خبر « الجوال » كشف خيوط أحد السرقات بغزة !

الساعة 09:04 ص|30 أكتوبر 2013

غزة

تسلل في ساعة متأخرة من فجر إحدى ليالي الشتاء القارص إلى أحد منازل وسط غزة عبر إحدى نوافذه وأصحاب البيت وذووه يغطون في نوم عميق .. نقب في أغراض البيت ومحتوياته عله يحوذ بشئ محرز يسد طمعه وضميره الذي تعود السرقة والسطو على منازل المواطنين الآمنين.

مكث في المنزل بعضاً من الوقت .. عبث في محتوياته وأثاثه بحثاً عن أموال أو ذهب أو أجهزة ثمينة .. تنقل من مكان لآخر بحثاً عن مراده .. حمل ما استطاع من مسروقات .. وفجأة سمع صوت أحد أبواب المنزل وكأن واحداً من أفراده استيقظ من نومه لقضاء حاجته.

أسرع اللص - قصير القامة وممتلئ الجسم – نحو المطبخ واستل سكيناً واختبأ خلف إحدى جدران المنزل مترقباً الشخص الذي استيقظ فجأة وعكر عليه الانتهاء من تنفيذ جريمته.

لحسن الحظ كان الشخص المستيقظ من ذلك المنزل طفل لا يتجاوز عامه السادس .. نظر اللص بكلتا عينيه نحو الطفل .. حاول الاعتداء عليه لكنه قرر الهرب من المنزل لكي ينفذ بجلده خشية استيقاظ أصحاب المنزل على صوت طفلهم في حال هجم عليه .. فتح باب البيت وخرج هارباً فسقط من جيبه "إحدى حاجياته" دون أن يلتفت لأخذه .. شاهده الطفل يلوذ بالفرار فصاح بصوت مرتفع ميقظاً أهل منزله.

أفاق الأهل من نومهم والدهشة والذهول والخوف تسيطر عليهم .. حاول رب الأسرة التهدئة من روع طفله المرعوب .. ثم تناول هاتف المنزل واتصل على الرقم المجاني للشرطة 100 بعدما تفقد منزله واكتشف قيام اللص بسرقة بعض ممتلكاته.

ما هي إلا دقائق معدودة حتى وصلت قوة من مركز شرطة الرمال (العباس) غرب غزة يرافقها رجال المباحث العامة والتحري المركزي للكشف عن ملابسات الجريمة.

أحاط عناصر الشرطة بالمنزل من الخارج .. ودخل رجال المباحث للبيت .. تفقدوه وعاينوا المكان جيداً ونفذوا رسم كروكي ومن خلال التتبع الدقيق عثر أحد رجال المباحث على "جوال" بجانب باب المنزل .. نقَّب فارس المباحث في الهاتف الخلوي جيداً وبحث في قائمة الأسماء والأرقام الموجودة بداخله ثم تحرز عليه وتعرف وزملائه على المحتويات التي سرقها اللص من المنزل وغادروا المكان مسرعين نحو مقرهم .

وصل رجال المباحث لمركز الشرطة .. اجتمعوا حول طاولة مستديرة لبحث قضية السطو على المنزل ومحاولة الاعتداء على الطفل بداخله وسرقة بعض محتوياته .. ووضعوا في مخطط البحث عن اللص قضية "الجوال الذي عثر عليه قبالة باب المنزل" وكان بمثابة طرف الخيط الذي كشف مؤامرة اللص.

مرت الدقائق والساعات .. فتعرفت المباحث من أحد مصادرها ومن بين ثنايا الأسماء

والاتصالات التي أجرتها على اللص الذي نفذ عملية السطو على البيت وعلمت أنه سجين هارب من مركز الإصلاح والتأهيل بمنطقة أصداء في خانيونس جنوب قطاع غزة فأجرت اتصالاتها مع الجهات الشرطية والأمنية المختصة في خانيونس وتعرفت على اسم الجاني

ومكان سكنه والقضايا الجنائية السابقة التي تورط بها.

وضعت الشرطة والمباحث خطة محكمة لإلقاء القبض على اللص الهارب من العدالة .. وبدأت

مهمة فرسان الشرطة بحذر وسرية وكتمان .. ورصدت إحدى الدوريات الشرطية التابعة للمباحث بدقة المنطقة المحيطة بمنزل اللص القريب من منطقة المواصي جنوب القطاع.

مكث رجال المباحث بعضاً من الوقت في المكان الزراعي المحيط بمنزل "السارق" وأعدوا كميناً محكماً له من بعد عصر ذلك اليوم وحتى غروب شمسه لكنه لم يظهر يومها.

بعد الكمين بيومين تمكنت شرطة خانيونس من إلقاء القبض على اللص الهارب وتحويله للجهات المختصة لأخذ المقتضى القانوني بحقه لتورطه بجرائم سابقة ووضع الشرطة حوله إشارات "مسجل خطر" باعتباره مجرماً هارباً من العدالة.

عاد "اللص" لمكانه خلف قضبان السجن الحديدية وعلم أن "جواله" الذي سقط منه في جريمة السطو على المنزل بغزة كشف خيوط مؤامرته.