خبر قتل رابين مُغلقا للأفواه- هآرتس

الساعة 11:21 ص|06 نوفمبر 2013

 

قتل رابين مُغلقا للأفواه- هآرتس

بقلم: أريه إلداد

(المضمون: إن اعضاء البيت اليهودي واسرائيل بيتنا شركاء كاملون في قرار الحكومة على الافراج عن السجناء الفلسطينيين برغم ما يزعمون في وسائل الاعلام - المصدر).

 

حينما كان أنبياء اسرائيل يريدون أن يُبطلوا مسبقا كل شك أو أن يعطوا كلامهم نفاذا، كانوا يبدأون وينهون نبوءاتهم بعبارة "هكذا قال الله". والعبارة الموازية غير المقدسة في هذه الايام في ارض الكتاب المقدس هي "لا تنسوا قتل رابين".

 

فهم باسم ما فعله يغئال عمير مستعدون اليوم لاغلاق أفواه جمهور كامل ومنع كل انتقاد من اليمين على الحكومة. فكل انتقاد سياسي مشروع يصبح فورا "تحريضا"، ينتهي الى الافضاء الى قتل رئيس الوزراء أو وزيرة القضاء على الأقل. وتصبح جملة مثل جملة "يُفضل أن تكون تسيبي لفني خارج الائتلاف الحكومي أفضل من خطر على اسرائيل" تصبح في نظر اليسار تحريضا على القتل.

 

إن من يزعم ذلك ليس غبيا ولا يدعي السذاجة بل هو ببساطة يحاول أن يُغلق الأفواه. حدث في الصحافة المكتوبة في السنوات الاخيرة توازن بين اليمين واليسار (هآرتس ويديعوت احرونوت من اليسار في مقابل اسرائيل اليوم ومعاريف و"مكور ريشون" من اليمين)، وما زال التلفاز يميل ميلا قويا الى اليسار، وتُحرر ثلاثة أرباع برامج عرض الواقع في صوت الجيش الاسرائيلي وفي الشبكة الثانية ويقدمها ذوو تصور عام يساري. ولهذا لا يقطع أكثر مجري المقابلات في وسائل الاعلام الالكترونية حديث من يُجرون المقابلات معه حين يذكر صورة رابين بملابس ضابط إس.إس ولا يُذكرونه بأن من أصدر ذلك العمل الفظيع كان العامل في "الشباك" افيشاي رفيف. ولا يحاولون ايضا أن يسألوا لماذا لا يعتبر كل من يزعم أن المستوطنات تتحمل تبعة الارهاب وتمنع السلام، مُحرضا على القتل. فهذه وتلك دعاوى سياسية مشروعة وهي سخافات أو كلام صادق لكنه ليس تحريضا.

 

إن الانتقاد الذي يقول إن الافراج عن مخربين يضر بأمن الدولة ليس تحريضا، فهو قول حقيقة يعتمد على تحديد أهداف منظمات المخربين. لكن التصريح بأن الافراج يرمي الى تمكين لفني من الاستمرار في البقاء في الحكومة واجراء تفاوض مع الفلسطينيين هو قول جبان. إن البيت اليهودي لا يريد أن يخاصم نتنياهو الذي يؤيد انشاء دولة فلسطينية، لا لأن اوباما يُجبره على اجراء تفاوض كهذا بل لأننا "لا نريد أن نكون دولة ذات قوميتين". وقد تبنى نتنياهو تعليلات اليسار لا خطته فقط.

 

بيد أن هجوما وجها لوجه على نتنياهو سيوجب على نفتالي بينيت وأوري اريئيل أن يستقيلا من الحكومة، ولهذا يفضلان أن يهاجما لفني. وليس هجوم البيت اليهودي الحالي سوى رقعة اخرى في ردائه الخلَق، في محاولة لتذكير الناخبين بأنهم صوتوا في الحكومة اعتراضا على الافراج عن مخربين مع أمل أن تُنسي الرقعة الجديدة الناخبين الحقيقة الواضحة وهي أن وزراء البيت اليهودي واسرائيل بيتنا مسؤولون عن الافراج عن

 

القتلة مثل نتنياهو ويعلون ولفني تماما. وهذا ما يقوله قانون الحكومة الأساس في المادة الرابعة منه.

 

لو أرادوا التحرر من هذه المسؤولية لوجب عليهم الاستقالة. ولو أرادوا حقا احباط الاجراء لوجب عليهم أن يهددوا باسقاط الحكومة لا أن يقبلوا بالتخيير بين الافراج عن المخربين أو تجميد البناء في يهودا والسامرة. وكان يجب عليهم ان يعلنوا أن التفاوض في تسليم اراض من ارض اسرائيل لا يُمكّنهم من البقاء في الحكومة. إن جميع اعضاء البيت اليهودي شركاء في نفس المسؤولية الجماعية في اقتراحات تعرضها اسرائيل على العرب ايضا. وهم يحاولون التغطية على هذا العار. ليس نضال الافراج عن المخربين تحريضا بل هو صرف للانتباه.