خبر اختلاط الأسئلة حول العمليات الأخيرة يؤرق أجهزة الأمن الإسرائيلية!

الساعة 05:04 م|12 أكتوبر 2013

وكالات_صحيفة القدس

اختلطت الأفكار والأسئلة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية حتى بات التفكير فيها علنا عبر وسائل الإعلام العبرية المختلفة التي بدأ المحللون والمسئولون العسكريون في البحث عن إجابة حول حقيقة وظروف العمليات التي وقعت مؤخرا وأدت لمقتل 3 إسرائيليين جميعهم من الجنود وكان آخرهم العقيد المتقاعد "شرياه عوفر" الذي قتل فجر الجمعة في بلدة "بروش هابيكعا" شمال غور الأردن.

وفي حين ترى صحيفة"يديعوت أحرونوت" العبرية، في الهجمات الأخيرة منحنى خطيرا ومنحدرا يجر الفلسطينيون فيها الإسرائيليين لانتفاضة ثالثة، ترى صحف ومواقع عبرية أخرى فيها بأنها تفتح الطريق أمام مزيد من نوع جديد من العمليات التي لم يعتد الإسرائيليون على وقوعها منذ سنوات طويلة.

ويقول المحلل العسكري الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إن الهجمات الأخيرة والأوضاع الأمنية والسياسية القائمة يمكن أن تؤدي إلى ثورة شعبية كبيرة، وأن قوات الأمن الإسرائيلية ليس لديها صورة واضحة حول دوافع العمليات الأخيرة في "بسغوت" قرب البيرة، وفي بروش هابيكعا، مع تأكيدها على أن منفذيها فلسطينيون دون استبعاد احتمالات أن تكون هجمات بدافع قومي أو حتى بدافع السرقة وخاصةً الهجوم الذي وقع فجر الجمعة في شمال غور الأردن.

ويضيف متسائلا "حتى وإن كانت الاحتمالات أن العمليات ناجمة عن فعل جنائي بهدف السرقة، فإن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة إسرائيلية أخرى في فترة قصيرة محدودة، يجعل الجمهور الإسرائيلي يتساءل، هل الفلسطينيون يحاولون سحب إسرائيل ببطء إلى منحدر خطير نحو انتفاضة ثالثة؟".

واعتبر يشاي أن المنطقة في حالة "انتفاضة صامتة"، مشيرا لبيانات جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" شهريا حول عمليات الفلسطينيين ضد الإسرائيليين، والعمليات المستمرة من قبل الشاباك والجيش لتنفيذ عمليات اعتقال ليلية بشكل شبه يومي بهدف منع وقوع أي هجمات وخاصةً عمليات الاختطاف، مشيرا في الوقت ذاته لانخفاض واضح في عدد التنبيهات بإمكانية وقوع عمليات خلال الأشهر الأخيرة، وأنه لربما كان للأسرى الذين يتم الإفراج عنهم وخاصةً ممن أطلق سراحهم في صفقة شاليط الدور الأكبر في تنظيم شبكات والاتصال بها لتنفيذ محاولات خطف إسرائيليين.

ولفت بن يشاي إلى عمليات الجيش الإسرائيلي الأخيرة ومقتل عدد من الفلسطينيين، معتبرا إياها بأنها تزيد من مستوى الكراهية وإيجاد دوافع لتنفيذ عمليات وأن بعض ما يحدث في الضفة ناجم عن محاولات من حماس لإشعال المنطقة بهدف الخروج من الضائقة التي تعيشها في غزة، وخشيتها أيضا من المفاوضات السياسية الجارية.

وقال بأن هناك مستوطنون يعملون بدون قصد لصالح حماس من خلال اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى وتزايد عمليات "دفع الثمن" ضد الفلسطينيين في المناطق، منوها في الوقت ذاته لعمليات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في منع اندلاع انتفاضة ثالثة واعتقال عناصر حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى.

وتساءل مجددا عن دور الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية في منع انزلاق الأحداث نحو انتفاضة جديدة، ودورها في منع عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين، داعيا لضرورة لجمها وخاصةً أن المنطقة مهيأة لحدوث ثوران كبير من عمليات "إرهابية" وانتفاضة شعبية.

من جهته يرى الصحفي الإسرائيلي "آفي سخاروف"، في مقالة له على موقع "والا"، بعنوان "نوع جديد من الإرهاب في الضفة – لا حلول لدى الأمن"، يرى بأن العمليات الأخيرة ناجمة عن أعمال فردية غير منظمة وأنه يصعب تحديد مسار وأهداف العمليات حتى اللحظة، على الرغم من اتفاق أجهزة الأمن بأن منفذوها فلسطينيون لا ينتمون لأي تنظيمات ولا يعرفون بعضهم البعض والهدف قتل إسرائيليين فقط على حد قوله.

ويقول إن أجهزة الأمن تجد صعوبة بالغة في الوصول لنتائج حول العمليات الأخيرة وخاصةً أنه يتم استخدام أدوات بدائية فيها توجد منها في كل منزل وليست بحاجة لأي جهد لجلبها، وأنه من الصعب التعامل مع هذا التحدي وإيجاد حل. معتبرا عدم التوصل لأي حلول سياسية وفي ظل تزايد التصريحات السياسية الرسمية والحزبية في إسرائيل ضد المفاوضات واستمرار البناء في المستوطنات وقتل الفلسطينيين من قبل الجيش بأنها جميعها عناصر ستفتح المجال أمام مزيد من العمليات.

في ذات الوقت نقل موقع "والا" عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، إنه لا توجد أي علاقة تربط بين العمليات الأخيرة التي وقعت في مناطق متفرقة من الضفة.

ونقل الموقع: إن جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي والشرطة تحقق في الحوادث الأخيرة، ومن الملاحظ أنه لا توجد أرضية مشتركة بين الأحداث التي قتل فيها الجنديين في قلقيلية والخليل وحادثة وادي الأردن.

وأضاف "تسلسل الأحداث يبعث على القلق لكنها ليست مقدمة للاتجاه الشديد نحو تنفيذ عمليات مترابطة".