خبر يديعوت:قطع « المعونة »الامريكية زادت من شعبية السيسى وكراهية أمريكا

الساعة 05:13 م|14 أكتوبر 2013

القدس المحتلة

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خلال افتتاحيتها اليوم الاثنين، أنه على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدعم الجيش المصرى بدلا من وقف المساعدات العسكرية قبل أن تتحول لدولة إسلامية متشددة.

وأضافت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة بدأت تفقد مصر منذ فترة طويلة كحليف إستراتيجى، وأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، يتعمد منذ وقت طويل تجاهل مصر ويعاديها بعد فقدان حليفه الرئيس السابق محمد مرسى، موضحة أن أوباما صعّد من خطواته بعد قطع مئات الملايين من المساعدات العسكرية لمصر، كإشارة منه إلى أن المصريين لم يصبحوا حلفاء مخلصين له.

وقالت يديعوت إنه وسط تجدد العنف فى مصر من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة، فعلى أوباما إعادة النظر فى قراره ضد مصر الحليف طويل المدى لواشنطن، بدلا من محاولة استرضاء الجاهدين واسترضاء إيران.

وأكدت يديعوت أنه منذ قطع المساعدات العسكرية عن مصر نمت المشاعر المناهضة للولايات المتحدة فى الشارع وزادت بناء الجسور بين الجيش المصرى والشعب وازدادت شعبية الجنرال عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن جماعة الرئيس المعزول "محمد مرسى"، حظرت مرة أخرى فى مصر، مما أغضب أنصاره ونظموا مظاهرات غاضبة فى نفس يوم احتفال المصريين بانتصاراتهم فى حرب السادس من أكتوبر.

وأكدت يديعوت أن خطوات أوباما ضد مصر ستجعل من الروس موضع ترحيب مرة أخرى بعد طرد خبرائهم العسكريين عام 1972 من قبل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مشيرة إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قادر على تعزيز صورته كحليف مخلص للقاهرة خاصة بعد وقوفه بجانب سوريا ضد أى هجمات غربية ضدها باقتراح نزع الأسلحة الكيميائية.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن أوباما ربما قد نسى أن الولايات المتحدة حصلت على هيمنتها على الشرق الأوسط فقط بعد أن تحولت مصر إلى جانب الولايات المتحدة فى الحرب الباردة بعد حرب عام 1973 ضد إسرائيل، مضيفة أنه حتى ذلك الحين كانت الولايات المتحدة وروسيا على قدم المساواة فى نفوذهم، وتم كسر سباق التسلح المكثف والعديد من الحروب بين عملاء روسيا وإسرائيل، عندما أصبحت مصر كحليف لأمريكا بعد اتفاقيات السلام مع إسرائيل.

وأكدت يديعوت أن تمكين روسيا لتكون على رأس الشرق الأوسط ليست جيدة بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفة أن بوتين يحاول أن يكون راعى لمحور الشيعى المناهض للغرب بما فى ذلك إيران وسوريا بدعمه لنظام الأسد فى سوريا وحزب الله فى لبنان.

وزعمت يديعوت أن بوتين يحتاج محور للطعن فى السنة العرب فى الشرق الأوسط الموالية للولايات المتحدة التى تتكون من الدول العربية المعتدلة مثل دول الخليج والأردن ومصر الذين ينتابهم الفزع من وجود إيران نووية، على حد قولها.

وقالت يديعوت إنه منذ انتخب أوباما رئيسا للولايات المتحدة وهو يرتكب عدة أخطاء إستراتيجية ضخمة بشأن مصر، بداية من تخليه عن الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وطالبته بالتنحى، وتشجيع إجراء انتخابات سريعة والذى ضمن للأحزاب الإسلامية الفوز لأنها كانت إلى حد بعيد الأكثر تنظيما، ثم بتحالفه مع جماعة "الإخوان المسلمين"، وعلاوة على ذلك صمته عندما قام المعزول مرسى وجماعته من "الإخوان" فى توسيع قوتهم تدريجيا من خلال فرض الشريعة الإسلامية على السكان بالقوة، وقمع وسائل الإعلام، والتحريض ضد المسلمين غير السنة والمسيحيين الأقباط.

وأوضحت يديعوت أنه عقب عزل مرسى ألغى أوباما الدعم العسكرى للجيش المصرى، أدان الجيش فقط ولم يدين عنف الإخوان، بجانب وقف تدريبات عسكرية مشتركة كانت مزمعة مع الجيش المصرى وإلغاء تسليم المقاتلات الحربية من طراز F -16.

وقالت الصحيفة العبرية إنه منذ ذلك الحين، وهناك مناهضة للولايات المتحدة من جانب الشارع المصرى، وتحديدا ضد أوباما، بما فى ذلك هجوم كبار المسئولين فى الحكومة المصرية ضده، ونشر مقالات فى الصحف تهاجم واشنطن وشن حملات سياسية وشعبية فى وسائل الإعلام الاجتماعية الموالية للجيش لتشويه صورة أوباما نفسه وإهانة والدته، واصفا إياه بالمختل عقليا.

وأوضحت يديعوت أن العديد من المقالات المصرية أكدت أن مصر كانت أفضل حالا بدون مساعدة الولايات المتحدة واعتبرت أن أوباما أيد الإرهاب بحكم دعمه للإخوان، وعلاوة على ذلك تناولت العديد من المقالات تراجع النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط وعلى مصر الاتجاه مجددا نحو موسكو ودعوا الرئيس وظهرت دعوات للرئيس فلاديمير بوتين لزيارة القاهرة، واستقباله استقبالا ضخما.

وقالت يديعوت إن أجهزة الأمن المصرية وعلى رأسها الجيش المصرى بدأ فى خطوات عملية لقطع رأس الإسلاميين حتى لا تتحول مصر لدولة دينية على غرار الدولة إسلامية فى إيران .

وأنهت الصحيفة العبرية افتتاحيتها قائلة: "يجب على الولايات المتحدة احتضان الجيش المصرى دون وضع أى شروط مسبقة، لأن بقاء مصر فى الكتلة الموالية للغرب هى فى أفضل المصالح الوطنية للولايات المتحدة وإسرائيل"، على حد قولها.