في الذكرى 18 لاستشهاد الشقاقي و33 لانطلاقة حركة الجهاد

خبر القيادي عزام: استشهاد الشقاقي شكل فاجعة لنا واستطعنا بعده أن نحافظ على ما بناه

الساعة 06:25 ص|27 أكتوبر 2013

غزة - خاص

* القيادي عزام: استشهاد الشقاقي شكل فاجعة لنا واستطعنا بعده أن نحافظ على ما بناه

* الشقاقي أكد على أن الصراع الأساسي هو مع المشروع الصهيوني ولا مجال للصراع الداخلي

* الجهاد ساهمت في استمرار الصراع بعد ان أوشك على الإنطواء

في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد القائد المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي والثالثة والثلاثين لانطلاقة الحركة، أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن نبأ اغتيال قائد ومؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي شكل فاجعة لها، لكنها وبقيادة أمينها العام د. رمضان عبد الله شلح الذي قاد الحركة وسار على درب الشقاقي استطاعت ان تتقدم للأمام وتحافظ على صلابة الموقف الفكري والسياسي الذي بناه الشهيد الشقاقي.

وأوضح الشيخ عزام في حوار خاص مع مراسل "فلسطين اليوم"، أن حركة الجهاد ساهمت في استمرار الصراع مفتوحاً مع العدو الصهيوني بعد أن أوشك على الانطواء.

وأكد ان الدكتور الشقاقي ورغم ما اعترضه من عقبات داخلية في بداية مشواره أكد على ان الصراع الأساسي هو مع المشروع الصهيوني، وأنه لا مكان للصراع مع أي طرف فلسطيني.

إليكم تفاصيل الحوار:

* كيف تلقت قيادة حركة الجهاد نبأ اغتيال قائدها ومؤسسسها الدكتور الشقاقي؟

بالتاكيد شكل لنا نبأ اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله فاجعة، لان غياب القائد عند أي إطار لا شك أنه يحدث فجيعة كبرى وهذا حدث على مدار التاريخ الانساني والاسلامي.

وحركة الجهاد الإسلامي التقطت أنفاسها والدكتور رمضان عبد الله شلح صار على نفس درب الشقاقي ، وقيادة الحركة حافظت على صلابة الموقف الفكري والسياسي الذي بناه د. الشقاقي. ولذلك نحن استعدنا توازننا بسرعة ولم تقف الحركة مذهولة رغم الاحساس بالفاجعة الذي خلفه الدكتور الشقاقي، ونستطيع القول أن الحركة أكدت حضورها بفضل الله  واسم حركة الجهاد يمتلك الآن قوة كبيرة وفاعلية ومؤثر على المستويات كافة.

* ما الدوافع التي جعلت من د. الشقاقي ورفاقه التفكير في مشروع تأسيس حركة الجهاد الاسلامي؟

أظن أنه بعد 33 عاماً على لحظة التأسيس، والتي نحتفل بها اليوم فالأسباب والدوافع التي حركت الدكتور الشقاقي رحمه الله لوضع البذور لهذا المشروع نظن واضحة تماماً الان، ففي ذلك الوقت لم يكن هناك حضور في الرؤية الاسلامية، ولم يكن حضور للإسلاميين في الساحة الأهم والأكثر سخونة في الصراع الفلسطيني الصهيوني. ولم تكن رؤية واضحة تنطلق من قواعد وأسس فهم الاسلام في مواجهة اعدائه.

فلسطين كانت ولازالت وستظل الساحة الاهم والاصعب في المواجهة العاصفة بين الامة واعدائها، لذلك رأى الشهيد الشقاقي أنه لابد من وجود إطار يحمل هذه الرؤية ويحاول أن يضع الاسلام دائما في طليعة هذه المواجهة، وأن يكون للاسلام دور في تحريك الشعب الفلسطيني وبالتالي تحريك الامة لمواجهة خطر "إسرائيل" ومحاولة استرداد فلسطين.

وبهذه الأسباب والدوافع انطلق الدكتور في هذا المشروع وكانت هذه اللحظة المباركة التي نحتفل بمرور 33 عاما عليها هذه الأيام.

