بالصور بعد انتظار لأيام..نصف ساعة مياه « مالحة » فقط في مخيم الشاطئ ..!!

(غزة- خاص)

"لم تتوقع المسنة أم محمد أبو جليلة" أن مناشداتها لبلدية غزة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لإنقاذ حياتها وحياة العشرات من سكان منطقة بلوك 6 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة من كارثة مائية ملوثة إلى تقليص مفاجئ في ساعات وصل المياه وكأن البلدية عاقبتها لرفع صوتها عالية في وجهها.

فعلى الرغم من ازدهار المناطق المجاورة لمنطقة بلوك 6 إلا أن تلك المنطقة تعاني من وضع مائي كارثي من حيث تقليص ساعات وصل المياه والملوحة التي وصفها البعض كأنها مياه البحر، ما يُسبب لهم الحساسية من ملوحتها.

بلدية غزة بدورها نفت على لسان المهندس سعد الدين الأطبش مدير عام المياه والصرف الصحي بغزة، تقليص ساعات وصول المياه خاصة في منطقة بلوك 6 ولكنه أقر بأن 85% من المياه الموجودة في قطاع غزة تتراوح ما بين شديدة الملوحة ومتوسطة وجيدة.

نصف ساعة فقط..

"أم محمد" وغيرها العشرات من سكان المنطقة ممن كانوا حول مراسلنا أكدوا تجاهل المسؤولين في تنفيذ وعودهم بإيصال المياه بشكل طبيعي ككل المناطق المحيطة بهم بل أن المياه إذا وصلتهم فهي تستمر لمدة نصف ساعة -على حد قولهم- ثم تنقطع لمدة تزيد عن أربعة أيام والمشكلة أنها غير صالحة للشرب والاستعمال من حيث ملوحتها ولونها.

وقد توجه سكان المنطقة كثيراً قبل أشهر إلى بلدية غزة وفقاً لرواياتهم بهدف تحلية المياه لتكون صالحة للاستعمال والشرب وكانوا لا يعانون من انقطاع المياه بل من ملوحتها وبعد توجيه عدة مناشدات للبلدية تفاجأ السكان بتقليص وصول المياه إلى منطقتهم مما دفعهم للاتصال بـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بهدف إبراز مشكلتهم وقضيتهم إلى الرأي العام والعمل السريع لوصول المياه إلى منطقتهم وتحليتها لكي ينعموا بالصحة والعافية كباقي المناطق المجاورة لهم.

"أم محمد" أبو جليلة، طالبت عبر فلسطين اليوم، بلدية غزة بإعادة جدول المياه الذي كان مخصص للمنطقة وعدم مطالبتها بتحلية المياه رغم أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي، مؤكدة أن (مواسير) المياه أصابها الصدأ لعدم وجود المياه بها.

وأشارت، إلى أن منزلها الذي يحوي أكثر من ثلاثين شخص لا يحتمل عدم وجود المياه، مشددة على أن المشاكل المنزلية الخاصة بين أبنائها بدأت تكثر شيء فشيء بسبب أزمة المياه، قائلة :"كلما رأيت طفل يغسل يديه نهرته وضربته لأنه يستعمل المياه المعدنية التي نقوم بشرائها".

ولفتت إلى أن جسد زوجها المريض لا يقدر على استعمال المياه المالحة فنضطر لشراء المياه المعدنية كل يوم لاستعمالها بدلاً من المياه المالحة التي تصلنا من بلدية غزة.

الحياة لا تطاق..

بينما المواطن سامي أبو جليلة في منزل أخر من المخيم، الذي بدا عليه التعب والجهد قال :"عدت من العمل إلى المنزل بعد صلاة المغرب وكنت أتمنى وأحلم بوصول المياه إلى المنزل قبل عودتي ولكن الحياة أصبحت لا تطاق في هذا المخيم بفعل تقليص وصول المياه وملوحتها".

وأوضح سامي، أنه يقوم بشراء مياه معدنية كل يوم بمبلغ 15شيقل ما يقدر بـ 450شيقل في الشهر".

فيما أكد المواطن يوسف أبو حشيش أن منطقة بلوك 6 من مخيم الشاطئ لا يمكن أن تحظى باحترام الناس وتقديرهم ويُنظر إلينا بنظرة غريبة كلما جاء الناس إلى بيوتنا لا ماء عندنا وإن كانت لا تصلح للاستعمال".

ولفت يوسف، إلى أن بلدية غزة تتحمل المسئولية إلى جانب وكالة الأونروا في تقليص وصول المياه إلى منطقتنا بعدما كانت تصلنا ثلاثة أيام بالأسبوع أصبحت تصلنا نصف ساعة فقط وإن جاءت تأتي في موعد قطع الكهرباء ولا يمكننا أن نرفعها إلى براميل المياه لضعفها".

البلدية تنفي ..

مدير عام المياه والصرف الصحي بغزة المهندس الأطبش أكد لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن البلدية لم تتلقى أي مناشدات من سكان منطقة بلوك6 بوجود أزمة مياه ولكنها تلقت شكاوي بملوحة المياه، مؤكداً أن مشكلة الملوحة عامة ويعاني منها الكثير من سكان قطاع غزة والحل الجذري لتحلية المياه هو إقامة مشروع التحلية الذي يقدر بـ100مليون دولار والذي نسعى لإنشائه.

وقال الأقطش :"ربما تكون مشكلة سكان منطقة بلوك 6 صحيحة والسبب أزمة الكهرباء لأن المياه تأتي في وقت قطع الكهرباء وهذه مشكلة عامة في كل مناطق قطاع غزة، لاسيما أن شبكات المياه تختلف عن الكهرباء من حيث سرعة الوصول فبضغطة زر تقوم شركة الكهرباء بتحويل الخطوط ولكن المياه تريد ما يقارب من 4 إلى 6 ساعات للوصول إلى البيوت الأخيرة وهذا مشكلة بحد ذاتها، مشيراً إلى أن البلدية حاولت حل الإشكالية بتشغيل مولداتها الكهربائية ولكن أزمة الوقود كانت حائل أمام تشغيل المولدات".

ودعا الأقطش سكان منطقة بلوك6 إن كانت مشكلتهم صحيحة وعامة إلى التوجه إلى مكتب الأستاذ جميل كحيل لحل الإشكالية وإذا لم يقوم بحلها عليهم التوجه مباشرة إلى مكتب مدير عام المياه والصرف الصحي في البلدية لإنهاء الإشكالية.