عشرات الآلاف ملأت شارع الوحدة في يوم (زحف الجهاد)

بالصور الدكتور الهندي: الضفة تستعد لانتفاضة جديدة على وهج دماء الشهداء

الساعة 12:21 م|01 نوفمبر 2013

غزة

حذر الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من توقيع السلطة الفلسطينية على أي اتفاق مرحلي أو نهائي مع العدو الصهيوني، مؤكدا أن أي خطوة من هذا القبيل لن تكون ملزمة للشعب الفلسطيني ولمقاومته، لما تحمله من أخطار على القضية الفلسطينية وعلى الثوابت الوطنية المتمثلة في القدس وحق العودة، وتحرير فلسطين.

وانتقد د.الهندي بشدة المفاوض الفلسطيني الذي يذهب إلى الجلوس مع قادة الاحتلال بدون مرجعية وطنية، وفي ظل تصاعد الاستيطان واستمرار تهويد القدس ومسجدها الأقصى بصورة فاقت كل التصورات، ومع تبجح (إسرائيل) في الحديث عن القدس الموحدة عاصمة أبدية لها.

جاء ذلك خلال الزحف الجماهيري الضخم الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي، والذي أطلقت عليه اسم (يوم زحف الجهاد)، إحياء للذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي، الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذكرى الثانية والثلاثين للانطلاقة الجهادية الكبرى.

وانطلقت الحشود المؤيدة لحركة الجهاد من مختلف محافظات قطاع غزة، لتأدية صلاة الجمعة في المسجد العمري الكبير، حيث خطب في المصلين الشيخ خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، والذي شدد على ضرورة الإبقاء على جذوة المقاومة مشتعلة، لمواجهة غطرسة وجبروت الاحتلال الصهيوني، الذي يعيث فسادا وإفسادا في الأرض، ويواصل اعتداءاته الهمجية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي كان آخرها العدوان الذي خلف أربعة شهداء من كتائب الشهيد عز الدين القسام شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع، فجر اليوم الجمعة، متقدما بالتعزية من الشعب الفلسطيني ومن أهاليهم باستشهادهم وارتقاءهم في ساحة الوغى مقبلين غير مدبرين.

وبارك القيادي البطش في خطبته، أيادي المجاهدين الذين تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة في دورية صهيونية شرق خان يونس، أسفرت عن إصابة خمسة جنود صهاينة بجراح مختلفة.

كما أسهب الشيخ البطش في الحديث عن تاريخ حركة الجهاد الإسلامي الحافل بالتضحيات الجسام، والذي خطّه الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي بدمه، في رحلة الدم الذي هزم السيف، وسار على نهجه شهداء معركة الشجاعية (محمد الجمل-زهدي قريقع-سامي الشيخ خليل-أحمد حلس)، الذين أسسوا لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني.

وعقب انتهاء صلاة الجمعة، بدأت حشود أنصار الجهاد الإسلامي، يتقدمها قادة الحركة، ولفيف من قادة الفصائل الوطنية والإسلامية، تتدفق من كافة مساجد القطاع، وتجمهرت في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة ترفع رايات حركة الجهاد، وتردد شعارات تبايع المقاومة وتدعوها للاستمرار على النهج الذي رسمه الدكتور الشقاقي، قبل أن تنطلق رصاصة الزحف الجهادي الذي قطع شارع الوحدة متجها إلى منصة الخطابة قرب ملعب اليرموك، 

وفي كلمته أمام الجماهير المحتشدة، سرد الدكتور محمد الهندي جزء من التاريخ الجهاد لحركته وللعشب الفلسطيني، بدء من وعد بلفور الإنجليزي المشئوم الذي تصادف يوم 2/11، مرورا بانتفاضة الحجارة والأقصى والاعتداءات الصهيونية المتكررة التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، إلى يومنا هذا.

وقال: نعيش اليوم ذكرى الانطلاقة الجهادية وذكرى استشهاد الشقاقي، كنا شهودا على تلك المرحلة، وأنتم اليوم تزحفون هنا لتشهدوا على هذا الواقع".

