خبر اقصفوا سوريا مرة اخرى ..هآرتس ..بقلم: جدعون ليفي

الساعة 10:48 ص|03 نوفمبر 2013

          (المضمون: تقصف اسرائيل سوريا مرة بعد اخرى ولا يثور أي نقاش عام يعترض على هذا العمل الذي قد يفضي الى نتيجة سيئة في يوم ما - المصدر).

          أمن العدل قصف سوريا ست مرات في سنة؟ يقول القاصفون نعم. أومن الصحيح قصف سوريا ست مرات في سنة؟ تقول أبواق القاصفين نعم. ولماذا يجب قصف سوريا ست مرات في سنة؟ ربما لأنه ممكن؛ وربما لأنه ناجح؛ وربما لأنه لا يهم أحدا.

          تغرز اسرائيل نصالها في جسم سوريا الممزق كثور جريح في مصارعة الثيران، فهي بطلة على نازفين في وقت لا تكف فيه عن زعم أنها "لا تشارك فيما يجري في الحرب الأهلية"، بصورة منافقة. تهاجم اسرائيل صواريخ مضادة للطائرات روسية في مخازن سورية. وتزعم أن الصواريخ مُعدة للنقل الى حزب الله قد لا تُمكّنها من اقامة سياسة سماء مفتوحة – سماء لبنان لا سمائها هي. إن اعمال القصف المتوالية هذه هي قصة نجاح، فهناك معلومات استخبارية رائعة، وطيارون ممتازون، واصابات دقيقة؛ وسوريا تسكت واسرائيل تسكت ويشير مراسلوها اشارات خفية الى مصادر اجنبية الى أن تفضي امريكا بالسر في ظاهر الامر. ولا يجري أي نقاش عام لاعمال القصف هذه ولا يُثار أي سؤال – وهكذا تكون الحال حينما يكون الحديث عن قصص نجاح.

          وهكذا هي الحال ايضا في دولة تُهيج الحرب يكون القصف لغتها. فاسرائيل هي التي تقرر أي سلاح يُنقل أو أي سلاح لا يُنقل في الأساس. فهذا حقها لأنها هي القوية. وهي تفعل ذلك في غزة واللاذقية، وفي السودان وفي البحر، وفي كل مكان ممكن. ومن حقها أن تنتهك بفظاظة سيادة دولة عدوة مجاورة، وأن تطير في سماء لبنان بلا تشويش – والويل لمن يحاول أن يتعرض لها. والويل ايضا لمن يحاول أن يشك في عدل طريقتها. سيثور النقاش العام في سياسة القصف اذا تحول النجاح مع القبول الى فشل لا سمح الله بأن تقع طائرة أو يقع طيار أسيرا أو يُقتل مدنيون أو ترد سوريا أو تصحو روسيا أو تغضب الولايات المتحدة على الأقل. آنذاك فقط ستثور الاسئلة، لكن ذلك سيكون متأخرا كثيرا.

          إليكم الشكوك: أيوشك السلاح المقصوف أن يُنقل دائما الى حزب الله حقا؟ وهل منظومات الصواريخ المضادة للطائرات، وهي سلاح دفاعي في جوهره، هي سلاح غير مشروع؟ وهل ستدوم سوريا على سياسة ضبطها للنفس وسياسة الاحتواء؟ وكم تستطيع اسرائيل أن تمد الحبل الى أن ينقطع ويضربها على وجهها؟ وهل ستسكت روسيا الى الأبد على قصف سلاح من انتاجها موجود عند حليفتها؟ وهل ستسكت الولايات المتحدة دائما حينما تتدخل اسرائيل فيما يجري في سوريا وتُهيج الحرب فيها في وقت يفي فيه رئيسها بشار الاسد بكلمته في حرص ويتجرد من سلاحه الكيميائي بسبب دبلوماسية امريكية حكيمة، وتُبدي الحرب الأهلية الفظيعة في بلده علامات اولى ربما تبشر بنهايتها؟.

          وماذا سيحدث اذا قلب أحد هذه الاسئلة الواقع الذي تقصف فيه اسرائيل وكأن شيئا لم يحدث، تقلبه رأسا على عقب. وإليكم اسئلة كُفر اخرى: أربما توجد صلة ما بين المباحثات في ميزانية الدفاع والقصف الاخير، في ذروة جلسة المجلس الوزاري المصغر التي تتناول هذه الميزانية؟ وهل يمكن أن يكون القصف يرمي في جملة ما يرمي اليه الى الحفاظ على استعداد عملياتي لوحدات الطيران تمهيدا للقصف الأكبر والد كل قصف الذي ما زال يحلم به كثير جدا من الاسرائيليين ويحثون على القيام به؟ وهل يرمي الى الحفاظ على شرعية ذلك القصف وأن يكون برهانا على امكانه؟ ينجح ذلك في الضفة، فهناك يثور الظن احيانا أن "عملية اعتقالات" كبيرة – كتيبة جنود تحاصر تحت جنح الظلام بيتا يختبيء فيه رامي حجارة صغير – هي وسيلة فقط للحفاظ على استعداد القوات وتدريبها.

          قصف بعد قصف، ومن المدهش أن نرى كيف تصمت لا اسرائيل الرسمية وحدها بل كل فضائها العام ايضا. يسمع الاسرائيليون بقصف آخر يتم باسمهم ويهزون أكتافهم بل ربما يتأثرون ويتابعون السير الى الأمام. ويتلو المراسلون العسكريون المطيعون ورقة الرسائل التي أُمليت عليهم ولا يسأل أحد هل كل ذلك يقتضيه الواقع حقا – أوقد ينتهي كل ذلك الى الدم ذات يوم أو الى البكاء على الأقل؟.