حوار رضوان: نحن بحاجة لميثاق شرف بدلاً من لجنة الحج لتفادي العقبات

الساعة 06:06 م|26 أكتوبر 2013

غزة

قال وزير الأوقاف في حكومة غزة د. اسماعيل رضوان، :"أننا لسنا بحاجة إلى لجنة حج مشتركة بل أننا بحاجة لوضع آليات وقواعد وأسس تحترم وميثاق شرف لتفادي المشاكل التي ظهرت في موسم الحج من العام الجاري".

واستعرض رضوان في حوار خاص مع "فلسطين اليوم" أهم المشاكل التي واجهت الحجاج أثناء سفرهم وحتى عودتهم إلى قطاع غزة، وتأخرهم في مطار القاهرة، واضطرارهم للمبيت في العريش في أوضاع صعبة.

وأكد بأن جميع حجاج قطاع غزة وصلوا بسلام، وهنأهم بسلامة عودتهم الى ارض الوطن قائلاً لهم "حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور" وكل عام وأنتم بخير.

وطمأن د. رضوان حجاج العام القادم بان وزارته حريصة كل الحرص أن يكون العام القادم هو الأفضل والأنسب، وأن الوزارة ستجري دراسة كاملة لوضع السيناريوهات المناسبة لحل الإشكاليات.

إليكم نص الحوار:

1. كيف تقيمون موسم الحج لهذا العام ؟

بداية نحن أطلقنا على هذا الموسم اسم (عام التحدي والتميز)، بسبب التحديات الكثيرة الداخلية والخارجية التي واجهت هذا الموسم، بالاضافة إلى نجاحه بشكل كبير، والتميز الذي حصل من تقديم خدمات جيدة ونوعية للحجاج ممثلة بالسكن المريح والمواصلات المؤمنة على مدار الساعة، إضافة إلى الخدمات الوعظية والادارية والطبية الجيدة التي حظيت بقبول الحجاج وارتياحهم.

2. كيف تمكنتم من التغلب على مشكلة نقص الأعداد في البعثات؟

لا شك ان من التحديات التي واجهتنا هو نقص عدد البعثة الفلسطنية لموسم الحج لهذا العام على صعيد الادارين والوعاظ والأطباء، بالإضافة إلى عدم وجود أي إعلامي بشكل رسمي ضمن البعثة الاعلامية في هذا الموسم، ولكن بفضل الله تعالى ثم بالجنود المجهولين من أعضاء البعثة الذين واصلوا الليل بالنهار للتغلب على قلة العدد وضعف الامكانات، وتم الاستعانة ببعض الدعاة والداعيات في المملكة العربية السعودية لأداء دورهم.. وضرب مثلاً لجهود البعثة بأن الواعظ كان يذهب بثمانين حاج وحاجة ليؤدي نسك العمرة معهم ثم يعود ويأخذ ثمانين آخرين، بعد انتهاء الفوج الاول هو نفس الداعية لم يسترح قليلاً بل بعضهم وصل لأداء نسك العمرة أربع مرات مع الحجاج في اليوم الواحد على مدار الساعة، تصور هذه الامكانات المتواضعة جهد وتعب متواصل من طواف وسعي ثم مسافة الطريق من والي السكن، كل هذا كان يؤدى من واعظ واحد وقس على بقية الوعاظ.

أما الاداريون فكانوا لا ينامون إلا إذا نام جميع الحجاج، فكانوا يواصلون الليل بالنهار، وكنا نتابع هذا على مدار الساعة، حيث كُنت اتصل في جوف الليل على أعضاء البعثة وهم يسهرون على راحة الحجاج لا ينامون إلا ثلاث ساعات أو أربع ساعات كحد أقصى خلال 24 ساعة حتى يعوضوا هذا العجز والنقص في أعضاء البعثة.

بالإضافة إلى التعاون البناء والمشترك مع أعضاء مسؤولي مكاتب وشركات الحج والعمرة وخاصة الإداريين وجدنا تعاون جيد ساهم في إنجاح هذا الموسم.. لأننا أعلنا لهم بأننا شركاء في إنجاح هذا الموسم.