وأردف د.الهندي بالقول: عندما انطلقت الحركة لم يكن الشقاقي وإخوانه يملكون شيئا سوى إيمانهم العميق بربهم بعقيدة حب الوطن وعدالة قضيتهم، إلى جانب بعض الحجارة، فأسسوا الفكرة على قراءة واضحة لتاريخ الأمة، وعلى نص قرآني ونص نبوي شريف".

وشدد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي على أن حركته نهضت لتقاوم عدوها، وما دون ذلك هوامش.

وزاد بالقول: العدو اعتقد أنه بقوته وإرهابه يمكن أن يهزم إرادة شعب نهض ليقاوم من أجل دينه وعقيدته وتاريخه ومقدساته، فباء المحتل بالفشل ومني بالهزيمة، ولم تستطع هذه القوة أن تقف أمام إرادة هؤلاء الأبطال، فاستوى الزرع على سوقه ليغيظ الكفار ويعز المقاومة والجهاد".

وتحدث د.الهندي عن اشتعال الانتفاضة الأولى بعد معركة الشجاعية في 6/10/1987، وما تخللها من اعتقالات وملاحقات لم يسلم منها أغلب قادة العمل الجهادي الذي دخلوا السجون والزنازين، لتكون النتيجة عملية بيت ليد الأسطورة في 22/1/1995، التي نفذها الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شكر وأدت لقتل وجرح مئات الجنود والمغتصبين الصهاينة، وما تبع هذه العملية من اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي، ليأتي الرد بعملية ديزنقوف الشهيرة التي قتل وأصيب فيها عشرات الجنود، مشيرا إلى أن دماء شهداء شعبنا على مر التاريخ هي التي تصنع الانتفاضة وتقود نحو النصر المؤزر.

وقال: عندما عجز العدو عن كسر إرادة شعبنا ومقاومته في الانتفاضة الأولى، حاول خداعنا بمؤامرة أوسلو، التي استمرت عشرين عاما، وأصبحت غطاء لسرقة الأرض وتهويد القدس وإقامة المستوطنات، والعالم يوهمنا بالمفاوضات لإراحة الكيان ومساعدته في غسل يديه من جرائمه بحق شعبنا".

وأوضح د.الهندي أن المفاوضات مع الاحتلال نتج عنها زيادة في نسبة الاستيطان ب70 % مقارنة بالعام الماضي، وتراجعا للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية لتصبح قضية هامشية بعد أن كانت على سلم الأولويات، فيما يدفع الفلسطينيون الضريبة ثمنا مسبقا لمجرد بداية المفاوضات، في إشارة إلى الاستيطان وتهويد القدس والاعتداءات الصهيونية في الضفة المحتلة.

واستطرد قائلا: حتى قضية الأسرى حولتها إسرائيل إلى قضية للابتزاز، تفرج عن جزء منهم على دفعات صغيرة، وتستثني أسرى الأراضي المحتلة عام  1948، والقدس، لإبقاء المفاوض الفلسطيني داخل قفص المفاوضات، ومن ثم تعلن عن بناء 5 آلاف وحدة استيطانية في القدس والضفة كمقابل للإفراج عنهم". متوجها بالتحية إلى الأسرى الـ26 الذين تم الإفراج عنهم يوم الثلاثاء الماضي.

وتساءل د.الهندي: لماذا هذا الصمت المطبق من المفاوض الفلسطيني؟ لماذا لا يعلن موقفا من تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا واجتياحه من قبل قادة الاحتلال ومتطرفيه؟ نتنياهو يقول إن الإفراج عن 26 أسيرا هو أصعب قرار في حياته، فكيف سيفرج عن الأقصى وعن القضية الفلسطينية؟".

وشدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على عبثية المفاوضات التي تخوضها السلطة مع الاحتلال الصهيوني، مضيفا: لا فائدة من هذه المفاوضات، ونحذر من توقيع أي اتفاق مرحلي، لأن إسرائيل بحكم موازين القوى والعنجهية ستحوله إلى اتفاق نهائي كما أوسلو التي استمرت عشرين عاما، لأن استمرار المفاوضات مصلحة حيوية لإسرائيل، كما أعلن عن ذلك نتنياهو". مؤكدا أن الاتفاق المرحلي سيكون آخر مسمار في نعش سلطة أوسلو.

