رغم أنف الاحتلال ...

بالصور وحيدة منذ 28 عاماً.. والدة أسير محرر: « الآن صار عندي ابن »

الساعة 06:22 ص|30 أكتوبر 2013

رام الله-خاص

في مقر المقاطعة بمدينة رام الله بقيت والدة الأسير المحرر هزاع السعدي من مدينة جنين، على كرسي بلاستيك بالقرب من أحد الأبواب و لم تتحرك، و لم تقبل الحديث عن أبنها ولا عن شعورها بأنه سيعود إليها بعد غياب أكثر من 28 عاما.

قالت والدته لفلسطين اليوم الإخبارية، :" انتظرته سنوات طويلة، حتى أراه دون قضبان تمنعني من ضمه إلى صدري، وأفرح فيه كما كل الأمهات".

السعدي كان قد أعتقل في العام 1985 إثر عملية قتل لصهيوني حكم على إثرها بالسجن المؤبد مدى الحياة، وهو وحيد والدته التي بقيت وحيدة وأربعه شقيقات خاصة بعد موت والده قبل عشر سنوات.

وحين وصوله المقاطعة ومعانقته لها انطلقت فرحا وأخذت تطلق الغناء والمواوويل والزغاريد قائلة "طليت يما وطل الندى بذيالك... وغبت يما وذاب القلب على غيابك"، وراحت تردد "الآن صار عندي أبن".

تقول السعدي أنها هيأت له كل شيء، البيت واللباس وما يلزمه لتعويض حياه الحرمان التي عاشها في السجن، فلم يبق من العمر الكثير، وهو الذي يبلغ من العمر 47 عاما.

السعدي واحد من 21 أسيرا أستقبلهم ذويهم في المقاطعة الساعة الثانية فجرا، حيث عطل الاحتلال الإفراج عنهم من سجن عوفر العسكري القريب إلى ما بعد الساعة الواحدة، فيما نقل 5 آخرون إلى قطاع غزة.

وكما أن عائلة السعدي استقبلت ابنها المحرر هزاع بزفة عريس "سيارة مزينه بالورود و طبق من حنا و شموع"، كانت العائلات الفلسطينية الأخرى بانتظار أسراها الذين غابوا عنها منذ العام 1984 و يزيد.

فكانت حلقت الدبكة والرقص والغناء في كل مكان في المقاطعة، فيما ارتفعت صوت النساء بالغناء -الأغاني الشعبية الفلسطينية- ولم تنقطع أصوات الزغاريد خلال خمس ساعات متواصلة من الانتظار.

من بين العائلات كانت والدة الأسير عيسى عبد ربه من بيت لحم، والتي وصلت إلى المقاطعة على كرسي متحرك، قالت: كنت سأتي لو حبو على ركبتي، لا أريد أن يصل أبني ولا يجدني في استقباله".

عبد ربه أعتقل في العام 1984 وحكم بالسجن المؤبد على خلفية قتله اثنين من الصهاينة، ومنذ ذلك اليوم و حتى الآن ترفض "إسرائيل" شمله ضمن أي صفقة للتبادل، و تصنفه أنه من أخطر الأسرى.

وكما تقول والدته، فإن الإيمان بالله وحده هو من كان يصبرها على غيابه الطويل، وكانت تدعو الله ليل نهار لعودته، ولم يخذلها:" بفضل من الله خرج عيسى اليوم... رضوا أو لم يرضو ربنا أطلعه من سجنه".

الأسرى اعتبروا الإفراج عنهم استحقاق تأخر لسنوات، فبحسب الاتفاقية كان من المفترض الإفراج عنهم مع التوقيع على اتفاقية أوسلو قبل 20 عاما.

الأسير هزاع السعدي قال:" هو أجمل أيام العمر أن نخرج إلى النور من جديد ونلتقي بعائلاتنا ونرى هذا الاستقبال الكبير الحمد لله على كل شيء".

وتابع السعدي :"بالرغم من محاولات الاحتلال عرقلة خروجهم واللعب بأعصابهم من خلال تأخير موعد الإفراج عنهم، إلا أنهم لم يستطيعوا نزع فرحتنا من داخلنا".

وقال:" خروجنا من السجن كان حلما وأصبح واقعا، ها نحن اليوم نكسر السجان ونخرج إلى الحرية من جديد، ورسالتنا للجميع بضرورة التوحد خلف قضية الأسرى في السجون الصهيوني حيث أنهم يعيشون ظروفا سيئة للغاية".


عائلة أسير محرر

عائلة أسير محرر

عائلة أسير محرر

عائلة أسير محرر

عائلة أسير محرر