تحليل إعلان جدار الأغوار قديم جديد لفرض أمر واقع يسلب 27% من أراضي الضفة

الساعة 09:09 ص|03 نوفمبر 2013

رام الله (خاص)

أعلن مؤخرا عن بدء المقطع الشرقي من الجدار العازل و الذي يعزل منطقة الأغوار بالكامل، و يمنعها على الجانب الفلسطيني من جهة، و ترتيب حدود نهائية ما بينها و بين الحدود الأردنية.

القرار الذي أعلن عنه صباح اليوم، هو إعلان متأخر، حيث بدء ببناء هذا الجدار منذ فترة، و خطط له منذ سنوات طويلة، و يأتي في إطار خطة استيطانية للسيطرة على الأغوار وسحبها من الجانب الفلسطيني.

خبير الإستيطان ومسؤول دائرة الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي, قال إن بناء الجدار الشرقي هو مخطط قديم ليس بالجديد، و لكن يبدو ان سلطات الاحتلال ستقوم بتنفيذه، كرسالة سياسية و إقرار أمر واقع على الأرض.

فالغور حسب الرؤية الإسرائيلية، كما يقول التفكجي،  خارج إطار إيه مفاوضات تجري مع الجانب الفلسطيني أو العربية، والجدار هنا هي الحدود النهائية للدول الإسرائيلية الي لا يمكن تجاوزها تحت أيه ضغط سياسي.

و تابع التفكجي في حديث ل"فلسطين اليوم": بحسب الرؤية الإسرائيلية الغور هي منطقة إستراتيجية و لن تتخلى عنها، و أيه تواجد قوات فلسطينية في هذه المنطقة ممنوع قطعا، والقوات التي يجب أن تكون في هذه المنطقة هي القوات الإسرائيلية التي تحرص أمن الدولة و حدودها الشرقية".

و قال التفكجي أن إسرائيل لن تعيد ما تسميه ب"الغلطة" التي اقترفتها قبل سنوات في انسحابها من غزة، و ما نتج عن هذا الإنسحاب هناك من سيطرة على الحدود مع مصر بناء للأنفاق و بالتالي فتح الطريق لتهريب السلاح.

و أكد التفكجي أن ما تقول به "إسرائيل" بخصوص النوايا الأمنية لهذا الجدار ليس بالصحيح، الأصل أن هناك مصالح مائية و إستثمارية، فغور الأردن يعني السياحة و الزراعات المبكرة و السياحة العلاجية و المياه من نهر الأردن و قناه البحار، و عن أراضي فارغة من السكان و ما يحدث الأن على الأرض هي عملية تطهير عرقي".

و الهدف الأكبر من هذا المخطط، كما يرى التفكجي هو سياسيا أيضا وهو حشر الدولة الفلسطينية في حال قيامها، بين الجداريين الغربي و الشرقي.

و فيما يتعلق بالسكان قال التفكجي:"حاليا تتم عمليات تهجير ممنهجة لنقل السكان، و المدينة الوحيدة التي بقي فيها السكان أريحا و العوجا، حيث سيتم ربطهما مع الضفة، و القرى الصغيرة مثل بردلة و عين العوجا، تتحول لتجمعات سكانية يتم عزلها بالجدار و يكون الدخول و الدخول إليها كما يحدث في الضفة الغربية بتصاريح و أوذنات".

و يشكل الغور ما نسبته 27% من أراضي الضفة الغربية، يسكنها 60 ألف فلسطيني، في حين يسكن فيها 5 ألالاف مستوطن فقط في 20 مستوطنة، و بحسب الإحصاءات تشكل السلة الغذائية من هذه المنطقة في الإقتصاد الإسرائيلي ما قيمته 822 مليون دولار هي قيمة صادراتها من الغور.