كما حذر د.الهندي من استمرار المفاوضات دون الحديث عن القدس وعودة اللاجئين الذين يموتون غرقا في البحر بعد هروبهم من جحيم الحروب في بعض الدول، ولا يقدرون على الرجوع إلى وطنهم فلسطين، وفي ظل تبجح أمريكا في وضع أمن الكيان أساسا لهذه المفاوضات.

 ورفض الهندي أي اتفاق نهائي يتخلى عن الثوابت الفلسطينية، واصفا أي اتفاق من هذا النوع بأنه "بلفور فلسطيني"، لن يكون ملزما لشعبنا ولن تعترف به المقاومة.

وأوضح أن الحل الوحيد يكمن في المصالحة وتطبيق الشراكة والاتفاقيات الفلسطينية الداخلية، ووضع إستراتيجية وطنية تحفظ ما بقي للفلسطينيين من قضية وكرامة، ولتبقى فلسطين حية في قلوب شعبها ومقاومتها وفي قلوب ملايين العرب الذين تهفو نفوسهم لزيارة الأقصى والقدس.

وتوجه د. الهندي بالتحية للشهداء الأبطال الذين ارتقوا مؤخرا في الضفة الغربية، وعلى رأسهم القيادي في سرايا القدس محمد عاصي، وللشهداء الذين خاضوا معركة فجر اليوم مع الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس ومنعوه من التقدم نحو غزة، وللأسرى الأبطال خلف قضبان الاحتلال.

وتحيى حركة الجهاد الإسلامي بشكل سنوي ذكرى اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي، الذي استشهد بتاريخ 26/10/1995، برصاص عملاء الموساد الصهيوني بجزيرة مالطا الإيطالية أثناء عودته من مؤتمر في ليبيا.

كما تحيي الحركة التي تأسست مطلع ثمانينات القرن الماضي، بذكرى معركة الشجاعية (6 تشرين 1987)، حيث خاض أربعة من أبطال الجهاد الإسلامي اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال بحي الشجاعية، وأوقعوا القتلى والجرحى في صفوف جنود العدو قبل أن يرتقوا إلى الله شهداء.

 

وفيما يلي النص كاملا :

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين..

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)

الإخوة الأعزاء يا أبناء شعبنا العظيم

الإخوة الأعزاء من قادة الفصائل الوطنية والإسلامية

الإخوة الأعزاء من أنصار وأبناء كوادر وقادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

الأخوات الكريمات..

يا من جئتم اليوم تعلنون حبكم لفلسطين حبكم للإسلام, تعلنون انحيازكم لخيار الجهاد والمقاومة يا من جئتم زحوفاً من كل زوايا القطاع الصامد تعلنون أنكم مع فلسطين ومع المقاومة ومع الإسلام مع الثورة ومع الشقاقي  مع الشهداء الذين سطروا صفحة جديدة من صفحات العز والفخار.

 

الإخوة والأخوات الكريمات

اليوم نحن نعيش ذكرى الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي وأيضا ذكرى استشهاد الأمين العام المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله هذه الذكرى كنا شهودا عليها وأنتم اليوم شهودا على هذا الواقع.

حركة الجهاد الإسلامي عندما انطلقت كانت شاهدة بجهد أبنائها وجهادهم ودماء قادتها على مرحلة الانطلاقة وأنتم اليوم تأتون زحوفاً لتعلنوا شهادتكم على هذه المرحلة بجهادكم بدماء شهدائكم تعلنون هذه الشهادة , تعلنون انحيازكم إلى الخط الأصيل في الأمة الخط الأصيل في الشعب الفلسطيني الذي قدم الشهداء على مدار قرن من الزمان منذ زرعوا هذا الكيان في القلب من امتنا وفي القلب من تاريخنا .

وعندما نعود إلى الوراء وقت انطلقت الحركة, ماذا كنا نملك؟ ماذا كان يملك هؤلاء الشباب العائدون من الجامعات؟ لم نكن نملك شيئا, الشقاقي وإخوانه لم يكونوا يملكون شيئا سوى إيمانهم العميق النابع من عقيدة  هذا الشعب النابع من إيمانهم بعدالة قضيتهم وقبل ذلك إيمانهم بربهم .

