خبر ملح الارض ومجرد ملح- يديعوت

الساعة 10:20 ص|30 أكتوبر 2013

ملح الارض ومجرد ملح- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: تُثبت التجارب أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعرف اختيار من حوله ولا تشخيص المقربين منه - المصدر).

· صيادون مجهولون: أصبح القتلة الفلسطينيون البغيضون في هذا الوقت في أحضان عائلاتهم. وقد كان أبناء العائلات يرونهم مدة عشرات السنين من وراء الشبك والقضبان. إن أبناء عائلات القتلى يحرقون أسنانهم في هذه الساعات فالألم أكبر من أن يُحتمل.

ولا أفكر في هذا الوقت بأبناء عائلات القتلى فقط وكرامتهم محفوظة، بل في مئات أناس "الشباك" على اختلاف حقبهم، وفي جنود وقادة، وفي آلاف الليالي المرهقة والاتصالات الهاتفية تحت جنح الظلام وفي العرق والدم ايضا الذي استُهلك لاحتجاز هؤلاء القتلة. اذا حدث سلام ذات يوم في هذه البلاد وحينما يحدث، وسُمح بالحديث عن الجهد الكبير الذي بُذل في احتجاز كل واحد منهم فستُسمع اصوات التأثر من طرف البلاد الى طرفها الآخر.

· أشواق الى أربعين: إن استنتاجي الخاص من أحداث السنة الاربعين الكثيرة على مرور حرب يوم الغفران، ومن المؤتمرات والكتب والتقارير هو أن من شاركوا فيها ما زالوا يشتاقون الى الحديث أكثر فأكثر. وفي مقابلهم فان الناس في اسرائيل الذين لم يكونوا آنذاك لا يريدون أن يعلموا ويسمعوا ويقرأوا. فالانكار والكتم اللذان كانا في 1973 حسنان اليوم ايضا.

· أشواق الى السعودية: وضع مجهولون على قبور ضحايا الجيش الاسرائيلي في المقبرة العسكرية في سفح جبل هرتسل في القدس أول أمس فجرا لافتات كُتب فيها: "كان موتك عبثا بالنسبة إلينا. التوقيع: حكومة اسرائيل".

هذا لا يُصدق: هذه واحدة من الحالات القليلة أو قد تكون الوحيدة التي نشتاق فيها الى السعودية حيث يقطعون الأيدي.

· رجلا الدولة: أول أمس، في كيبوتس يفعات دُفن آخر ضحية (الى الآن) في حرب يوم الغفران. فقد كان عوزي باين، وهو من بقايا الانفجار في المزرعة الصينية، غارقا في صدمة حرب منذ ذلك الحين. وقد اعتيد أن يُقال في كثيرين يتوفون إنهم كانوا "ملح الارض"، لكنهم كانوا ملحا فقط في واقع الامر. كان عوزي في الحقيقة ملح الارض. فيا له من مقاتل ويا له من رجل، إنه من العظام الذين مشوا معنا وبالقرب منا ولم نعلم. إن عوزي إبن عائلة مستوطنين ومقاتلين جذرية (فمن عائلته اللواءان موتي هود الراحل وأوري ساغي)، ومن واضعي أسس الاستيطان في الجليل، وكان في الحقيقة عظيما ولا سيما من جهة رجليه. فكل خطوة منه كانت توجب على السائرين خلفه أن يجروا.

كيف أعلم؟ من رِجلي أنا. وقد ضُممت ذات مرة الى حملة دورية مظليين. ووصلني قائد الدورية في تلك الايام عاموس نئمان بخلية عوزي الذي كان قد عُرف اسمه بين المظليين بأنه صاحب قدرة بدنية مجنون وقطع متر ونصف في كل خطوة، وسرنا عشرات أو ربما مئات الكيلومترات خلفه. هل سرنا؟ كنا نجري طول الطريق فوق

الجبال والتلال. وقد حطمنا عوزي أنا ورفاقي في الخلية، وأُقسم أنني رأيت الدموع في عيني واحد منهم.

· نصيحة بالمجان: هذه نصيحة بالمجان لرئيس الوزراء – ليرسل من فضله كل أشباه حوطوبلي ودنون ولفين في رحلات سياسية خارج البلاد وليجعلهم يقابلون كبار زعماء العالم ليُبينوا لهم ما الذي حدث في حينه في جنوب افريقيا وكيف كان البيض أمثالهم يؤمنون بأنه لن يحدث لهم شيء سيء أبدا، وماذا حدث في النهاية. وسيصيد نتنياهو بذلك عصفورين برحلة واحدة لأنهم سيتعلمون شيئا ما وسيغيبون عن البلاد ولن يُسببوا له أضرارا شخصية وسياسية باهظة.

· ملح الارض، ملح في الأساس: سمعت الثناء المفرط على نفتالي بينيت أول مرة على لسان نتنياهو. فقد كان رئيس الوزراء آنذاك رئيس المعارضة، وفي أول لقاء معه عرض بينيت الذي هو حلم كل أم متدينة قومية، وقد خدم في دورية هيئة القيادة العامة وكان ضابطا في الجيش الاسرائيلي ومسؤول هاي تيك اسرائيليا كبيرا وغنيا وصهيونيا كبيرا يضع قبعة دينية على رأسه.

وفي هذه الاثناء تعلم بينيت من حاخامه ويبدو أنه سأل نفسه: ما الذي يوجد في نتنياهو ولا يوجد بي؟ وقد قدم الجواب بنفسه في جرأته على المنافسة في الانتخابات الاخيرة وقد أصبح وزيرا ايضا الآن. ولم يعد نتنياهو، إن لم أكن مخطئا، يتحدث عنه في إعظام وإكبار وهو ما يُثبت مرة اخرى أن نتنياهو لا يعرف أن يُشخص تشخيصا صحيحا الناس حوله وقد تكون هذه احدى المزايا الأهم لرئيس الوزراء – كل رئيس وزراء.