خبر لا نتجه الى تسوية مع لفين ودنون -هآرتس

الساعة 11:22 ص|06 نوفمبر 2013

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: يجب أن يعلم رئيس الوزراء الاسرائيلي أنه لا يستطيع التقدم الى تسوية مع الفلسطينيين ومعه وزراء اليمين الذين يعارضون التسوية، فيجب عليه اذا أصروا على ذلك أن يطرحهم من ائتلافه الحكومي - المصدر).

 

عند اليمين المتطرف والمستوطنين خطة مطوية واضحة، فالتصميم يحثهم على منع كل تسوية بيننا وبين الفلسطينيين باستعمال ضغط مستمر على مقرري السياسة – يشبه شارة ثمن سياسية لرئيس وزراء يتجرأ على ذلك. إن ارادة منع تسوية بكل ثمن مصحوبة بفرقعة اللسان في الحديث عن أهمية هذه التسوية وتكرير الشعار الذي يقول "لا يوجد يهودي لا يريد السلام"، لكن يوجد وراء ستار الدخان رموز واضحة يعمل بحسبها اليمين المتطرف والمستوطنون اليوم.

 

من الواضح والمعلوم أن حكومة اسرائيل قد استقر رأيها على الافراج عن سجناء فلسطينيين على اربع دفعات باعتبار ذلك جزءا من التفاوض. والحديث عن التزام دولي معلن، فلا عجب من أن متحدثي اسرائيل في العالم كله يُمجدونه كثيرا لأن فيه البرهنة على أن اسرائيل متجهة الى احراز تسوية سلمية مع الفلسطينيين.

 

يشعر نتنياهو الآن جيدا بالأمواج الارتدادية للدفعة الثانية، وفي نهاية كانون الاول حينما يحين وقت تنفيذ الدفعة الثالثة ستوجه إليه مرة اخرى سهام شارة الثمن. فسينهض مرة اخرى أنصار دنون ومؤيدوهم ويزعمون أنه لا يوجد ما يدعو الى الافراج عن سجناء لأنه لا تقدم حقيقي نحو تسوية – تلك التسوية التي يحاولون هدمها حتى قبل أن يتم احرازها بتهديدات ترمي الى ردع كل حكومة تحاول احرازها مثل "التحذير" الذي وجهه ياريف لفين الى نتنياهو وقال إن رئيس الوزراء الذي يوافق على تنازلات في المناطق لن يكون في الليكود.

 

يجب على نتنياهو أن يصدر عن فرض أنه لا يستطيع أن يتقدم الى تسوية مع لفين وداني دنون وتسيبي حوطوبلي. وحتى لو نجح في التغلب على معارضة تنفيذ

 

الدفعات ونفذها بصورة حرفية، فسيجب عليه أن يواجه جبهة يمينية في الداخل والخارج تمنعه من استمرار التقدم حتى لو أراده. لكن نتنياهو يعلم ونفتالي بينيت يعلم ولفين ايضا يعلم أن الشعب في أكثره مستعد لتسوية تشمل كل العناصر المعروفة ما عدا حق العودة. وكل استطلاع للرأي يُصادق على هذا الجزم وينبغي أن نفرض أن تكون هذه هي النتيجة ايضا في استفتاء للشعب في المستقبل. وهكذا اذا أظهر تصميما وقاد تقدما الى تسوية برغم المعارضة من اليمين فسيحظى حزب يرأسه بثقة أكثر طبقات الجمهور.

 

صحيح أن احراز تسوية لا يتعلق فقط باسرائيل، لكن الريح التي ستهب من قبلها ستحدد الاتجاه لأنها هي الجهة المهيمنة في الصراع. وكل إبداء للمرونة من قبل اسرائيل يلاقي رفضا فلسطينيا سيفضي الى ضغط دولي على الفلسطينيين لاظهار مرونة مشابهة ويُحسن مكانة اسرائيل الدولية.

 

يوجد غير قليل من الاسرائيليين يعتقدون أن أفضل خيار لاسرائيل هو أن تُجمد الوضع الحالي لأنه لا تكاد توجد عمليات، والوضع الاقتصادي غير لامع في الحقيقة لكنه أفضل مما هو في غير قليل من الدول الاخرى. فلنحصر العناية اذا في انشاء سكك حديدية ولننفق على جهاز التربية وما أشبه. فما السيء في ذلك؟.

 

لو أن نتنياهو آمن بأن ذلك ممكن لمجّد هذا الخيار كثيرا، لكنه يعلم ايضا أنه اذا سلكت اسرائيل هذا السلوك فسيحظى الفلسطينيون باعتراف دولي بدولتهم من أكثر الدول وتُعزل اسرائيل سياسيا واقتصاديا ويقوى الغضب الاسلامي عليها. فماذا نفعل آنذاك؟ هل نقول "اذا لم أكن أنا لنفسي فمن يكون لي"؟.

 

اذا كان البيت اليهودي يحاول أن يجبي ثمنا مستمرا من نتنياهو فعليه أن يحدد لهذا الحزب سعرا في الرد على ذلك وأن يرمي به من حكومته. لست من مؤيدي نتنياهو لكن لا مناص من الموازاة. إن كل رؤساء الوزراء في الماضي تقريبا عملوا في المجال السياسي عملا يخالف ما كانوا خططوا له. وفي مقابل ذلك حينما لم تستجب غولدا مئير لامكانية محادثة مصر داهمتنا حرب يوم الغفران. فالذي يحدد سعرا للتقدم الى تسوية يجعل السعر الدولي لدولته قريبا من الصفر.