ماذا كانوا يملكون سوى الإرادة القوية رغم موازين القوى المختلة , لم يكن لدينا سوى غضبنا وإيماننا وبعض الحجارة .

ماذا يملكون سوى وعيهم ورؤيتهم وإيمانهم بهذه الفكرة , التي أسسوها على قراءة واضحة لتاريخ الأمة وأسسوها على نص قرآني ونص نبوي شريف..ماذا كنا نملك سوى هذه البصيرة, ليتأسس هذا البيان وهذا السبيل على بصيرة من الله.. قلنا يومها أننا نهضنا لنقاتل هذا العدو وما دون ذلك هوامش..أكدنا يومها أن بوصلتنا تتجه نحو القدس وما دون ذلك هوامش, أعلنا رفضنا للصراع الداخلي  ولأي حسابات حزبية أو مصالح فئوية, بوصلتنا تشير للقدس وهذا ما يسدد دائما رؤيتنا ويحفظ هدفنا وعزمنا

لذلك بالعزم والإرادة استطاع الشقاقي وإخوانه أن يبنوا هذه الحركة التي انطلقت بجوار حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين لتقاتل هذا العدو.

وبدأت مرحلة الابتلاءات مبكرا بدأها العدو في حصار هذه الأفكار ثم حصار هؤلاء الشباب كما فعل مع كل حركات المقاومة  , القوة الغاشمة في مواجهة الإرادة الحرة , القوة الغاشمة في مواجهة الإيمان العميق , القوة الغاشمة في مواجهة الحجارة وفي مواجهة السكاكين.

مثل كل إمبراطوريات الشر التي تغتر بقوتها على مدرا التاريخ يعتقدون أنهم بقوتهم وبإرهابهم يمكن أن يهزموا إرادة شعب نهض يقاوم من أجل حريته من أجل وطنه ومقدساته من أجل أمته وتاريخه من أجل عقيدته ودينه وباؤوا بالفشل, هذه القوة الغاشمة لم تستطع أن تقف أمام إرادة هؤلاء الشباب أمام إرادة الأبطال من أبناء شعبنا فاستوى الزرع على سوقه استوى ليغيظ  الكفار ويعز به المؤمنين ويعز به المقاومة والجهاد .

وكانت مواجهة القوة الغاشمة في الشجاعية في 6/10/1987 مع المجاهدين, فدخلنا الانتفاضة الأولى مع شعبنا دخلنا الانتفاضة الأولى بعد هذه الإرهاصات التي حاولوا من خلالها أن يدمروا إرادة شباب فلسطين , وبدأت الاعتقالات في بداية الانتفاضة الأولى , كلنا تقريبا كنّا في سجون الاحتلال, كلنا تقريبا كنا في زنازين التحقيق , فماذا كانت النتيجة؟ "بيت ليد" التي أرعبتهم "بيت ليد" التي وقعت كالصاعقة عليهم فلجأوا إلى اغتيال المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي, فجاءتهم "ديزنغوف" وغيرها من العمليات التي هزّت هذا الكيان وأرعبته وأربكت حساباته , فكان الاجتياح وكانت الاعتقالات وكانت الضفة على موعد وكان عشرات الشهداء من كافة الفصائل في الضفة الغربية التي لم تسقط يوما وقاتلت وقدمت الشهداء في انتفاضة الأقصى كل الشهداء تقريبا الذي نفذوا عمليات داخل كيان العدو كانوا من شباب الضفة الغربية من كافة التوجهات والفصائل وعندما حاولوا كسر إرادتهم أشرقت عليهم شمس هنادي جرادات لتعلم العدو الدرس مرة بعد مرة أن الإرادة أقوى من العنجهية الإرادة أقوى من السلاح, الإرادة أقوى من وهم القوة وغطرسة القوة , واليوم يحاولون مرة أخرى يحاولون خداعنا فيخرج لهم محمد عاصي وقبله إسلام الطوباسي واليوم يخرجون لهم في غزة يخرج ربيع بركة ومحمد داوود والقصاص لتكتمل الدائرة , وتستعد الضفة ان شاء الله لتفاجئهم مرة أخرى بانتفاضة جديدة على وهج دماء هؤلاء الشهداء الأبطال..عاصي والطوباسي واحمد طبابزة , وكل الشهداء الذين لهم فصائل والذين ليس لهم فصائل , هؤلاء شهداء شعبنا الفلسطيني هؤلاء من يصنعون انتفاضة شعبنا ولذلك استدار العدو ليحاول كسر إرادتنا بالخبث والدهاء بالخداع والمؤامرة , عندما فشل في الانتفاضة الأولى جاءت استدارة أوسلوا  ليعترف بالعدو التاريخي له منظمة التحرير الفلسطينية , جاءت أوسلو لتخدع شعبنا وتحاول أن تلتف على انتفاضتنا.

