خبر لنمنع الانفجار.. معاريف

الساعة 10:23 ص|27 أكتوبر 2013

لنمنع الانفجار.. معاريف

 بقلم: عمير ربابورت

(المضمون: الانتفاضة يمكنها أن تنشأ بالتدريج أو تنال الزخم حين تفشل المحادثات. في هذه اللحظة لا يشخص الجيش الاسرائيلي مؤشرات على الانفجار ولكن في المدى الزمني لبضعة اشهر يسود قلق كبير - المصدر).

بعد ستة عمليات في المناطق، في جهاز الامن يقدرون بان الاسبوع القريب القادم سيكون حاسما بالنسبة لمسألة هل سيبقى الوضع يتدهور باتجاه انتفاضة.

في مركز هذا الاسبوع سيتصدر تحرير 26 سجينا فلسطينيا. فالحكومة ستقر اليوم قائمة السجناء التي ستنشر أغلب الظن في ساعات الليل. اما التحرير نفسه فسيتم بعد 48 ساعة، في ظلمة الليل هو ايضا: فليس لاسرائيل مصلحة في صور الجموع الفلسطينية التي تستقبل السجناء المحررين. وسيصل السجناء الى رام الله في ظل ضباب شديد، ولكن ابو مازن سيحرص على أن يعقد على شرفهم مهرجانا كبيرا في اليوم التالي. ويمكن للتحرير أن يستقبل بفرح منضبط العقال في الشارع الفلسطيني أو كبديل أن يحدث استياء حين تتبين الاسماء التي ليست في القائمة. فضلا عن ذلك، بالتوازي مع التحرير من المتوقع لاسرائيل أن تعلن عن قرارات بالبناء خلف الخط الاخضر.

في مستهل الاسبوع المتوتر لم تسجل في الجيش الاسرائيلي استعدادات خاصة. فحجم القوات في المناطق بقي كما هو. وجولة الاجازات العادية لم تلغى. ومع ذلك، في الجيش وفي المخابرات يعرفون فانه بعد احداث الفترة الاخيرة الوضع في المناطق متفجر جدا، سواء من الجانب الفلسطيني أم من الجانب الاسرائيلي. ويصعب على الجيش الاسرائيلي أن يقرر ما هو الميل الذي في ضوئه تتطور الامور، وذلك لان المعطيات التي تأتي من الميدان هي بقدر كبير معطيات متضاربة. فمثلا في نهاية الاسبوع الماضي مرت الصلوات في قضية "حياة سارة" في الحاضرة اليهودية في الخليل دون أي احتكاك مع الجمهور الفلسطيني، ولكن في السامرة كان توتر كبير عقب عبوة محلية القيت نحو باص اسرائيلي قرب قرية يعبد.

وفي مراجعة للشهر الاخير ايضا من الصعب الاشارة الى الميل. فمن جهة سلسلة من ستة عمليات قاسية، بما فيها اعمال قتل واطلاق نار نحو طفلة في بلدة بساغوت تدل بوضوح على موجة ارهاب؛ ولكن من الجهة الاخرى، في اثناء الاسابيع الثلاثة الاخيرة، سجل انخفاض ثابت في عدد اعمال الاخلاء بالنظام في المناطق. وفي جهاز الامن قدروا في نهاية الاسبوع بانه يسود الميدان "اجواء ارهاب" تسهل على أعمال القتل حتى عندما تكون النية الاصلية هي على الاطلاق جنائية (بعض من العمليات الاخيرة لم يحل لغزها تماما بعد). في كل الاحوال يبدو أنه خلف موجة العمليات لا توجد يد موجهة. السلطة الفلسطينية غير معنية بموجة ارهاب في الوقت الحالي، وحماس، التي توجد في ضائقة كبرى في قطاع غزة، لا تنجح في اشعال مناطق الضفة من هناك.

 في اسرائيل يأخذون الانطباع بان اعمال قوات الامن الفلسطينية في الفترة الاخيرة ناجعة جدا. فمنذ نحو اسبوعين تخوض الاجهزة حملة اعتقالات حازمة في مخيم جنين للاجئين. والتعاون مع قوات الامن الاسرائيلية يتم كالمعتاد. وفي نهاية الاسبوع نشر بان الفلسطينيين اعتقلوا ايضا خلية ارهاب في منطقة الخليل، حاولت تطوير آلة طائرة تحمل مادة متفجرة. في السطر الاخير يبدو أن الاسبوع القريب القادم سيمر دون درامات كبرى في المناطق. في المدى الزمني القصير لا "نشم" انتفاضة.

ولكن في مدى بضعة اشهر يوجد مكان لقلق كبير. ثمة عدد من السيناريوهات التي يمكنها أن تؤدي الى وضع جديد في المناطق، لن تشبه بالضرورة الانتفاضة الاولى (التي كانت شعبية في اساسها) او الثانية (التي تميزت بارهاب مكثف ومنظم). الوضع الجديد سيكون أغلب الظن شيئا ما في الوسط – صعود في كمية اعمال الاخلاء بالنظام، تترافق وعمليات هنا وهناك.

الانتفاضة الثالثة يمكنها أن تتطور ببطء وبالتدريج، أو تنال الزخم اذا ما وعندما تصل المحادثات الى طريق مسدود. عمليات اخرى أو اعمال استفزاز من المستوطنين، مثل احراق مساجد، يمكنها أن تحث العملية هكذا ايضا. السيناريو الذي يخشاه جهاز الامن أكثر من أي شيء آخر هو ان تنجح واحدة من عشرات المبادرات في الضفة وفي القطاع في اختطاف جنود أو مواطنين اسرائيليين. في السنتين الاخيرتين احبطت عشرات محاولات الاختطاف، ولكن الدافع الفلسطيني في هذا المجال تعاظم، وينبغي التقدير بان في مرحلة معينة ما ستنجح هذه المحاولات.