خبر في عيون رفاق مسيرته: الشقاقي استثنائي في عطائه ونموذج ثوري

الساعة 08:28 ص|24 أكتوبر 2013

غزة

النجار: فكره كان يمثل خطرا حقيقيا على المشروع الصهيوني

المدلل: كان كـ"النحلة" أينما ذهب تجده ينشر ثقافته 

حبيب: بذر الوعي والثورة في حقل النهوض الإسلامي الكبير

في حضرة الدكتور المعلم "فتحي الشقاقي" وكأن شيئا ينبع من القلب تجاه هذا الشخص الجليل، الذي حاول أن يصوب البوصلة إلى عدو الأمة وكيانه المصطنع على أرض فلسطين المسمى بـ(إسرائيل)، وفي الذكري الثامنة عشر لاستشهاد الدكتور فتحي إبراهيم الشقاق الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, كان لا بد من النهل من معينه هذا الرجل الذي لا ينضب بالفكر والوعي والمعرفة ممن رافقوه منذ بداية مسيرته الجهادية وحملوا فكره ولازالوا يتمسكون به ويسيرون على ضربه إلى اليوم.

وشدد قادة حركة الجهاد الإسلامي ورفاق مسيرته الجهادية على أن الشهيد المعلم "أبا إبراهيم" هو من جعل القضية الفلسطينية مركزا للصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل، مؤكدين على أن دولة (إسرائيل) كانت تحسب ألف حساب لهذا الرجل، خوفا من أفكاره التي كانت تنادي بنشر الإسلام المقاوم في فلسطين، والتي شكلت خطرا قوميا على المشروع الصهيوني.

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إبراهيم النجار أن عظمة الدكتور "الشقاقي" تكمن في عمق تفكيره ونظره إلى فلسطين على أنها إسلامية وآية من القرآن الكريم، وزاوجه بين الإسلام والبندقية سويا, واستوعبه خصوصية فلسطين ويقينه بمدى شراسة الهجمة الصهيونية على أرض فلسطين فحمل شعار فلسطين هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.

خطر على (إسرائيل)

وقال النجار في حديثه لـصحيفة "الاستقلال" (إسرائيل) تدرك مفاهيم "أبا إبراهيم" الإسلامية وأخطارها في المستقبل على الساحة العربية والفلسطينية، الذي أراد من خلالها بأن يعيد الإسلام السياسي المقاوم للواجهة، ومن أجل ذلك سعت لإبعاده، حتى لا يظهر الصراع على أساس إسلامي مع اليهود".

وأضاف" وكان فكره وتربيته يمثل خطرا حقيقيا على الساحة السياسية (الإسرائيلية) والمشروع القومي الصهيوني، فكان دوره التوحيدي للقوى القومية الذي حاول من خلالها أن يقيم المؤتمر القومي الإسلامي العربي في محاولة منه لتوحيد القومية الإسلامية"، لافتا إلى أنه من رواد ودعاة وحدة الصف الوطني الفلسطيني، وكان رجل القواسم المشتركة ورجل التجمع.

وأوضح القيادي النجار أن اغتيال "الشقاقي" من قبل الموساد (الإسرائيلي) كان متوقعا بفعل العمليات التي حصلت داخل (إسرائيل) كـ"بيت ليد"، لافتا إلى أنه كان الصعب جدا في ذلك الوقت استقبال نبأ استشهاده في نفوسهم لأنه ليس من السهل فقِدان شخصا مثقفا مقاوما.

رجل كالنحل

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل فقال "الشقاقي كان كـ"النحلة" تجده في كل مكان، وأينما وجد لا يخرج إلا طيبا، فتجده تارة في رفح وتارة أخرى في خان يونس ويتنقل بين العديد من المدن الفلسطينية، منشغلا بنشر فكر الجهاد الإسلامي الذي أبدع فيه، حيث كنا نتعجب من قدرة هذا الرجل على مواصلة وتقديم فكره في كل مكان من فلسطين".

وأضاف المدلل خلال حديثه لـ "الاستقلال" " كان رجلا استثنائيا في عطائه وفكره، كان يقدم لنا الإسلام كنموذجا حركيا ثوريا، ليس دينا جامدا في المساجد والزوايا، وكنا نشعر أن شيئا أمامنا يتحرك اسمه الإسلام"، لافتا إلى أن "أبا إبراهيم" كان مهتما بالإشكاليات الوطنية والقضايا الإسلامية.

وبين القيادي في الجهاد أن القضية الفلسطينية كانت أهم القضايا التي عمل لأجلها، واستطاع أن يحول مسار فلسطين كقضية مركزية للحركة الإسلامية، وكذلك جذب العالم الإسلامي كله بعد ذلك بسنوات تجاه فلسطين، مشيرا إلى أن الفكر الإسلامي في تلك الفترة كان منشغلا بقضايا هامشية لم تكن الأساس.

وبدوره، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب أن صُحبة الدكتور "الشقاقي" عظيمة ومليئة بالأحداث والعبر والدروس،  فهو الذي أدهش كل من عرفه بهذه الرؤية المتقدمة والمستنيرة التي كان يمتلكها،" مضيفا " لقائي الأول الذي جمعني بالرجل وكأن شيئا يجذبني إليه، فطريقة كلامه مختلفة ووعيه الناضج التوعوي الإسلامي، جعلني أطلب لقاء آخر معه ".

وأكد حبيب في حديثه لـ صحيفة "الاستقلال" أن "الشقاقي" عبارة عن رؤية جديدة ونافذة، ومشروع متميز ومنهج كامل، وبذرة الوعي والثورة في حقل النهوض الإسلامي الكبير، لافتا إلى أن مشروعه تمحور حول ثلاثة عناوين رئيسية (الإسلام، الجهاد، فلسطين).

ولفت حبيب إلى دور "أبا إبراهيم" في الانتفاضة الأولى الذي ساهم في حشد طاقات المجاهدين وشد هممهم وشحنها ضد الاحتلال (الإسرائيلي)، فكان له دورا متميزا منذ تأسيس حركة الجهاد، في كل المراحل التي مرت بها، كان يراقبها ويعيش مع حادثة الانتفاضة الأولى دقيقة بدقيقة وساعة بساعة.

وأشار القيادي في الجهاد إلى أن الشهيد "الشقاقي" كان مسجونا فترة الانتفاضة الأولى، ولكنه كان يديرها من داخل سجنه عن طريق بيانات وتصريحات أشعلت فتيلها من خلال توجيهاته ومنهجه العميق.

فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي، من قرية زرنوقة القريبة من يافـا بفلسطيـن المحتلة عــام 1948 والتي هاجرت منها عائلته بعد تأسيس الكيان الصهيوني على الشطر الأول من فلسطين،  وهو من مواليد 1951 في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، اغتالته أجهزة الموساد الصهيونيــة في جزيرة "مالطا"، يـوم الخميس 1995/10/26 وهـو في طريق عودته من ليبيا، بعد جهود قام بها لدى القيادة الليبية بخصوص الأوضــاع المأساويـــة للجاليــــة الفلسطينية في ليبيا.