عشرين عاما ونحن نفاوض, عشرين عاما كانت غطاءً لكل الشرور, غطاءً لسرقة الأرض وتهويد القدس وإقامة المستوطنات , والعالم يفرك يديه فرحاً أن هنالك مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليريح ضميره ويغسل يديه من هذه الجرائم التي اقترفها بحق شعبنا , هذا هو الخداع’ واليوم يحاولون مرة أخرى أن يخدعونا والمفاوض كالثور الأعمى يدور في نفس الحلقة التي جرّبناها في نفس المفاوضات التي جرّبناها  وهم يحاولون خداعنا , فتأتي دماء الشهداء لتنير لنا الطريق وتعيدنا مرة أخرى إلى وهج الانتفاضة التي يصنعها الشهداء باستمرار .

 

الإخوة الأعزاء الأخوات الكريمات..

اليوم يحاولون ان يشكلوا بخداعهم غطاءً على زيادة الاستيطان , الاستيطان ارتفعت وتيرته بنسبة 70% والاهتمام بالقضية الفلسطينية تراجع ولم تصبح أولوية بعد أن كانت الشغل الشاغل على أجندة العالم, الشغل الشاغل والاهتمام الأول والقضية المقدسة الأولى لمليار ونصف مليار مسلم ولأحرار العالم , أصبحت اليوم هامشية بفعل استمرار المفاوضات , هذه هي الضريبة الأولى هذا عربون بدون حساب أيضا فقد أبطلنا أي ملاحقة يمكن أن تتم لقادة العدو المجرم وأوقفنا تفعيل حتى المسائل الإدارية البسيطة أوقفنا تفعيل أي نتائج ايجابية للاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة , لذلك ندفع الضريبة مسبّقا ندفع ثمنا غير مسترد لمجرد الدخول في المفاوضات ولذلك نحذر من الاستمرار في المفاوضات.

حتى قضية الأسرى والإفراج عن أسرانا الأبطال تحولها إسرائيل إلى قضية للابتزاز, بهذه المناسبة نتقدم بالتبريكات لهؤلاء الأبطال الذين قاتلوا "اسرائيل" حتى النهاية, وأرادت إسرائيل أن تدفنهم بسجونها لكن أراد الله لهم أن يخرجوا أعزّة بكبرياء, أرادت إسرائيل أن يقضوا حياتهم داخل المعتقلات وهم على كل حال قضوا زهرة شبابهم هناك , ولكن أراد الله لهم الفخر والعزة, لكن إسرائيل حولت هذه الفرحة إلى ابتزاز تخرجهم على دفعات صغيرة العدد مرتبطة بابقاء المفاوض داخل قفص المفاوضات وأيضا استثنت الإخوة المقاتلين والمجاهدين الأسرى من فلسطينيي عام 48 ومن أهلنا بالقدس بحجّة أنهم يحملون هوية إسرائيلية, وأيضا أعلنت عن بناء 5000 وحدة استيطانية ادعت أنها مقابل الإفراج عن 26 بطلا من أبطال شعبنا , لماذا لا نرد عليهم؟ لماذا لا نصرّح موقفاً؟  لماذا هذا الصمت المطبق من المفاوض الفلسطيني؟ نحتاج إلى موقف  حول الوحدات الاستيطانية التي تعلنها إسرائيل صباح مساء وتقول أنها على خلفية الإفراج عن الأسرى, نريد موقف من اجتياح المسجد الأقصى في كل يوم على يد أعضاء كنيست وعلى يد مسؤولين إسرائيليين وعلى يد المتطرفين في حماية الجيش الإسرائيلي, لماذا لا نعلن موقفا واضحا من هذا الاجتياح ومن هذا التهديد بتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا , لهذه الأسباب نحذر من الاستمرار في المفاوضات.

