خبر اردوغان: الاسلامي المقنع- اسرائيل اليوم

الساعة 12:05 م|21 أكتوبر 2013

ترجمة خاصة

اردوغان: الاسلامي المقنع- اسرائيل اليوم

بقلم: ايزي لبلار

(المضمون: إن اردوغان كما ترى اسرائيل زعيم اسلامي مستبد لا يريد تحسين العلاقات بين تركيا واسرائيل وستظل العلاقات بينهما باردة ما بقي في منصبه - المصدر).

بعد خمسين سنة تعاون استخباري بين اسرائيل وتركيا، أثبت كشف الاتراك عن هوية عملاء الموساد لايران عمق الهاوية التي سقطت فيها العلاقات بين الدولتين تحت قيادة الاسلامي المستبد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.

يريد اردوغان ان يوجد وهم انه هو نفسه النموذج الذي يحتذى للاسلام المستنير الذي يؤالف الديمقراطية على أحسن وجه، لكن لا شيء أبعد من الحقيقة من ذلك، فالحديث عن اسلامي غالٍ ومتطرف يمدح الاخوان المسلمين وحماس وحزب الله مدحا مفرطا.

استعمل اردوغان الغوغائية ليفوز في ثلاث معارك انتخابية واستغل موقفه ليخيف وسائل الاعلام وليهدم المعارضة، وقد طهر الجيش من ضباط علمانيين وقمع حرية التعبير. ويوجد اليوم عدد من الصحفيين السجناء في تركيا أكبر من عددهم في دولة اخرى في العالم كما يبدو.

إن رد اردوغان على المظاهرة المتعلقة بحماية البيئة في مركز اسطنبول قبل بضعة اشهر والتي جرح فيها أكثر من 4 آلاف متظاهر غير عنيف، يثبت قسوته. فقد استغل اردوغان المظاهرة الهادئة كما تقول منظمات حقوق انسان تركية، لمعاقبة صحفيين ومعلمين ونشطاء آخرين.

إن موقف اردوغان من اسرائيل أخذ يتدهور منذ ثار ثورته الغوغائية على شمعون بيرس في دافوس في 2009. فهو يصف اسرائيل بأنها "دولة ارهاب" "تقتل الاولاد" و"تعرف جيدا كيف تقتل". وقد استضاف زعيم حماس خالد مشعل ثلاث مرات في السنة الاخيرة.

إن عداء اردوغان للصهيونية استمرار طبيعي لمعاداته للسامية. في 1974 أخرج مسرحية "ماس – كوم – ي" التي تناولت التأثير العالمي لليهود والشيوعيين والبنائين الاحرار. وأعلن حينما كان رئيسا لبلدية اسطنبول أن "صورة اليهودي اليوم لا تختلف عن صورة النازي". وألقى بتبعة المظاهرات البيئية الاخيرة على "لوبي سعر الفائدة" وعلى "اصحاب الولاء المزدوج" وعلى "اصحاب الشعور الكوني الذين لا جذور لهم" – وهذه توجيهات واضحة الى بروتوكولات حكماء صهيون.

أعلن اردوغان في مؤتمر الامم المتحدة الذي عقد في فيينا في شباط الاخير بأنه "يجب الاعتراف بالخوف من الاسلام لأنه جريمة على الانسانية كالصهيونية ومعاداة السامية والفاشية"، واتهم اسرائيل قبل بضعة اسابيع بالانقلابات في مصر.

إن تعجل اردوغان قد عبرت عنه قضية مرمرة تعبيرا خاصا، فقد طلب بعد الواقعة الدولية ان تعتذر اسرائيل على موت تسعة مواطنين اتراك ذوي صلة بالقاعدة كانوا على السفينة، وحينما سلكت اسرائيل بمقتضى قرار الامم المتحدة حينما اعلنت انها غير ملزمة بأن تعتذر، أعاد اردوغان سفيره وندد بمشاركة اسرائيل في منظمات عالمية ومنها حلف شمال الاطلسي.

وفي آذار 2013 حث اوباما نتنياهو على الاعتذار ودفع تعويضات الى عائلات الارهابيين الاتراك. واستجاب نتنياهو لغرض تحسين العلاقات، لكن اردوغان لم يرد على ذلك بشيء بل أعلن نيته زيارة غزة وطلب ان نسقط الحصار البحري المضروب على حماس، وبعد ستة اشهر لم يحسن اردوغان بعد العلاقات الدبلوماسية وما زال يمنع مشاركة اسرائيل في حلف شمال الاطلسي.      

وبرغم كل ذلك تعتبر الولايات المتحدة تركيا حليفة. ففي السنة الماضي افتتحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "منتدى الارهاب العالمي" وهو منظمة لمكافحة الارهاب يشتمل على ثلاثين عضوا مؤسسة يبرز فيها غياب اسرائيل. وفي ايلول 2013 عززت الولايات المتحدة وتركيا المبادرة حينما أسستا مشروعا مشتركا بكلفة 200 مليون دولار يرمي الى مكافحة التطرف بين الشباب المسلمين، واليكم التناقض المنطقي: إن دافع الضرائب الامريكي ينفق على منظمة مكافحة ارهاب بمشاركة قيادة اسلامية تؤيد حماس والاخوان المسلمين وتنكر الارهاب الاسلامي.

قد تستمر الولايات المتحدة على التمسك بفانتازيا ترى ان اردوغان هو زعيم مستنير، لكننا نراه كما هو حقا وهو أنه مستبد اسلامي. وستظل علاقات اسرائيل بتركيا ما بقي في منصبه باردة في الأكثر – في المجال السياسي على الأقل.