خبر كفى للانبطاح- هآرتس

الساعة 10:50 ص|05 نوفمبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

سنوات طويلة من التبطل الرسمي امام الاصوليين خلقت عادة ثقافية: تمويل سخي تمنحه الدولة لاطر تعليم انعزالية، تفرض على تلاميذها الجهل. ولا يدور الحديث فقط عن ثمن شخصي باهظ، فالدولة ايضا تتضرر من معدل الانخراط المنخفض للجمهور الاصولي في سوق العمل. وبدلا من التصدي بشجاعة للمشكلة، يبحث الان وزير التعليم، شاي بيرون، عن حل وسط، يبقي بيد الاصوليين قدرا كبيرا من الحكم الذاتي التعليمي والميزانية العامة. تجربة الماضي تفيد بان هذا نهج مغلوط وهدام.

 

المنهاج الاساس هو القاسم التعليمي المشترك، الذي يلزم عموم التلاميذ في جهاز التعليم. وهو يرمي الى اكسابهم الخبرات الاساس في سلسلة من المواضيع. حجم المنهاج الاساس الذي يعلم في كل المدارس يتقرر حسب معدل التمويل من الدولة: فمؤسسة رسمية تعلم المنهاج بكامله تمول بمائة في المائة، والمدارس شبه الخاصة تحصل على تمويل بنسبة 55 – 75 في المائة وتكون ملزمة بتعليم المواضيع الاساس وفقا لنسبة التمويل.

 

وحسب معطيات وزارة التعليم، فان معظم المدارس الاصولية تعلم بالفعل المنهاج الاساس بالمعدل المطلوب منها، ولكن ينبغي التعاطي مع هذه المعطيات، المستندة الى فحص لعينة، بشك كبير. فعلى مدى السنين، فضل مسؤولو وزارة التعليم عدم الاصطدام بالاصوليين – ولم يجتهدوا في أن يفرضوا عليهم تعليم المواضيع الاساس. فتهديدات السياسيين الاصوليين بـ "الحرب الدينية" فعلت فعلها.

 

وحسب المفاوضات الجارية مؤخرا بين وزارة التعليم والمؤسسات الاصولية، ستوافق الاخيرة على تعليم المواضيع الاساس جزئيا – العبرية، الانجليزية والرياضيات – مقابل تلقي تمويل بمستوى 75 في المائة من ميزانيتها. اما المدارس التي لا يكون فيها تعليم للمواضيع الاساس على الاطلاق فستمول بـ 35 في المائة. هذه صفقة ممتازة – للاصوليين. اضافة الى ذلك، يفكرون في وزارة التعليم بالسماح لهم بفتح مدارس يكون عدد التلاميذ فيها اصغر جدا مما هو في القطاعات الاخرى. هذا الثمن – مؤسسة تعليمية لكل بلاط حاخامي فرعي – سيدفعه الجمهور العلماني، الذي صوت بجموعه لحزب يوجد مستقبل.

 

لدى وزير التعليم ورئيس الوزراء الامكانية لوقف الخضوع لهذه الضغوط وتثبيت قاعدة بسيطة: التعليم الالزامي لا يعني فقط الزام التعليم، بل ايضا الالزام بتعليم المواضيع الاساس. وللاسف، مطلوب القرار الذي بموجبه مؤسسة تعليمية تتمتع بميزانية عامة لا يمكنها أن تعمل بشكل منقطع عن القواعد التي قررها الجمهور العام. عليها أن تعليم بشكل كامل المواضيع الاساس، بلا معاذير وبلا محاولات تذاكي.