تقرير رغم الاعتقالات و الملاحقات الأمنية.. الضفة المحتلة تجدد العهد لدماء الشقاقي!

الساعة 04:49 م|29 أكتوبر 2013

غزة (خاص)

على الرغم من غياب فعاليات إحياء ذكرى استشهاد الأمين العام الدكتور فتحي الشقاقي في الضفة الغربية هذا العام بسبب الملاحقات الأمنية و حملات الاعتقال اليومية التي طالت العديد من عناصر الجهاد الإسلامي هناك، و اقتصارها على بعض الفعاليات التي يقيمها طلبة الجامعات و المدارس، جدد أبناء الضفة الغربية عهدهم لدماء الشهداء القادة و دماء الدكتور فتحي الشقاقي، مؤكدين بأن ذكراه ستبقى نبراساً و شعلةً تنير لهم الطريق نحو الحرية و الاستقلال.

من جهته تحدث الشيخ حازم الهيموني، و هو من قيادات الجهاد الإسلامي في مدينة الخليل المحتلة، و الذي كان قد ابعد إلى مخيم "مرج الزهور" جنوب لبنان ضمن416 فلسطينياً من حركتي حماس و الجهاد الإسلامي عام 1992 قائلاً:"إن الساحة الفلسطينية خصوصاً و العربية و الإسلامية بشكل عام تفتقد شخصية كالتي تمتع بها المفكر الدكتور فتحي الشقاقي، و لا سيما و هو الذي حمل فكر الأمة العربية و الإسلامية وهمومها في مواجهة الغرب و قوى الاستعمار في العالم، فكان فكره هو فكر الأمة و كان بذلك رجل في امة، و أن غيابه كان نقطة تحول حقيقية و خسارة للمشروع الإسلامي و الجهاد.

و تطرق الشيخ الهيموني في حديث لـــ مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، إلى زيارة الدكتور الشقاقي إلى مخيم "مرج الزهور" حيث ابعد رفاقه من المجاهدين، و أوضح أن الزيارة كانت رائعة لما أضفته من فرح و سعادة في نفوس المجاهدين المبعدين.

و أشار إلى أن لقاءه بالدكتور الشقاقي في مخيم "مرج الزهور" كان لقاء حارا جدا، و خصوصاً عندما استحضرت لقاءاتهم السابقة مع الشهيد الدكتور فتحي في الضفة الغربية وفي الخليل والقدس، موضحا ان اللقاء أعاد بهم الذاكرة وشعروا بأنهم يلتقون مع فلسطين ومع الإسلام ومع أنفسهم ومع حركتهم المجاهدة".

و عن تأثير الزيارة في نفوس المجاهدين المبعدين، قال: " لقد شعرنا ان الأمين العام يهتم بأفراده ويهتم بتلاميذه، وهو معهم حتى ولو ابعدوا إلى الجبال، مشيراً إلى أنه رغم الخطر الأمني عليهم، و ملاحقته من قبل المخابرات الصهيونية، إلا انه آثر إلا أن يأتي إليهم عبر الجبال ويخاطر حتى بنفسه، من اجل أن يلتقي بإخوانه ويحثهم على مواصلة المسير."

 و أكد بأنه رغم الحزن و الخسارة و الفراغ الذي تركه الشقاقي في الساحة الفلسطينية بل الساحة العربية و الإسلامية التي تفتقر إلى فكره و حنكته القيادية , إلا أن لنا الأسوة في ان تلاميذ الشقاقي ورجاله ما زالوا على الخط , و أنه باق فينا بفكره و روحه و ثقافته، وان كنا افتقدناه بشخصه وجسده رضوان الله عليه.

بدورها اعربت الاسيرة المحررة، سهام الحيح، عن الألم و الحسرة التي تتملك قلوب أبناء و بنات الشقاقي في الضفة الغربية، بسبب منعهم من احياء ذكرى استشهاده هذا العام، بسبب الاعتقالات و الملاحقة الأمنية من قبل السلطة و قوات الاحتلال، في حين كانوا يأملون أن يكون هذا العام افضل من العام الماضي.

و عن تأثرها بشخصية و فكر الشقاقي، قالت الحيح لــ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية: "عقمت النساء من بعد استشهاد الدكتور الشقاقي، و لم نر مفكرا في هذه الأمة يجمع بين الدين و المقاومة كما فعل الشقاقي".

و أكدت أن الدكتور الشقاقي و إن كان قد رحل عنا جسداً، فإنه باق بفكره و منهجه مهما زادت علينا الضغوطات و مهما تكالبت علينا كل الجهات، مشددة على أنه كلما زادت الممارسات التي تهدف للنيل من عزيمتنا كلما زدنا إصراراً على مواصلة الطريق  التي رسمها لنا الشقاقي بدمه.

و أوضحت الحيح بأن إمعان الأجهزة الأمنية و قوات الاحتلال بملاحقة أبناء الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية و منعهم من إحياء ذكراه يؤكد بأننا أصحاب فكر حر و صائب سيقودنا حتما إلى الحرية و الاستقلال، و خصوصاً أن ذكرى الشقاقي هذا العام تمر علينا و نحن نعيش الحزن و الألم بعد استشهاد "محمد عاصي"، من سرايا القدس،، الذي اغتالته قوات الاحتلال قبل عدة أيام، و من هنا نجدد العهد مع الله و الشقاقي بأن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء و ان يبقى خيارنا هو خيار الجهاد و المقاومة، و ليس المفاوضات العبثية التي وضعتنا في مستنقع الذل و الهوان.

من ناحية أخرى أكدت الحيح على اهتمام الشقاقي بالمرأة المجاهدة، مشددة على أن المرأة كان لها جانب كبير من فكر و ثقافة الشقاقي، و قالت: "نفتخر بأن الجهاد الإسلامي أعطى المرأة حقوقاً امتدت من نهج الإسلام فزاحمت الرجال في ميادين كثيرة رغم ملاحقة الاحتلال لها، فكانت في مقدمة الأسرى و الشهداء ".