل البولونيوم 210 وهذا يؤدي للوفاة.

وقال البشير، 'قامت اللجنة بدراسة لكل التقارير الطبية الخاصة بالشهيد، وناقشت الأطباء المعالجين واستعانت بأخصائيين وبحثت كل الأمور المتعلقة بالمرض وتطوراته، كما وردت بالتسلسل بالتقارير الفلسطينية والتقارير التي نتجت عن المستشفى الفرنسي وقت علاجه.

ولفت البشير إلى أن اللجنة الطبية خلصت إلى أن تطور الحالة المرضية ناتج عن حالة سمية لم يتم كشفها وهذا كان رأي خبراء السموم وأمراض الدم بمراكز عالمية تمت الاستعانة بهم، ولكن طبيعة هذه المادة السمية لم يكن معروفا لدى اللجنة، إلى أن تم الكشف في أوائل تموز 2012 عن الاختبارات التي أجراها معهد لوزان بسويسرا والتي أظهرت وجود مادة البولونيوم 210 في جسده، لكن العلماء السويسريين قالوا أنهم بحاجة لمزيد من التحاليل للتأكيد أن هذه المادة السمية هي المسببة للوفاة، وهذه العملة تحتاج لموافقة السلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك تقدمت السيدة سهى عرفات بشكوى للمحاكم الفرنسية وقررت المحكمة أن من الضروري استخراج رفات الرئيس الراحل لأخذ العينات والكشف عن الحقيقة، طلبت السلطات الفرنسية تعاون السلطة الفلسطينية التي تعاونت وجرى أخذ عينات من الرفات.

وقال البشير 'رغم قناعتنا العلمية الكاملة بالنظرية السمية للوفاة، إلا أن قرار القيادة الفلسطينية كان سريعا باستخراج الرفاة والاتصال بالمراكز السمية ومعهد الفيزياء الإشعاعية السمية في لوزان السويسرية، وتقديم كافة التسهيلات للوصول إلى الحقيقة وبكل شفافية وفتح الضريح جاء بموافقة عائلة الشهيد والقيادة الفلسطينية وكان من الممكن أن لا نصل لتحليل الرفاة لو تم تشريح الجثة عن الوفاة كونها غير معروفة السبب بما يتماشى مع القوانين الجنائية خصوصا، أو لو تضمن القرير الطبي الفرنسي جميع أنواع السموم المستخدمة في الاغتيالات السياسية ومنها المواد المشعة لسموم ألفا، أو لو استخدمت العينات المأخوذة من الدم وسوائل الجسم والتي من المفترض الاحتفاظ بها لمدة لا تقل عن عشرة سنوات كون سبب الوفاة غير معروف للمستشفى المعالج، لكن ذلك لم يحدث'.

وأضاف: 'في كل هذه الظروف كنا نبحث عن طرف ثالث مساعد لنا، تم اقتراح روسيا كطرف ثالث وقام الرئيس محمود عباس، بطلب المساعدة من روسيا، ووافقت الحكومة الروسية على إرسال فريق متخصص للمساعدة وحضرت الفرق الثلاث الفرنسية والسويسرية والروسية لرام الله في تشرين ثاني 2011 لفتح القبر، وكان ذلك وطلبنا من الفرق الثلاث البحث والاستقصاء عن ثلاثة أمور، هل مادة البولونيوم 210 هي المادة السامة، وهل هناك مادة سمية أخرى غير البولونيوم 210 وما هو سبب الوفاة؟'.

وأوضح البشير أن الفرق الثلاث رام الله غادرت بعد أن تم إرسال العينات بالحقيبة الدبلوماسية وكان الاتفاق أن تقدم الفرق تقاريرها خلال ثلاثة شهور، وتابعنا الاتصالات مع جميع الفرق وبشكل مستمر وكانت الاتصالات مع الفرقين الروسي والسويسري متبادلة ومستمرة وأبلغونا أن الوضع معقد ويحتاج إلى مزيد من الوقت للدراسة أكثر مما كان متوقعا، أما الفريق الفرنسي ورغم الاتصال بهم على مختلف المستويات إلا أننا لم نتلقى منهم أي رد سلبي أو إيجابي'.

وقال: 'حضر الفريق الروسي إلى رام الله في شهر نيسان من العام الحالي لأخذ عينات من مقتنيات الرئيس الراحل في مقر إقامته لفحصها، وفي شهر أيلول أبلغنا السويسريون الروس أنهم قاربوا على الانتهاء من الأبحاث لإعداد التقرير النهائي وتسلميه للطرف الفلسطيني، وقام الفريق الروسي والسويسري بتسليم التقرير مطلع الشهر الجاري في جنيف ورام الله، وعكفت اللجان المختصة على دراسة التقريرين وأسلوب البحث العلمي بهما ومقارنة النتائج الواردة بهما وستستمر هذه الدراسة بطبيعة الحال لفحص كافة المعطيات حتى تتكشف الحقيقة كاملة'.

من جانبه، تحدث رئيس لجنة التحقيق القانونية في استشهاد الرئيس عرفات، وزير العدل علي مهنا، عن الرسالة التي أرسلت للفرنسيين وتجاوبهم، يوجد فرق بالمعاملة بين المختبرات الفرنسية والروسية والسويسرية، لذلك كان هناك إنابة قضائية فرنسية لم يتم العمل بها كالمطلوب.