3. ما أهم المشاكل التي واجهتكم خلال هذا الموسم ؟

أهم المشاكل بدأت مع اللجنة المشتركة لموسم الحج لهذا العام، حيث وزارة أوقاف رام الله تنكرت لكل التفاهمات السابقة التي تم التأكيد عليها هذا العام كما هي الاعوام السابقة ووجدنا هذا الرفض والتنكر، حينما قالت وزارة أوقاف رام الله "لا نعترف باللجنة المشتركة ولا بالشراكة". فمن هنا بدأت الاشكاليات.

فكان توقيع البروتوكول مع السعودية من قبل وزارة أوقاف رام الله دون إطلاعنا عليه ولا إشراكنا فيه.. وهذا يعني أننا لم نعرف العدد الحقيقي الممنوح لقطاع غزة، ثم عندما جئنا للحديث عن التقليصات الحاصلة قالوا لنا أن التقليص بنسبة 20% على الحجاج وأعضاء البعثة. وبالتالي تم تخفيض أعضاء البعثة 20%، وفوجئنا بعد ذلك بأنه يتم التفييز لأسماء خارج إطار التوافق وخارج إطار القرعة وفوجئنا بعدد 104 تتصرف بهم وزارة أوقاف رام الله دون علمنا، تبين عدم مصداقية التخفيض في أعضاء البعثة.

هذه إشكالية رئيسة كانت.. وكل أعضاء اللجنة المشتركة يشهدون على ذلك بمن فيهم أعضاء حركة فتح التابعين لوزارة رام الله "النيرب والصوري"، والوسطاء الحرازين والشيخ علي الغفري"، الذين حاولوا رأب هذا الصدع ولكن لم تكن استجابة من قبل اوقاف رام الله، بل استعلاء وتنكر ورفض للتعاطي مع لغة التوافق.

كما فوجئنا كذلك بالزج بأسماء 11 اعلامياً من طرف رام الله علماً ان المتفق عليه هو 10 إعلاميين مناصفة بين غزة ورام الله، وفوجئنا بذلك بالزج بـ 20 جواز بطريق غير شرعي وهذه الجوازات غير موجودة في البرنامج هي لعلاقات، كذلك عندما تم إعاقة تفييز أعضاء البعثة الادارية لانهم كانوا يصرون على إرسال الجوازات من ليس لهم الحق في الحج لهذا العام فبالتالي تم إعاقة أعضاء البعثة الفلسطينية مدة طويلة وفي نهاية المطاف حينما أرسلت تم حجز جوازات البعثة الادارية والوعظية التابعين لغزة في السفارة الفلسطينية بالقاهرة ولم يتم التفييز إلا لعدد قليل من الوعاظ والاداريين والأطباء. وعندما سألنا أين البقية حاولوا أن يسوفوا هذا الامر لأجل تمرير جوازات تم تفييزها بطريق غير شرعية وهي على حساب حق البعثة الادارية. وفوجئنا في نهاية المطاف حينما جاءت هذه الجوازات أن 16 جوازات تم التفييز لها بطريق غير شرعية، وأن 19 من أعضاء بعثتنا الادارية لم يتم التفييز لهم.

إضافة إلى ذلك التحريض الذي مارسته وزارة رام الله وكذلك المخابرات الفلسطينية بإرسالة 93 إسماً من حجاج هذا العام للتحريض عليهم لمنعهم من السفر بحجة الانتماء السياسي سواء كان من حماس او الجهاد او المقاومة. وعليه اعتذر الكثير ممن وردت أسماؤهم في الوثيقة عن الحج لهذا العام، وكذلك تم منع بعضهم من قبل السلطات المصرية.

كذلك كانت من الاشكاليات التي ساهمت فيها وزارة رام الله، إرجاع 36 حاج وحاجة من قبل الجانب المصري من غير بيان الأسباب. وهذه مشاكل معقدة مصطنعة الهدف منها هو إفشال هذا الموسم، إضافة إلى ذلك وخلال تواجد حجاجنا في مكة تم الاعتداء على الحجاج من قبل وزير أوقاف رام الله وتم الاعتداء على مسؤول البعثة الطبية د. عاطف الكحلوت الذي ذهب لإسعاف من تم الاعتداء عليه، وتم الاعتداء أيضاً على إكرامي المدلل من قبل مرافقي وزير اوقاف رام الله.

