خبر الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية

الساعة 05:45 ص|13 أكتوبر 2013

وكالات

يبدأ حجاج بيت الله الحرام مناسكهم اليوم الأحد بالصعود إلى مشعر منى، القريب من مكة المكرمة، لقضاء يوم التروية وسط منظومة أمنية خصص لها حوالي 95 ألف رجل . وقالت السلطات السعودية إنها لم ترصد أي إخلالات بأمن الحجاج، وحظر الدفاع المدني استخدام الغاز المسال في المشاعر المقدسة خوفا على سلامة الحجيج من الحرائق .

ويجتمع الحجاج في مشعر منى في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة (اليوم) من كل عام ويسمى هذا اليوم ب يوم التروية، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج .

ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى، كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصراً دون جمع، بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة، ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجهاً إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر .

وأعلن المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي وصول معظم حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة . وقال في كلمة افتتح بها المؤتمر الصحفي الأول لأعمال الحج لهذا العام (1434ه) الذي عقد بمقر الأمن العام بمنى أمس “نحن الآن بصدد تنفيذ الخطة الرئيسة لنقل ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة لقضاء يوم التروية، وللتصعيد إلى مشعر عرفات في صباح اليوم التاسع من شهر ذي الحجة” . وبين اللواء التركي أن أعداد الحجاج سبق أن أعلنت، فيما ستعلن الأرقام النهائية في عيد الأضحى المبارك من قبل الجهات المختصة ممثلة في مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات .

ولفت التركي النظر إلى أن ما يميز موسم حج هذا العام هو مشروع التوسعة الجاري في المطاف بالمسجد الحرام، معرباً عن ثقته بأن هذه التوسعة سيتذكرها المسلمون لأجيال طويلة، حيث إنها من أهم المشروعات التي ستسهم في رفع مستوى السلامة خاصة في المسجد الحرام .

وبعد أن أكد “أننا لم نرصد أي مخالفة لتعليمات أمن الحج حتى الآن”، أضاف التركي “الجهات الأمنية بكافة أنحاء البلاد تقوم بمسؤوليتها لضبط أي حجاج غير نظاميين قبل توجههم إلى مكة المكرمة أو وصولهم إليها” . وشدد على أن الأوامر الصادرة من قبل الوزارة في حال ضبط أي مخالف لنظام التصريح، ستفرض عقوبات صارمة في حقه بعد أن يكمل فريضة حجه، تصل لمنعه من دخول الأراضي السعودية لمدة 10 سنوات .

وأعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى للمبيت في خيام صنعت خصيصاً لمقاومة الحريق والأمطار . وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى بمتابعة مستمرة من الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا .

وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة وشركات النقل .

وستسهم المشروعات الحيوية التي نفذت هذا العام بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة من وإلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة .

وخصصت السلطات عدداً من الفرق الميدانية الفنية للكشف على مدى جاهزية شبكة الأنفاق الموجودة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والتأكد من سلامة جميع عناصرها ومحتوياتها خلال موسم الحج .

وأوضح وكيل أمين العاصمة المقدسة للتعمير والمشاريع بالأمانة المهندس خالد بن محمد الهيج أن الفرق الميدانية تشرف على (58) نفقاً منها (12) نفقًا للمشاة بطول إجمالي يبلغ (35) كيلومتراً، جميعها تعمل (32) محطة تحكم وتحتوي على أكثر من (48000) وحدة إنارة صوديوم وفلورسنت و(451) مروحة نفاثة للتهوية و(36) مولداً كهربائياً احتياطياً و(38) مضخة مياه مرتفعة الضغط لإطفاء الحريق، إلى جانب (35) خزان مياه علوياً وسفلياً و(9) أنظمة للحاسب الآلي في بعض الأنفاق و(9) أجهزة حساسات لغاز أول أكسيد الكربون و(182) جهاز إحساس بدرجة الحرارة والرطوبة في أنفاق المشاة إضافة إلى حوالي (500) جهاز حساس لقياس مدى الرؤية وسرعة الهواء وتدفق المياه وغير ذلك .

وأتمت قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في موسم حج هذا العام تنفيذ خطة انتشار الوحدات والفرق الميدانية بمشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية وطوال أيام التشريق .

وكثفت قيادة مركز الدفاع المدني بمشعر منى من إجراءاتها في متابعة تطبيق حظر دخول الغاز المسال للمشاعر ابتداءً من اليوم الأول من ذي الحجة للحد من مخاطر الحريق التي قد تحدث أثناء قيام العمال التابعين لمؤسسات الحج والطوافة بتجهيز الخيام لاستقبال الحجاج، كما كثفت فرق الإشراف الوقائي ودوريات السلامة من جولاتها التفقدية لمتابعة اشتراطات السلامة في مخيمات الحجاج بمنى والتأكد من فاعلية شبكات الإطفاء ومخارج الطوارئ وشبكات تصريف مياه الأمطار والسيول ومراقبة المواقع المعرضة لمخاطر الانهيارات الصخرية في جميع أرجاء منى .

وعززت فرق الرصد والكشف الوقائي من وجودها لمتابعة اشتراطات السلامة في أنفاق المشاة والمركبات ومراقبة مستوى الانبعاثات الكربونية والملوثات الهوائية بها ويمكن لأي زائر لمشعر منى رؤية رجال الدفاع المدني الذين ينتشرون في جميع مربعات منى بملابسهم وآلياتهم المميزة في عمل دؤوب أشبه بخلية النحل للتأكد من جاهزية كل وسائل السلامة والإنقاذ لمواجهة كافة المخاطر الافتراضية التي قد تحدث أثناء وجود الحجيج بمنى وتنفيذ الفرضيات التدريبية لضمان استيعاب الفرق والوحدات الميدانية لمهامها .

ماذا يفعل الحجاج في منى؟

يبدأ موسم الحج اليوم الثامن من ذي الحجة بالتوافد على صعيد منى، حيث يمضي الحجاج اليوم في التزود بالماء . ويستحب في هذا اليوم المبيت تأسياً بسنة النبي الكريم . وفي هذا اليوم يصلي الناس في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا من دون جمع .

ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة .

ثم يقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى “ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه” .

وكما جاء في القرآن الكريم “وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ” والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده .

والأصل اللغوي لكلمة تشريق مادة “شرق” ولها ثلاثة معان، الأول: الأخذ من ناحية المشرق، والثاني: صلاة العيد مأخوذ من شروق الشمس لأن ذلك وقتها، وأخيراً: ثلاثة أيام بعد يوم النحر وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى وهذا هو الاستعمال الأغلب . وسُميت هذه الأيام بذلك لأن العرب كما قال ابن حجر كانوا يُشرِّقون لحوم الأضاحي في الشمس، وهو تقطيع اللحم وتقديده ونشره .