خبر قلب المرأة دليلها.. أمهات الأسرى يُشككن في صحة أبنائهن في السجون

الساعة 10:33 ص|21 أكتوبر 2013

غزة - (خـاص)

"قبل انتهاء الزيارة بدقائق قال لي وبحرٌ من الدموع في عينيه لا تحزني ولا تبكي وسامحيني يا أمي فأنا مصاب بمرض في كليتي وأذهب كل يومين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم".

هذا الحديث لم يصدم والدة الأسير محمد جابر، فهي لطالما شعرت بغصة في قلبها عند زيارته في سجن "المجدل"، وعند سؤالها له عن صحته كان يخفي ألمه في أجوبة لم ترق لها، فكانت تشعر أن ابنها ليس بخير، على الرغم من محاولته الحثيثة لإخفاء آلامه عنها حتى لا يقلقها.

فمن المعروف أن المرأة هي أكثر الفئات صبراً على ما تقاسيه من آلام ومعاناة وأن "قلبها دليلها" على كل ما يدور حولها من أحداث وما يخبئه الزمان عنها خاصة بما يخص فلذات أكبادها، فالمرأة الفلسطينية هي أكثر النساء شعوراً بآلام أبناءها على الرغم من المحاولات الحثيثة منهم لإخفاء آلامهم عنها.

فالأسرى الفلسطينيون هم أكثر الفئات إخفاءً لآلامهم ومعاناتهم التي يقاسوها من إدارة مصلحة السجون الصهيونية خوفاً على حياة أمهاتهم لقلبهم الضعيف، فمنهم من يخبئ عليها مرضه بالسرطان وأخر يخبئ عنها ضعف في كليته وأخر آلام في بطنه ومعدته وتوجهه يومياً إلى المستشفيات الخاصة بهم لتلقي العلاج.

كليته لا تعمل طبيعي

فوالدة الأسير جابر المعتقل منذ أحد عشر عاماً ومحكوم عليه بـ18 عاماً في سجن المجدل الصهيوني قالت لمراسل فلسطين اليوم، :"ولدى محمد خبأ علي آلامه ولم أعرفها إلا بعد سبعة شهور فهو يعاني من آلام في الكلى نتيجة إضرابه عن الطعام عام 2012 الذي حقق فيه أمنيتي في رؤيته قبل وفاتي".

وبحسرة تظهر على وجهها، أضافت أم محمد، "قبل عامين تعرض ولدى للفحة هواء باردة أدت إلى لفت في عينيه وفمه إلى جانب أخر وهذا أدخل الحزن على قلبي كما أنه تعرض قبل سبعة شهور بعد خوضه لإضراب الكرامة داخل السجون إلى إصابة في كليته وهي لا تعمل بالشكل الطبيعي ما دفعه لشرب المياه المعدنية والحليب فقط، كما أنه يتوجه إلى المستشفى الخاصة للأسرى كل يومين.

عيناها تبرقان ودموعها تكاد أن تذرف حزناً على ولدها المريض داخل سجون الاحتلال حيث قالت :"كنت أعلم منذ اليوم الأول لاعتقاله أن ولدى لن يعود طبيعي كما كان قبل الاعتقال ولم أعرف بمعاناته إلا قبل انتهاء زيارتي بدقائق فقط".

أموال زيادة

وما يزيد الطين بله على والدة الأسير محمد جابر هو أن وضعها المادي صعب وهي المعيلة الوحيدة لبيتها بعد وفاة زوجها حيث تقول :"بعد أن تم وصف الحليب والمياه المعدنية لولدي محمد بعدما أصيب في كليته أصبح بحاجة إلى مصروف جديد، مؤكدة أنها تُقسم راتب ولدها على بيتها وعلى ولدها داخل السجون الصهيونية"، مشيرة إلى أن ولدها طلب زيادة في الأموال التي تُبعث لشراء الحليب والمياه المعدنية وهذا الأمر يزيد من معاناتنا خارج السجون.

وعلى بعد نصف متر من والدة الأسير محمد جابر تجلس والدة الأسير هاني داوود وهي ترفع صورة ابنها الذي يعاني من إصابة في جسده قبل اعتقاله.

تقتلهم بصورة بطيئة

فهاني اعتقل عام 2005 بعد أن قصفت "إسرائيل" مقر للشرطة بالقرب من معبر بيت حانون على إثر عملية استشهادية ، حيث قصفت "إسرائيل" مبنى للشرطة الفلسطينية وتم اعتقاله وهو مصاب في قدميه بشظايا الصواريخ والردم الذي انهال عليه.

والدة الأسير المصاب هاني، أكدت لمراسل فلسطين اليوم، أن الاحتلال لا يعرف الرحمة ولا يعرف الشفقة، فهاني المصاب بشظايا الصواريخ والردم لا يعالج بالشكل الطبيعي ولا يقدم له العلاج المناسب وكل ما تقدمه مصلحة السجون هي المسكنات والاكامول.

ولفتت أم هاني، بأن ولدها يعاني من أمراض يخفيها عليها وأن قلبها يتحرك كلما رأت صورته وأنها تشعر بما يعانيه ولدها رغم أنه لم يخبرها بآلامه.

وطالبت أم هاني المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر بضرورة التدخل للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المرضى والمصابين الذين تحتجزهم "إسرائيل" لقتلهم بصورة بطيئة وأمام عيون أمهاتهم.

ويشار إلى أن خمسة وعشرين أسيرا داخل المعتقلات الاحتلالية يعانون من مرض السرطان وحالتهم حرجة، 1400 أسير يعانون من أمراض أخرى مختلفة في القلب والرئتين والكلى، منهم ما يقارب 400 في حالة الخطر، من أصل 5000 أسير يقبعون داخل المعتقلات.