خبر الغابة المريحة.. معاريف ..بقلم: أمنون لورد

الساعة 05:18 م|18 أكتوبر 2013

          (المضمون: محاولة اوباما وقواته في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية اضعاف نتنياهو تأتي للمس برئيس الوزراء على خلفية موقفه الصقري في الموضوع الايراني. ومنذ البداية يستخدم اوباما الازمات في الساحة الفلسطينية ورفع هذا الموضوع الى الصدارة كي يصرف الانتباه  عن ضعفه في الساحتين الايرانية والسورية- المصدر).

 

       لاسرائيل يوجد شريك في الموضوع الايراني في شكل فرنسا بالذات. فالفرنسيون، بقيادة الرئيس اولند، ووزير خارجيته فابيوس، يحتقرون سلوك اوباما في الساحة الايرانية والسورية. وهم أكثر صقرية بكثير في هذا الموضوع. كما يوجد ايضا السعوديون ومحافل اخرى تحدث عنهم نتنياهو كمن تعلموا بان "اسرائيل ليست عدوهم". "في غابة الشرق الاوسط علينا أن نختار الغابة الاكثر راحة لنا"، قال رئيس الوزراء في حديث مغلق.

 

          ولكن المشكلة الحقيقية ليست في نقص الشركاء في الموضوع الايراني او الفلسطيني بل بالذات السلوك الداخلي في اسرائيل. فالطرف الاسرائيلي لا يعمل كجسد واحد، على الاقل حيال الفلسطينيين. فالمفاوضة بتكليف من اسرائيل، الوزيرة تسيبي لفني، لا تتحدث. وعلى فرض أن علاقاتها السياسية مع الرئيس قائمة اليوم ايضا، معقول ان يكون في تصريحاته الاخيرة يعبر عن مشاكلها داخل الاطار الذي أملاه عليها رئيس الوزراء. على لفني أن تنسق خطها علنا مع نتنياهو،  والا تسمح لاحد بشق حكومة اسرائيل.

 

          "السلام يصنع مع الاعداء"، صرح هذا الاسبوع بيرس في احتفال احياء الذكرى الـ 18 لاغتيال رئيس الوزراء رابين. غير أنه بشكل استثنائي حبذ رئيس الوزراء نتنياهو اصلاح اقواله فصرح قائلا: "الاعداء الذين لا يريدون السلام – ليسوا هدفا للسلام". ومن يجمع هذه التصريحات مع خطاب الرئيس في افتتاح دورة الكنيست، حين قال ان السلام هو "فريضة اخلاقية عليا"، وهجوم "مصدر سياسي رفيع" يقتبس في نبأ شالوم يروشالمي في منتصف الاسبوع، لا يمكنه الا يفهم بانه يوجد تنسيق بين التهديدات بتفجير المحادثات مع الفلسطينيين وبين تصريحات بيرس هذه. لقد اختار الرئيس المناسبات الابرز كي يدير هجوما سياسيا خفيا على نتنياهو. وقد فعل ذلك تقريبا دون تمويه. والرسالة واضحة: اسرائيل مذنبة في أن المفاوضات السياسية عالقة لان مطالبها مبالغ فيها.

 

          ولكن ليست مسألة المحادثات على جدول الاعمال، ولا السلام الذي يكثر بيرس من الحديث عنه، بل مسألة اكثر ثقلا وأهمية بكثير: استئناف هجوم الرئيسين اوباما وبيرس على رئيس الوزراء نتنياهو. هذا جزء من ادارة الظهر من جانب امريكا لاسرائيل، ولا سيما في الموضوع الايراني. وعندما يهدد ابو مازن بتفجير المفاوضات بسبب مطالب اسرائيل، فانه يفعل ذلك بصلاحية وبإذن من البيت الابيض ومن مقر الرئيس في القدس. يبدو أن بيرس وابو مازن يتشاركان في الرأي بانه يجب التوجه فقط الى تسوية دائمة بمبادىء مشابهة بتلك التي اقترحها اولمرت. واذا لم تعرض الحكومة في هذا الموضوع موقفا موحدا، فسيضعف موقفها المساوم. واضح ان التسوية الدائمة حسب مطالب الحد الادنى لنتنياهو تكاد تكون متعذرة. وعليه يوجد منطق من ناحيته في تحقيق هدف جزئي. يحتمل أن يكون اوباما، بيرس وابو مازن يرغبون في حشر نتنياهو في الزاوية. غير أن رئيس الوزراء لن يتنازل عن مطالبه الايديولوجية حيث يكون من شأن اسرائيل أن تعود الى منطقة القتل السياسي الدولي في الامم المتحدة، وهذه المرة دون حماية الولايات المتحدة.

 

          اذا كانت الانباء من هذا الاسبوع صحيحة، واسرائيل تعرض الان مواقف مثل اقتراح ضم مقابل ضم او استئجار طويل المدى للغور، فقط كي تتملص من فخ الذنب بتفجير المحادثات فهذا دليل على ان ليس لهذه المحادثات غاية. ومحاولة اوباما وقواته في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية اضعاف نتنياهو تأتي للمس برئيس الوزراء على خلفية موقفه الصقري في الموضوع الايراني. ومنذ البداية يستخدم اوباما الازمات في الساحة الفلسطينية ورفع هذا الموضوع الى الصدارة كي يصرف الانتباه  عن ضعفه في الساحتين الايرانية والسورية.