هذه تحديات متلاحقة، ورغم ذلك حافظنا على رباطة الجأش وحافظنا على الصبر والاحتمال وتفويت الفرصة حتى لا يتم إفساد هذا الموسم وكانت الخدمات المميزة والعالية والجهد المتوصل لانجاح هذا الموسم.

والهدف من إفشال موسم الحج من قبل رام الله، هو انهم ظنوا أن ظهر غزة قد كُسر والمقاومة وأنه حانت اللحظة للانقضاض على غزة في الحصار الظالم والمؤامرات الداخلية والخارجية وبشيطنة المقاومة وحركة حماس ووصل الامر إلى موسم الحج، ونحن لم نتوقع أن تصل الامور إلى هذه الحالة.

أقول أننا جاهزون لكل كلمة تقال ومسؤولون عنها وأن تسأل اللجنة المشتركة بكامل أعضائها ونحن نقبل شهادتها، بل كان المتوقع والأجدر بالسيد محمود عباس بدلاً من التماهي مع رواية وزير أوقاف رام الله أن يدعو إلى تشكيل لجنة وطنية عليا محترمة مقبولة من جميع الأطراف لتحقق في كل مجريات هذه الاحداث لموسم الحج لهذا العام. وهذا في اعتقادي طرح منطقي وهو من واثق من روايته.

نحن قلنا هذا وأوضحنا هذه الامور لكل الوسطاء بمن فيهم وزراء من حكومة رام الله تدخلوا . وأوضحنا لهم اننا جاهزون وكذلك بمن فيهم وسطاء من مؤسسات حقوق الانسان وشعبنا الفلسطيني وقياداته. لكن حينما كانوا يذهبون لا يعودن بحل. وبالتالي نحن نقول المطلوب حتى لا تتكرر مثل هذه الاشكاليات وهذه الصورة الغير سليمة وغير الصحيحة لشعبنا، "هو وضع أسس وقواعد وميثاق شرف يحترم من جميع الأطراف، وكذلك المطلوب من السيد محمود عباس أن يدعو لتشكيل لجنة وطنية عليا للتحقيق بمجريات ما حدث. ولمحاسبة المتسببين في هذه الإشكاليات.

ما يهمنا هو خدمة شعبنا الفلسطيني وأن نقدم الصورة النقية الواضحة للعالم وهي أن الشعب الفلسطيني يستحق الاحترام لأنه شعب مجاهد وقدم أرواح أبنائه لأجل عزة وكرامة الامة ولاجل المقدسات، والأولى أن نظهر بهذا المظهر الايجابي والوحدوي بدلاً من هذه المؤامرات والتحديات.

وكذلك من التحديات التي واجهتنا، انها لم تقف عند الحجاج العاديين بل تعداه الأمر إلى العبث بالمكرمة السعودية لذوي الشهداء. حيث تم إدخال أسماء من ليسوا من ذوي الشهداء وتم الاصرار على إرسال هذه الأسماء جميعها بدلاً عن ذوي الشهداء، وتم عدم التفييز لاعضاء البعثة الادارية والوعظية من غزة وتم احتجاز جوازاتهم في سفارة فلسطين بالقاهرة ولم يتم التفييز إلا لاعضاء البعثة الادارية والوعظية التابعة لأوقاف رام الله، أما نحن لم يتم التفييز لا لواعظ ولا لاداري. وهذه مأساة وهذا أمر محزن أن يصل الحاج الى استلاب حقوق ذوي الشهداء ونحن قلنا لهم بصراحة، فلنبدأ على الآلية المتوفق عليها لذوي الشهداء حسب سنوات الشهادة. لكن كان الرفض والاستكبار في هذا الجانب وبالتالي آمل أن يكون العام القادم يمثل صورة إيجابية لشعبنا ووحدوية تظهر فيها الصورة المشرقة والنقية لشعب فلسطين.

