خبر بوشهر مع يتسهار -يديعوت

الساعة 09:50 ص|04 نوفمبر 2013

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: في الصفقة التي يتقدم نحوها نتنياهو اليوم ستُسلم اسرائيل ببقاء بوشهر ويُسلم الامريكيون ببقاء يتسهار لكن هذه المعادلة خطيرة على اسرائيل - المصدر).

 

يبدو أنه لا يوجد في قائمة الموضوعات في برنامج العمل الاسرائيلي موضوع أكثر اثارة للملل من هذا الموضوع: فهو أقل سخونة من شأن عائلات الجريمة؛ وأقل اثارة من بوعز هرباز وأقل وعدا من بار رفائيلي، وأنا أقصد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

 

بدأ التفاوض بين حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية بصورة احتفالية في تموز. وهو يتم بمحادثات مباشرة بين تسيبي لفني وصائب عريقات بمشاركة مارتن اينديك، المبعوث الامريكي الخاص، ومحادثات غير مباشرة بوساطة وزير الخارجية الامريكي كيري. والمحادثات سرية، فنحن لا نعلم عنها الكثير ما عدا الشعور العام عن جانبي الخط الاخضر بأنها لا تتقدم الى أي مكان.

 

إن حقيقة أنه لا تكاد توجد تسريبات أنباء تُمكن الطرفين والوسيط الامريكي من العمل في هدوء، وهذا هو الجانب الايجابي. أما الجانب السلبي فهو أنه لا توجد أنباء مُسربة لأنه لا أحد يؤمن بأنه سينتج شيء عن هذه المحادثات ويُظهر قليلون الاهتمام بها. يعلم كل صحفي مبتديء الفرق بين كلب عض انسانا – ليست هذه قصة – وانسان عض كلبا. وهذا التفاوض ينتمي في هذه الاثناء الى فئة غير القصة.

 

إن الذي يُفرق بين هذه الجولة وجولات سابقة هو جون كيري، فقد طور كيري علاقات خاصة بصراعنا. وقد استقر رأيه في السنوات التي كان يعمل فيها رئيسا للجنة

 

الخارجية في مجلس الشيوخ وربما قبل ذلك على أن يحل هذا الصراع. هذا هو برنامج عمله، وهذه هي الفانتازيا. وقد كانت سلفه هيلاري كلينتون حذرة من إدخال رأسها في هذا السرير المريض، لكن كيري قفز إليه على رأسه.

 

ضرب أجلا مسمى لانهاء التفاوض، وهو الرابع من آذار 2014. ويتمنى وزراء في المجلس الوزاري المصغر يدركون أنه لا احتمال لانهاء التفاوض في أجله، يتمنون الآن تأجيل بضعة اسابيع. ولا يمكن احراز أكثر من هذا لأنه كلما اقترب موعد الانتخابات النصفية في امريكا في تشرين الثاني القادم سيقل احتمال التوصل الى اتفاق. وسينفد صبر الفلسطينيين ويستخف الاسرائيليون بالامر، فهم يعلمون أن البيت الابيض لن يريد استعمال ضغط عليهم في فترة الانتخابات.

 

إن الزعم الذي يثيره الامريكيون في أحاديثهم مع اسرائيل بسيط وهو أن استمرار الاحتلال سيء لاسرائيل. ولا يوافق على هذا اليسار الاسرائيلي فقط بل بنيامين نتنياهو ايضا، فهذا هو ما يقوله في خطب الدولتين التي يخطبها. إن الفترة الحالية ليست مثالية لاحراز اتفاق، لكنه لن توجد فترة أفضل منها. فاسرائيل هي أقوى قوة في المنطقة؛ ووضعها الاقتصادي مستقر؛ ولا يوجد ارهاب؛ والعالم العربي حولها ضعيف ومنقسم وأصبح أكثر ميلا مما كان في الماضي الى التعاون مع اسرائيل بل ربما الى انشاء علاقات سلام معها؛ ويوجد وزير خارجية امريكي مستعد لأن يخصص وقته وتأثيره وفخامة شأنه لاحراز اتفاق.

 

إن عدم اهتمام أكثر الاسرائيليين يقلق الامريكيين: فهم يرون الضغوط المستعملة على نتنياهو من اليمين، ويعلمون أنه لن يُلين مواقفه دون أن يُستعمل عليه ضغط مضاد. وينصحهم اسرائيليون يريدون الاتفاق من يوسي بيلين الى عاموس يادلين

 

أن يسعوا الى اتفاق مرحلي بدل اتفاق عام. ويسألون: ما هي جدوى اتفاق مرحلي. فبهذا الاتفاق ستعطي اسرائيل فقط ولن تحصل على شيء سوى تأجيل آخر ووقت آخر. وسيكره اليمين الاتفاق بسبب التنازلات ويكرهه الوسط بسبب عدم وجود مقابل، ويكرهه اليسار بسبب تأجيل الحسم. وسيتهم الجميع نتنياهو بأنه صنع الاتفاق ليُطيل أمد حكمه فقط.

 

إن نتنياهو على يقين من أنه يركب الحصان وأن اوباما مُحتاج إليه. وسيتجه في القريب الى مجلس النواب الامريكي لاقناع اعضائه بأنه يجب عليهم تخفيف العقوبات عن ايران. ويستطيع نتنياهو أن يُجند اصدقاء اسرائيل في مجلس النواب لحرب لا هوادة فيها للرئيس أو للتحفظ من التخفيفات بحذر وليترك للرئيس أن يحرز ما يشاء.

 

آمن عدة محللين في الماضي بصفقة بوشهر في مقابل يتسهار: فالامريكيون سيقصفون بوشهر ونُخلي نحن يتسهار عوض ذلك، بل إن نتنياهو تلهى فترة ما بهذه المعادلة.

 

إن الصفقة التي يتقدم نحوها نتنياهو اليوم هي بوشهر مع يتسهار بحيث تُسلم اسرائيل بوجود بوشهر، ولا يتهم الامريكيون اسرائيل بوجود يتسهار – ولينته التفاوض مع أبو مازن على أي نحو كان لكن اسرائيل لن تُعاقَب. ولن يعلن أحد هذه الصفقة على رؤوس الأشهاد ولن يقيم أحد لها مراسم في مرج البيت الابيض، لكننا سنتوصل الى هذه التسوية بالطريق الذي يسير فيه نتنياهو.

 

وحينها لن يبقى لنا سوى أن ننتظر ونرى أيٌ من الاثنتين ستقضي على الحلم الصهيوني أولا – هل هي بوشهر أم يتسهار. وقد تكون المنافسة قاسية جدا.