* لماذا اختار الشقاقي اسم حركة الجهاد الإسلامي؟

طبعا اسم الجهاد له رمزية كبيرة في تاريخ الاسلام وله رمزية كبيرة في قيم الاسلام بشكل عام على صعيد الفقه والعقيدة والتاريخ والممارسة والدعوة، واسم الجهاد الاسلامي له دلالة كبيرة وبالتالي شرح الله صدر الدكتور الشقاقي إلى هذا الاسم.

أي وكانه يريد القول بأن الجهاد الاسلامي سلوكاً وفكراً وممارسة يجب أن يكون حاضراً في أسخن ساحات الصراع مع الاعداء، ولا بد أن يتمثل الجهاد كفكر وسلوك في إطار حتى تكون قوة أكبر لدور الاسلاميين.

* ما العقبات الداخلية والخارجية التي واجهت الشقاقي في مشروعه؟

نظن ونحن نتحدث عن 33 للحركة والثامنة عشر لاستشهاد القائد المؤسس د. الشقاقي، من الضروري الحديث عن هذه العقبات، فلقد انطلقت حركة الجهاد دون أن يتوفر لها أي شكل من أشكال الدعم، ولم تستند لدعم أية دولة أو أية مؤسسة، وكان الاعتماد على الله والايمان الراسخ في الطليعة الاولى التي التفت حول د. الشهيد الشقاقي.

فكان من الصعب أن تبدا حركة من الصفر على الصعيد المادي دون أن يتوفر لها أي دعم وغطاء سياسي ومعنوي من أي جهة هذا جانب. والجانب الآخر إنك تتحدث عن حركة اسلامية فلسطينية ستصطدم بالمشروع الصهيوني المدعوم أمريكياً، وطالما ترفع شعار الجهاد الاسلامي والجهاد في فلسطين، فالتحديات كبيرة من "إسرائيل" وأمريكا، وعلى صعيد أطراف أخرى ربما تختلف معك.

في غياب الدعم المادي كانت العقبات كبيرة. إضافة لحملة محاصرة وتشويه انطلقت في السنوات الأولى لتحاصر الحركة وتمنع امتدادها. ولكن بحمد لله كبرت الحركة شيئاً فشيئاً إلى ان وصلت الى ما وصلت اليه اليوم من حضور.

كيف قرأت منظمة التحرير الفلسطينية انطلاق حركة الجهاد الإسلامي؟

من المؤكد وجود خلافات بين رؤية د. الشقاقي وبين السياسية التي انتهجتها منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت، ورغم هذا الخلاف والاختلاف وهو كبير لم يسعى الشقاقي لأي صدام مع المنظمة ولم يجعلها عدواً للحركة أو خصماً رئيسياً لها. ورغم هذا الاختلاف كان الشقاقي يؤكد أن صراعنا الأساسي مع المشروع الصهيوني، وان أي خلافات أخرى تؤجل مع أي طرف فلسطيني ولا يجوز خلط الأولويات لتشغلنا عن صراعنا الأساسي مع المشروع الصهيوني.

فاختلفنا مع المنظمة في سنوات السبعينات والثمانينات، واختلفنا أكثر عند توقيعها على اتفاق أوسلو  الذي اعتبرناه نقلة مفصلية هامة وتركت آثار سلبية على شعبنا ونضاله، ورغم ذلك تجنب الدكتور فتحي الشقاقي الصدام مع المنظمة وحاولت الحركة أن لا تنشغل بالصراع الثانوي معها او مع أي طرف فلسطيني آخر.

هل حاولت المنظمة احتضان الدكتور الشقاقي لثنيه عن مشروعه؟

كانت هناك عروض كثيرة من منتصف الثمانينات لكن المواقف السياسية متباعدة كثيرة، حتى بعد أوسلو عرض علينا المشاركة في حكومات السلطة وجميع هذه العروض تم رفضها قبل وبعد أوسلو للحفاظ على ثبات موقف الحركة.

فكل العروض رفضناها طوال الوقت مع إصرارنا ألا يكون صراع داخلي بين الفلسطينيين.

* كيف سيرت الحركة أمورها المالية في بداية انطلاقتها؟

غياب الدعم المالي منذ البداية لم يكن سبباً بالنسبة إلينا مانعاً من الانطلاق، ولم يكن حاجزاً لنا دون أن نطرح رؤيتنا وبرنامجنا وأن ندافع عنه.

