بالصور رغم خطورتها .. ذبح الأضاحي فرصة لأصحاب الدخل المحدود..!

الساعة 11:08 ص|16 أكتوبر 2013

غزة - (خـاص)

تحولت المذابح الغزية إلى قبلة للمواطنين الراغبين في العيش بكرامة وعزة للنفس .. التي فقدها المتسولون في شوارع مدينة غزة إضافة إلى الجالسين في بيوتهم لا عمل لهم ولا يبحثون عن عمل .. فالمذابح الغزية بعد الأسواق اكتظت بالباحثين عن عمل للاسترزاق ولإطعام أبنائهم في ظل الظروف الحياتية والاقتصادية السيئة التي يعيشها الغزيون.

فعلى الرغم من عدم عِلمهم المسبق بفنون الذبح إلا أن أوضاعهم السيئة أجبرتهم لإتقانها .. فحمل السكين وتوجيه الأضحية إلى قبلتها والتكبير والتهليل والذبح ثم سلخ الجلود وتقطيع اللحوم وتكسير العظام ثم وزنها وتعبئتها والأهم الانتباه الدائم ، لا يحتاج إلى وقت لإتقانه بالنسبة لهم .. كما أن أصحاب المذابح يحتاجون إلى أيدي عاملة لتساعدهم في الإسراع بالذبح قبل انتهاء أيام عيد الأضحى المبارك.

للاسترزاق ..

فالمواطن "أبو علاء" البالغ من العمر 30 عاماً له ثلاثة أبناء يعاني من وضع اقتصادي صعب حيث قال :"كنت عامل في "إسرائيل" وبعد أن أصبحنا عاطلين عن العمل جلستُ في البيت وأصبحت أقتنص الفرص في كافة المناسبات بهدف الاسترزاق والعيش بكرامة".

وأوضح أبو علاء لمراسل فلسطين اليوم" أن خبرته أصبحت في كل شيء وفقاً للمثل الذي يقول "سبع صنايعي والبخت ضايع"، اشتغلت في الأسواق في السيارات في الكهرباء وفي الزراعة في ذبح الأضحية في كل شيء أراه أمامي بهدف الاسترزاق".

وشدد أبو علاء على أنه يتقن فنون الذبح ولكن خبرته في عملية الذبح قليلة جداً ما يعرضه للمخاطر التي قد تصيبه بفعل عدم الانتباه أو قلة الخبرة.

أما الطالب الجامعي "عبد الرحمن" فوجد في موسم ذبح الأضاحي فرصة لإكمال رسومه الجامعية المتراكمة عليه لإكمال دراسته .. يقول :" دفعت 100دينار وباقي ما يقارب الـ200 دينار ووجدت في ذبح الأضاحي فرصة –لتحويش- ما تبقى من رسوم مؤكداً أنه لا يستطيع أن يجمع هذا المبلغ من عملية الأضاحي ولكن يساهم في القليل مع ما يتم جمعه من الأسواق التي كنت أعمل فيها.

وعن خطورة الأضاحي أكد أنه لا يتقن فنون الذبح وهو يعمل فقط لتنظيف المذبح والأعمال الخفيفة التي يطلبها أحد المعلمين".

 

خطورة العمل دون خبرة..

فمذبح "أبو أحمد البطنيجي" بغزة يحتوي على أكثر من 30 عاملا منقسمين إلى نوعين حيث قال أبو أحمد، النوع الأول ممارس للمهنة ذو خبرة عالية يُتقن فنون الذبح .. ونوع أخر مهمته التنظيف والرفع والتنزيل وتعبئة.

وعن اختياره للعمال أكد أبو أحمد، أن همه الأول هو اختيار العُمال ذو الأخلاق الحميدة والإنسان المحترم الذي يحترم ضغط العمل والناس المكتظة لمشاهدة الأضحية حيث التزاحم الشديد.. ثم يتم اختيار العامل ذو الخبرة العملية اليومية وليس الموسمية التي قد تتسبب بأخطار جسيمة يتحمل وزرها المضحي لعدم جلبه عامل ذو خبرة.


ذبح الأضاحي

وأشار أبو أحمد في حديثه لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، إلى أن الميزة التي يمتاز بها العامل ذو الخبرة عن العامل الموسمي هي التعامل مع الأضحية –العجل- من النظرة الأولى قائلاً :"أول يوم من أيام العيد قمت بذبح 50 عجل بربطهم بحبل واحد ولكن في العجل الـ51 من خلال تجربتي العملية اليومية قمت بربطه بحبلين لأنه شرس ومتوحش ويحتاج إلى قوة استملاك لمنعه من الهروب".

ومن الجدير ذكره أن مصادر طبية فلسطينية ذكرت صباح اليوم الأربعاء أن عدد الإصابات بين صفوف المواطنين جراء ذبح الأضاحي العشوائية في مناطق مختلفة من قطاع غزة ارتفعت من 125 إلى 215 جريح حتى صباح ثاني أيام عيد الأضحى.

وعن خطورة عملية الذبح أكد أبو أحمد أن الذبح خطير جداً أولاً من حيث المعدات فالسكاكين الحادة والآلات الكهربائية مثل المنشار .. البلطة .. نوعية العجل .. ثانياً :" العمال الذين ليسوا مؤهلين لعملية الذبح وتنقصهم الخبرة اليومية ما يدفع الكثيرون للأخطاء التي قد تؤدي لهروب العجل وإحداث إصابات بين الناس الذين يشاهدون عملية الذبح.

ودعا أبو أحمد، كافة المواطنين الذين يشاهدون عملية الذبح أن يبتعدوا عن الأماكن الخطرة وعن منطقة الذبح حيث أنها تُعيق العاملين في إتمام أعمالهم.

ويعتبر عيد الأضحى المبارك فرصة للعاطلين عن العمل وخريجي الجامعات الفلسطينية للاسترزاق.


ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي