خبر رفيق دربه القيادي بحماس د.يوسف يوضح:لماذا أسس الشقاقي الجهاد؟

الساعة 10:41 ص|26 أكتوبر 2013

غزة

ثمانية عشر عاماً مضت على استشهاد الدكتور والمفكر الإسلامي فتحي الشقاقي "أبو إبراهيم" مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ولا تزال  ذكراه العطرة حية متقدة في قلوب من عاشوا سنوات حياتهم بالقرب منه ينتهلون من علمه وفكره و يتقاسمون معه المسئولية نحو فلسطين، ناهيك عن أفكاره وشعاراته التي بات الجميع اليوم يرددها وينادي  بها بعد أن كانت محرمة في عهده، ومنبوذ من ينادي بها من قبل التيار الاسلامي التقليدي والعلماني معاً..

"الإعلام الحربي" التقى بأحد رفاق درب الشهيد الدكتور "فتحي الشقاقي"، الدكتور "احمد يوسف" القيادي في حركة المقاومة الإسلامية  "حماس" ليحدثنا عن أدق  تفاصيل حياة  المفكر الشقاقي.

الذي اكد ان معرفته بالدكتور الشهيد فتحي الشقاقي بدأت في اوائل الستينات في مدرسة بئر السبع بمخيم رفح للاجئين خلال احدى اللقاءات الفكرية، تواصلت للمرحلة الجامعية بمصر ولبعدها حتى كان استشهاده عام95.

الدكتور أحمد يوسف أوضح في بداية حديثه أن معرفته بالشهيد المفكر الدكتور فتحي الشقاقي بدأت في اوائل الستينات خلال الفعاليات الثقافية التي كان ينظمها الطلبة في مدرسة بئر السبع الثانوية، مؤكداً أن إعجابه وغيره من الطلبة بثقافة الشقاقي الواسعة جعلته والكثير من الطلبة النوابغ يلتفون حوله ليتبادلوا معه الرؤى والافكار حول فلسطين، حتى أصبح بيته بمثابة دار "ابن الارقم"  يجتمعون فيه سراً خشية من ملاحقة أعين الاحتلال لهم.

وقال  يوسف: " كنَّا والدكتور فتحي  في تلك الفترة معجبون بالثورة المصرية والفكر الناصري القومي كما الكثير من ابناء شعبنا وأمتنا لكن سرعان ما تغيرت وجهة نظرنا بعد النكسة التي حلت بالجيوش العربية وضياع كل فلسطين واجزاء من سيناء والجولان، فبدأنا نلتفت إلى المسجد، حيث تعرفنا على الشيخ احمد ياسين، وكنا نلتقي به سراً في منزل الحاج محمود محسن ( أحد قادة الاخوان المسلمين)، ومن هنا صار تحولنا من الفكر ناصري الى فكر الإسلامي" ، مؤكداً أن الدكتور فتحي الشقاقي الذي كان محط اعجاب الجميع ارتقى في تنظيم الاخوان المسلمين، حتى أوكل إلية مسئولية تنظيم الاخوان المسلمين في الضفة الغربية لما كان يتميز به من شجاعة وجرأة وثقافة واسعة وقدرة عالية على الاقناع.

وحول تلك الفترة التي قضاها الدكتور فتحي الشقاقي في الضفة الغربية لدراسة في جامعة "بيرزيت"، ثم معلماً وطبيباً في القدس ، قال القيادي في حماس :" سافرت مع الشهيد الشقاقي الى الضفة الغربية بغرض الدراسة والعمل، وهناك قررت وإياه دراسة المرحلة الثانوية مرة أخرى بهدف الحصول على مجموع عالي يمنحنا فرصة الدراسة في الكليات العلمية الطب والهندسة، وهو ما كان، وفي تلك الفترة برز  دور الدكتور  في استقطاب العديد من الشباب الفلسطيني لصفوف حركة الاخوان المسلمين، مما جعله محط اعجاب الجميع"، مشيراً إلى الدكتور فتحي الشقاقي اضطر لترك مهنة التدريس في الضفة الغربية والتوجه الى مصر لدراسة الطب في جامعة الزقازيق.

