تقرير « سخط وغليان واستياء وتذمر » هذا حال الغزيين في ظل انقطاع الكهرباء

الساعة 05:46 م|02 نوفمبر 2013

غزة - (خاص)

سخط وغليان واستياء وتذمر .. هذا هو حال المواطن الفلسطيني في قطاع غزة في اليوم الثاني لانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل، نتيجة لتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب نفاذ الوقود.

ورغم أن أزمة الكهرباء لم تنته منذ عام 2006 عندما تعرضت للقصف "الإسرائيلي" بشكل كامل رغم إصلاحها، واتعايش المواطن على انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي لمدة ثمانية ساعات، إلا أن انقطاعها لأكثر من 12 ساعة أدى إلى زيادة تذمره المواطنين وارتفاع المصاريف على الوقود غالي الثمن لتشغيل المولدات الكهربائية. وحذر جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة بشركة الكهرباء من كارثة حقيقية في قطاع غزة بعد توقف المحطة عن العمل بالكامل، مطالباً الجميع بالوقوف أمام مسئولياته وتجنيب القطاع كارثة جديدة.

جدير بالذكر، أن شركة الكهرباء بغزة أعلنت عدم قدرتها على شراء الوقود لمحطة الكهرباء بعد رفع سعر اللتر من 4 شيكل إلى 5.7 من قبل حكومة رام الله ما أدى الى توقف المحطة عن العمل.

وأوضح المتحدث باسم حكومة رام الله د. ايهاب بسيسو لمراسل "فلسطين اليوم" أن حكومته وجراء الأزمات الإقتصادية والمديونية العالية التي تراكمت عليها قررت إعادة جزء بسيط من ضريبة "البلو" المفروضة من قبل الإحتلال "الإسرائيلي" على السولار الصناعي الخاص بمحطة كهرباء غزة.

وبغض النظر عن المتسبب في توقف المحطة عن العمل، فالمواطن العادي هو الضحية خاصة ممن لا يملكون مولدات كهربائية، ومن لم يستيطعوا شراء الوقود الذي ارتفع سعره بنسبة 100% بعد توقف وصول الوقود من مصر بسبب تدمير الأنفاق.

ولجأ المواطنون للتعبير عن غضبهم واستيائهم الشديد من انقطاع الكهرباء المستمر لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر، مطالبين المسؤولين بسرعة التدخل وحل الأزمة وإدخال الوقود الصناعي لمحطة الكهرباء كي يتم إعادة تشغيلها مرة أخرى.

فقد كتبت مواطنة على حسابها " استودعكم الله ... حان الان موعد قطع الكهرباء 12 ساعة لما كانت تقطع 8 كان مش عاجبنا هلأ بقول يارب ترجع 8 وحسبنا الله و نعم الوكيل. وكتب آخر " غزة ليست بحاجة لكهرباء.. لإنه غزة منورة بأهلها" ، وآخر .. "حرااااااااااام بدنا كهرباء يا عالم".

اختلفت النداءات والتعليقات والنتيجة واحدة أن الجميع مستاء وغاضب ويريد التيار الكهربائي.

هذا وعبر المواطن محمد محمود 55 عاماً ويعيش في عمارة سكنية على الدور الرابع عن غضبه من انقطاع التيار الكهربائي لفترة أطول مما كانت عليه، محملاً المسؤولين في حكومتي غزة ورام الله المسؤولية، وقال :" بعيداً عن المناكفات السياسية الأصل أن لا يتم الضغط على المواطن والمتاجرة به، ويجب على الكل الفلسطيني في موقعه أن يسعى لتحقيق حياة أفضل للمواطن المظلوم الذي يعيش حصاراً وفقراً في قطاع غزة".

وأضاف، بأنه لا يستطيع الصعود على الدرج للطابق الرابع في ظل انقطاع التيار الكهربائي وأنه لذلك فرض على نفسه الإقامة الجبرية في المنزل لحين انفراج الأزمة.

وأوضح بأن مجلس إدارة البناية قرر تشغيل المولد لساعات محدودة جداً نظراً لارتفاع سعر السولار إلى الضعف وأنه ليس بمقدور السكان دفع خدمات أكثر.

ولفت إلى أن المواطن يدفع فاتورة الكهرباء مرتين، مرة لشركة الكهرباء، ومرة أخرى ثمن سولار لمولد الكهرباء ومع ذلك لا يستمتع بالكهرباء.

ودعا أصحاب الضمائر الحية من فلسطينين وعرب إلى التدخل العاجل لدى الحكومة في رام الله وغزة للعمل على حل المشكلة بأسرع وقت ممكن.

هذا ويوجد آلاف المرضى ممن يمثل لهم انقطاع الكهرباء خطراً على حياتهم خاصة ممن يعتمدون على التنفس الصناعي، إضافة إلى المشافي التي يشكل انقطاع الكهرباء فيها كارثة حقيقية تهدد حياة المرضى.

أزمة تلو الأخرى .. هذا هو حال قطاع غزة المحاصر منذ سبعة أعوام، والحل لإنهاء هذه الأزمات في عين المراقبين والمحللين يكمن في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الحصار الجائر على القطاع. فمتى وكيف سيتم ذلك؟