نتنياهو يقول أن الإفراج عن 26 أسيرا هو أصعب قرار في حياته فكيف يمكن أن يفرج عن الأقصى أو عن القدس أو عن الدولة , كيف يفرج عن حرية الشعب الفلسطيني وعن دولته, ولذلك نقول لا فائدة من هذه المفاوضات ونحذّر منها.

ماذا نريد من هذه المفاوضات؟ هل نريد اتفاقا نهائيا؟ أم نريد اتفاقا مرحليا؟ إننا نحذر من توقيع أي اتفاق, فأي اتفاق مرحلي ستحوله "إسرائيل" بحكم القوة وبحكم العنجهية إلى اتفاق نهائي.

 

أيها الإخوة..

كلكم تذكرون أن اتفاق أوسلو كان اتفاقا مرحليا واستمر 20عاما وإسرائيل يمكن أن تجعل أي اتفاق مرحلي يستمر 20 عاما أخرى , فالاستمرار بالمفاوضات وكما قال المجرم "نتنياهو" هو مصلحة حيوية لإسرائيل,

لذلك نحذر من التوقيع على أي اتفاق مرحلي لأنه سيتحول إلى دائم, اليوم تعود المفاوضات بدون مرجعية وباستمرار الاستيطان ومصادرة الأرض وتهويد القدس وبناء المستوطنات بحجم  فاق كل التصورات ومع الاستعداد لتبادل الأرض وبدون الحديث عن القدس, بالعكس فإسرائيل تتحدث عن القدس أنها عاصمة أبدية لدولتهم المزعومة , تتحدث عن القدس الموحَّدة أنه لا يمكن أن يتم التنازل عنها , وتحت استمرار اجتياحات الأقصى كل يوم وتحت التهديد بتقسيم الأقصى كل يوم , ندخل المفاوضات دون الحديث عن اللاجئين الذين يموتون في عرض البحر الذين خرجوا من حرائق المعارك في دول الشتات ليموتوا في البحر المتوسط في هجرة لا تنتهي  هذه هي المفاوضات التي ندخلها , ولذلك نحذر من أي اتفاق مرحلي بهذه الشروط ,

ندخل المفاوضات وإسرائيل تقول والراعي الأمريكي يقول صباح مساء أن الأساس في التفاوض هو الحفاظ على أمن إسرائيل , ونؤكد أن أي اتفاق مرحلي سيكون آخر مسمار في نعش سلطة أوسلو .             وإننا كذلك نحذر من أي اتفاق نهائي تحت ضغط موازين القوة واختلالها يمكن أن يتخلى المفاوض عن القدس أو عن حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم ووطنهم وممتلكاتهم , لأنه وتحت ضغط موازين القوة يمكن أن يتم التفريط بذلك.

نقول بكل وضوح أن أي اتفاق نهائي سيكون بمثابة "بلفور" الفلسطيني , غدا ذكرى وعد "بلفور" الإنجليزي الذي أعطى فيه من لا يملك لمن لا يستحق, لكن إذا تم التوقيع على اتفاق نهائي يفرّط بالقدس وبحق اللاجئين تحت ضغط موازين القوى سيكون بمثابة "بلفور" فلسطيني يعطي فيه من يملك لمن لا يستحق, ولذلك نقول أن أي اتفاق لا يلزمُنا ولا يلزم شعبنا ولا يلزم أمتنا , ولا حتى باستفتاء فهذه القضايا لا استفتاء عليها.

إن أي اتفاق لن يُنهي هذا الصراع ولا هذا الكفاح , كفاح الشعب الفلسطيني الممتد على أكثر من قرن,

ولا هذا الصراع بالمنطقة الذي لا ينتهي إلا بالاعتراف بحقوقنا كاملة وبدولتنا تقام على كامل ترابنا, والقدس عاصمة لدولة فلسطين الحرة وللأمة جميعها.

 

الإخوة الأعزاء والأخوات الكريمات..