عن السبب الرئيس لتأسيس الدكتور فتحي الشقاقي ورفاقه تنظيم الجهاد الاسلامي في فلسطين، أوضح د. يوسف :" أنه في تلك الفترة كان السؤال المركزي الذي يدور في اوساط الشباب الفلسطيني المنتمي للحركة الإسلامية، متى سنبدأ العمل المسلح ضد الاحتلال؟، وكان وصية الشيخ أحمد ياسين، انذاك، أنه من المبكر الحديث عن المقاومة المسلحة مع الاحتلال لأن مدرسة الإخوان المسلمون كانت تعتمد على نظرية "التحرير والتمكين"، ولكن "الشقاقي" كان موقف مغاير وهو ـــ الثورة هي أول طريق التحرير ــ ، مقتبساً ذلك من الثورة الجزائرية، وكانت لديه مقولة مقدسة وهي "ألق الثورة للشارع، يلحق بك الشارع" وأن الشباب ستلتف حولك عندما ترى انجازاتك على الأرض "، مؤكداً أن الاختلاف الجوهري بين حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي"  لم يعد موجوداً لان الطرفين انخرطا في العمل الجهادي المقاوم.

ولم يخفِ القيادي في حماس أن الانبهار بانتصار الثورة الاسلامية في ايران من الجميع، كان أحد الاسباب الرئيسة التي دفعت الشهيد الشقاقي الى تنظيم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، قائلاً :" الدكتور فتحي الشقاقي كان يرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران، يمكن ان تشكل الحاضنة والداعمة والساندة لتيارات الاسلامية الراغبة بالانعتاق من الانظمة الديكتانورية بما فيها الاحتلال الصهيوني، فالف كتابه "الثورة الحل الاسلامي والبديل"، كان اقبال كبير على الكتاب، الامر الذي دفع الحكومة في مصر الى جمع الطبعة الثانية للكتاب، واعتقلت شقيقه عبد العزيز ".

وأشاد في خضم حديثه بثقافة الدكتور والسعة وإطلاعه على كافة الثقافات العربية والأجنبية، قائلاً :" ظلت همة الدكتور فتحي الشقاقي عالية، وظل عطائه الفكري زاخر ومتميز، واذكر أن مجلة المختار الاسلامي كانت مهجورة، وعندما بدأ الكتابة فيها هو والدكتور بشير نافع اصبحت المجلة الفكرية الاولى التي يقرأها النخبة".

وأشار القيادي في حماس إلى أن الدكتور فتحي الشقاقي ترك ارث كبير للمقاومة الاسلامية في فلسطين، قائلاً:" ولكن الدكتور الشقاقي كان يصر على أن القضية الفلسطينية هي المركزية، وان القدس بوصلتنا للتحرك، فكانت تلك القراءة المستقبلية منه صائبة وفي محلها تماماً، وهو الشعار الذي سافر معنا الى كل بقاع المعمورة حتى باتت فلسطين قضية حاضرة في وجدان كل مسلم على وجه المعمورة".

أما عن كيف استقبل الدكتور "أحمد يوسف" نبأ اغتيال الشهيد "الشقاقي"؟، فقال :" تلقيت الخبر عندما كنت أقود سيارتي في الطريق إلى بيتي في واشنطن حيث كنت أكمل دراستي الاكاديمية، وعندما سمعت نبأ اغتياله صدمت بشكل كبير، ودار في ذهني شريط الذكريات منذ كنا شابين يافعين في مدينة رفح، ومرحلة وجودنا في مصر وبدء الكفاح المسلح، وتسطير أروع العمليات الاستشهادية، وانسابت الدموع على وجنتي رغم كوني عصي الدمع، فقمت بالاتصال في الصحفي أحمد منصور مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية، وقلت له أننا نريد عمل غلاف للشهيد "الشقاقي" وإبراز الحدث، وكتبت فيه مقاله طويلة جداً، وعشت في تلك الأيام اللحظات التي جمعتني وإياه، وعند ذهابي للشام، أول أمر قمت به هو زيارة قبره في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك، وترحمت كثيراً عليه فلقد كان صديقي المفضل".

ووجه في نهاية حديثه رسالة خاطب فيها رفيق دربه الشهيد قائلاً :"أخي  الدكتور فتحي الشقاقي في ذكراه، لن ننساك يا أبا إبراهيم، لأنك جزء من صفحات هذا الوطن، وإن كل من سيقرأ هذه الصفحات، ويشاهد هذه الحركة التي ترسم بدم شهدائها معالم الطريق إلى فلسطين الحرة المستقلة، سيقف بدموعه ليقول "يمضي الرجال، ويبقي النهج والأثر".

 

يشار الى هذه المقابلة تأتي في اطار الحملة الاعلامية التي أطلقها موقع الاعلام الحربي لسرايا القدس أطلق في ذكرى استشهاد الأمين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور المفكر فتحي الشقاقي , والانطلاقة الجهادية المباركة.