4. ما سبب معاناة الحجاج خلال عودتهم لغزة ؟ ومن المسؤول عنها؟

المشاكل لم تتوقف في ذهاب حجاجنا ولكنها استمرت مع عودتهم أيضاً من مطار القاهرة إلى معبر رفح، حيث كانت أول معاناة للفوج الاول يوم الأربعاء الماضي وكان المفترض دخول 774 في اليوم الأول لأنهم وصلوا جميعاً مع صبيحة الاربعاء للمطار، ولكن للأسف لم يتم إخراجهم من المطار إلا الساعة الثانية عشر ظهراً، وذلك بحجة مرة فقدان جواز سفر أحد الحجاج، ومرة أخرى بهروب أحد الحجاج، ومرة ثالثة بأن أحد الحجاج لم يتم التفييز له. وهذا للاسف الشديد يتحمله مندوبي السفارة الفلسطينية، لأنه كان بإمكانهم ان يسيروا القافلة كاملة ولو كانت هناك إشكالية والتعاطي معها، وهذه المشكلة يوضع لها حد لا إعاقة. خاصة وأن الباصات كانت متواجدة من منتصف الليل بانتظار الحجاج ولا مشكلة في ذلك.

وعندما تم إخراجهم الساعة الثانية عشر ظهراً وصلوا إلى محافظة العريش، وتواصلنا مع المصريين للسماح بدخولهم وتم التأكيد لنا بإدخالهم الليلة، ولكن عندما وصلوا للشيخ زويد تم إرجاعهم من الجيش المصري للحفاظ على سلامتهم وللاوضاع الامنية الموجودة في المنطقة كما يقولون، فباتوا تلك الليلة في موقف باصات دلتا في العريش في ظروف صعبة لكبار السن المتعبين، وصبيحة اليوم التالي تم إدخالهم إلى معبر رفح، وكنت أتابع حتى الثالثة فجراً من ليلة الخميس حتى نعالج إشكالية أخرى كنت أتوقعها وهي قدوم الفوج الثاني، لانني أدركت أنهم سيحتاجون إلى حافلات تقلهم وأن الحافلات الآن لم تستطيع العودة لهم في وقت مبكر لأنها تأخرت مع الفوج الاول على معبر رفح، وهذا ينذر بتفاقم الازمة وتكرار أزمة الفوج الأول، ولكن للاسف يبدو ان الجهات لم تستطع ان تقوم بتوفير حافلات جديدة من شركات أخرى نظراً للأوضاع الامنية والوقت المتأخر وبالفعل عندما جاء الفوج الثاني تم تأخيرهم وخرجوا يوم الخميس الساعة الثانية ظهراً من مطار القاهرة، واضطروا للمبيت في العريش كذلك حتى كان يوم الجمعة فدخلوا الى معبر رفح.

ويم الجمعة كان الفوج الثالث فلم يواجه مشاكل كالفوجين السابقين مع فجر الجمعة وصل الحجاج مطار القاهرة والحافلات كانت بانتظارهم وأقلتهم مباشرة إلى معبر رفح. وبفضل الله تم عودة جميع الحجاج يوم الجمعة إلى فلسطين غزة.

5. البعض دعا لإعادة تشكيل لجنة الحج في غزة.. هل ترى هذه الدعوة منطقية ولها دواعيها؟

أقول لك كل الاجراءات تحتاج لإعادة تقييم ووضع أسس جيدة نسير على أساسها ولسنا بحاجة إلى لجنة مشتركة، نحن بحاجة لوضع آليات وقواعد وأسس تحترم، وميثاق شرف، وجاهزون للتنسيق بشكل وطني توافقي محترم يخدم شعبنا الفلسطيني، بعيداً عن سياسة الاملاءات والاستقواء بالخارج، أو المؤامرة.. وهناك نماذج لنا في وزارة التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية في كل المحكات المشتركة.

6. البعض متخوف من موسم الحج القادم .. فما تعليقكم على ذلك؟

أطمئن شعبنا أننا حريصون على أن يكون العام القادم هو الأفضل والأنسب إن شاء الله لكن هذا يحتاج إلى التوافق ويحتاج إلى أن يُغلب الجميع المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الذاتية وأن يُقر الجميع بالشراكة والتعاون والتوافق لإنجاح هذا الموسم.

ستكون لدينا دراسة كاملة لوضع السيناريوهات المناسبة لحل هذه الاشكاليات. ونأمل تعاون إخواننا الايجابي لمصلحة الوطن والمواطن في رام الله.