إذا كان هذا وضعنا اليوم , فما هو الحل؟ ماذا نفعل؟

بكل مسؤولية وطنية وبكل مسؤولية تاريخية وبعيداً عن كل المناكفات أو المعارك الصغيرة أو تصفية الحسابات , الحل أن نحتمي ببعضنا البعض, أن نتقابل في وسط الطريق , الحل المصالحة والشراكة وتطبيق الاتفاقيات التي وقعّنا عليها, بناء مرجعية وطنية تكون حاضناً للجميع وبناء إستراتيجية وطنية تحفظ لنا ما تبقى من وطن وكرامة, هذا هو الحل بدون حسابات وبدون تعقيدات نذهب إليه مباشرةً, لتبقى فلسطين حيّة في قلوب شعبنا الموحَّد وفي قلوب مقاومتنا وفي قلوب فصائلنا وحية في قلوب الملايين من أمتنا الذين تهفوا قلوبهم للأقصى وللقدس , رغم  إشعال الحرائق في بلدانهم حتى يشغلوهم عن فلسطين , يشعلون الحرائق هنا وهناك لتغيب فلسطين عن المشهد .. ولكننا نقول لهم : ستبقى فلسطين حاضرة في قلوب ملايين  الأمة رغم كل هذه الحرائق في أوطان الأمة , فلسطين ستبقى حاضرة في قلوب ملايين أحرار العالم رغم الحواجز التي يبنونها بينهم وبين فلسطين.

تحية إلى أهلنا في القدس وأرضنا المحتلة عام الـ48  الذين يتصدون بصدورهم العارية إلى قطعان المستوطنين وإلى الحاقدين الذين يجتاحون كل يوم حرمة الأقصى ويهددون كل يوم بتهويده وتقسيمه.

تحية إلى أهلنا في ضفة الشموخ والكبرياء الذين يؤسسون اليوم على وهج دماء الشهداء لانتفاضة جديدة إن شاء الله توحِّد شعبنا وتتصدى لهذا العدو الغاشم .

تحية إلى أسرانا الأبطال , إلى الأسرى الـ26 المفرج عنهم وإلى كل أسرانا الأبطال الذين يشهرون إيمانهم وجوعهم في وجه الجلّاد المتسلط .

تحية إلى أهلنا في الشتات الذين يفرّون من نار الحرب فتتلقفهم أمواج البحر ولا يستطيعون أن يأتوا إلى فلسطين .

تحية إلى المقاومة الفلسطينية بكل أجنحتها وفصائلها , وإلى الأبطال الذين ارتقوا شهداء اليوم شرق خان يونس وهم يدافعون عن اجتياح غزة ويتصدون لهذا الاحتلال المجرم.

التحية إلى أحرار أمتنا بكل مشاربهم وبكل فصائلهم وبكل أفكارهم وأحزابهم نقول لهم أن فلسطين ستوحدهم إن شاء الله رغم هذه الحرائق التي يشعلها الأعداء , وتحية إلى أحرار العالم أجمع.

ومن غزة وعلى وهج دم الشهداء وفي ذكرى انطلاقة الجهاد والمقاومة نؤكد لهؤلاء جميعا أننا شعب حر شعب حي نهض ليقاتل هذا العدو دفاعا عن أرضه ووطنه وتاريخه ومستقبل أبنائه , دفاعا عن مقدسات الأمة وعن أحرار العالم وعن كل ما هو نبيل وجميل في هذه الحياة , نهضنا لنقاتل هذا العدو دفاعا عن كل هذه المعاني.

وكلما أوغلوا في دمنا كلما أوغلوا في قدسنا كلما أوغلوا في حصارنا نصبح أكثر قوة وعزما وإصرارا على مواصلة الجهاد والمقاومة حتى كنسِهم من أرضنا , حتى طرد هؤلاء الغزاة وتحقيق وعد الله لنا بالنصر والتمكين ودخول الأقصى إن شاء الله " إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 


جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
جماهير في المسيرة
فصائل بالمسيرة
فصائل بالمسيرة
عمل نسائي بالمسيرة
عمل نسائي بالمسيرة
عمل نسائي بالمسيرة
عمل نسائي بالمسيرة
عمل نسائي بالمسيرة
الفصائل تشارك الجهاد