الدعم المالي مهم في جميع المراحل، فقد كانت الاعباء قليلة في البداية وحاولنا تغطيتة النفقات باجتهاد شخصي ومن أهل الخير، ولكن بعد توسع الحركة وحضورها، فهناك جهات تساعد فلسطين بشكل عام ومنها حركة الجهاد الاسلامي في هذا الصراع الطويل، وفي كل المراحل لم نسمح للجانب المالي بأن يكون أداة ضغط علينا للتراجع عن برامجنا وتغيير مواقفنا، ولن نسمح له مستقبلاً بالتأثير على مواقفنا.

* ما الجديد الذي اضافته حركة الجهاد خاصة وأنه كانت هناك فصائل فلسطينية أخرى؟

بدون مبالغة نستطيع القول إن حركة الجهاد الإسلامي صنعت وأسهمت في صناعة تاريخ جديد للشعب الفلسطيني، ونظن أن مشروع الاسلام المجاهد تبلور بشكل قوي بفضل الله وبإسهام كبير من حركة الجهاد.

كما نظن أن هذا الصراع ظل مفتوحا بمساهمة كبيرة من حركة الجهاد، وكان ممكن أن يطوى هذا الصراع، وهناك إخوة وفصائل أخرى أسهموا وكان لهم دور ونستطيع الحديث عن دور بارز للجهاد في إبقاء هذا الصراع مفتوح في دفع الفلسطينيين للمقاومة والتمسك بحقوقهم. وتقديم رؤية للصراع مستلهمة من ديننا وتاريخنا ورؤية تنقذ أجيال بأكملها.

إضافة إلى أن الحركة ساهمت مساهمة كبيرة في إشعال فتيل الجهاد والمقاومة على أرض فلسطين على مدى 30 عاماً منصرمة.

* هل حظيت الحركة في بداية انطلاقتها بالتفاف جماهيري واسع؟

بلا شك كان صعباً، لكن نحن دائما شعرنا بتضامن الجماهير معنا وراهنا عليها، فشعبنا متمسك بحقوقه وقلنا أن جماهير الامة لن تتخلى أبدا عنا، فرهاننا على الشارع كان كبير، مع العلم أنه كانت هناك محاولات لوضع حواجز بيننا وبين الجماهير، حيث كانت الاشاعات ضد الحركة كبيرة، ورغم ذلك مراهناتنا كانت قوية على الجماعير، والان حضور الحركة كبير إضافة إلى أن غير المنتسبين بشكل رسمي للحركة وهم بالآلاف متضامنين مع الحركة وتحظى عندهم بالاحترام والتقدير.

* أين حركة الجهاد الإسلامي اليوم بعد 18 عاماً من استشهاد مؤسسها؟

بدون مبالغة نقول انها تقف في قلب الاحداث وفي مكان يليق بدماء الشهداء الذين سقطوا، والدكتور الشقاقي الذي استشهد على هذا الطريق، ويليق بالاحرار والشعب الفلسطيني. فالحركة تحظى باحترام شديد وعند كل من يتباع الشعب الفلسطيني.

صحيح أننا نتمنى أن تكون أفضل ويمكن ذلك، أظن أن الحركة تقف في موقف يليق بها وبما قدمته من تضحيات وشهداء.

* كيف ترى مستقبل الحركة في ظل ماتشهده دول الجوار من تغيرات ؟

المستقبل لا يعلمه إلا الله، لكن لأننا أعلنا ولائنا لله رب العالمين وكانت نيتنا صادقة في هذا الجهاد الطويل، ولاننا منذ البداية قلنا باننا نسعى لاعادة العزة لشعبا واسترداد حقوقنا وتقديم رؤسة اسلامية واضحة، فنحن مطمئنون للمستقبل رغم التقلبات التي تشهدها المنطقة وصعوبة الظروف التي نعيشها.

الانسان يجب أن يتحرك بهذا الحس الايماني العميق طالما نسعى لمرضاه الله، ونضع مصلحة شعبنا كأولوية ولا نتصرف كفصيل معزول عن المحيط، ولا نتصرف بحزبية مع الكل الفلسطيني. وأوكد ان المستقبل سيكون أفضل إن شاء الله.