خبر النظر الى الصورة الكبرى- معاريف

الساعة 10:20 ص|30 أكتوبر 2013

النظر الى الصورة الكبرى- معاريف

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: في النظر الى الصورة الكبرى في تحرير السجناء لا نجد غير مواصلة الفلسطينيين العودة الى القتل والتحريض مثلما حصل في المناسبات السابقة لتحرير السجناء - المصدر).

 

في الثرثرة التي لا تنتهي حول تحرير القتلة الفلسطينيين، يعظنا مؤيدو التحرير بأن "ننظر الى الصورة الكبرى". وبنبرة تسيدية، وصوت الراشد المسؤول تجاه طفل متخلف، يشرح المتحدثون بلسان نتنياهو ومؤيديهم من اليسار كم هم يشاركون في ألم العائلات الثكلى وكم تتقلب لهم هم ايضا البطون. ولكن -كما يهمسون لنا بصبر – مصالح دولة اسرائيل أوسع وهذه تستوجب تأييد فتح أبواب السجن أمام القتلة.

 

تعالوا ننظر الى الصورة الاكبر على مدى السنين. لنأخذ مثلا تحرير 1.150 مخرب في صفقة جبريل، في العام 1985. الصورة الصغيرة تشير الى أنه تحرر كم هائل من الجزارين المقيتين، ممن لا يستحقون ان يروا ضوء النهار. في الصورة الوسطى اقاموا بنية تحتية جديدة للارهاب، بعد أن حظوا بتأهيل عالٍ للقتل في السجن. كثيرون منهم قتلوا مرة اخرى أو تسببوا بقتل اسرائيليين آخرين. أما الصورة الكبرى فتجعل تحريرهم كارثة استراتيجية، كارثة ساهمت مساهمة حاسمة في اندلاع الانتفاضة الاولى في 1987. ذات العلائم ميزت باقي حالات التحرير على مدى السنين، حيث أننا نسمع عن الاضرار الجسيمة لصفقة شاليت مؤخرا في كل يوم.

 

من المهم النظر الى طريقة تحرير القتلة كأداة سياسة، في اطار ما يسمى تهكما "بادرات طيبة". منذ قيام سلطة الارهاب لعرفات لا نكف عن تقديم "البادرات" لها ونتلقى بالمقابل ارهابا وتحريضا. إذن ماذا خرج لنا في "الصورة الكبرى" التي قادتنا المرة تلو الاخرى الى تحرير المزيد فالمزيد من القتلة؟ كل تحرير وتسهيل خرق أرضية التحرير ضدنا ورفع مستوى المطالب تجاهنا. وكنا مطالبين كل الوقت بتعزيز قوة عرفات، الرجوب، ابو مازن. ولكن كلما تعزز هؤلاء كلما اصبحوا اكثر عداء وتطلبا.

 

في الجولة الحالية، كما ادعوا على مسامعنا، يجب تحرير سلسلة من القتلة الاكثر مقتا، كي يكف الفلسطينيون عن محاولة الحصول على اعتراف في الامم المتحدة ويجلسوا معنا للمفاوضات. قصة كبرى. وماذا سيخرج لنا من هذا – هل تسكعهم مع لفني ومولخو أدى الى وقف المحاولة الفلسطينية لجعلنا بشعين في المحافل الدولية؟ هل تنازل الفلسطينيون عن مطلب حق العودة؟ هل كفوا عن رفض حق الوجود للدولة ونسج فريات الدم ضدنا في الصحف الرسمية وفي كتب التعليم؟ العكس هو الصحيح – في الاشهر الاخيرة بالذات، اشهر المفاوضات المقدسة، تعاظم التحقيق، حيث يعود الشركاء من رام الله الى قيادة موجة العمليات والاضطرابات "الشعبية".

 

وما هي "الصورة الكبرى" حيال الامريكيين واوروبا؟ الان بالذات اعلنت مقاطعة جديدة من الاوروبيين حتى على الجامعة العبرية في القدس. وفي كل ما يتعلق بادارة اوباما مشكوك أن يكون بقي انسان في العالم لا يزال يحصي الحكمة والولاء لعصبة واشنطن. والان بالذات ليس لادارة اوباما روافع هامة للضغط علينا، ولا سيما حين تخشى من هجوم اسرائيلي في ايران.

 

وماذا بالنسبة لحكم القانون والضرر الجذري بمبادىء العدل والمساواة؟ ما هو معنى الحكم والردع الاسرائيليين عندما يكون واضحا لكل قاتل متطرف قومي بان في نهايته ان يتحرر قبل الاوان؟

 

الصورة الكبرى لتحرير القتلة باعثة على الصدمة على نحو خاص. وكل من يحتاج الى تفادي مشاهد "الصورة الكبرى" يجسد فقط كم هو نفسه فقد السبيل والقيادة ويحاول فقط اخفاء ذلك.