خبر مسألة الاعتراف اصبحت ورقة مساومة- معاريف

الساعة 10:33 ص|10 أكتوبر 2013

مسألة الاعتراف اصبحت ورقة مساومة- معاريف

بقلم: أمنون لورد

(المضمون: في تصريح لبيد عن عدم حاجة اسرائيل الى اعتراف اسرائيل بيهوديتها قد يكون تنسيق بينه وبين ننياهو في أنه يستكمل خطة الاخير في استدراج الفلسطينيين الى تسوية انتقالية بدلا من التسوية الدائمة طالما لا يكونوا مستعدن فيها لان يعترفوا بيهودية الدولة - المصدر).

 

توجد ثلاث امكانيات يمكنها أن تشرح تصريح يئير لبيد في المقابلة مع "بلومبرغ" بان الفلسطينيين لا يتعين عليهم ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية. الاولى هي أن لبيد لا يفهم المادة؛ الثانية هي ان هذا موقفه المبدئي، مثل موقف ايهود اولمرت وكثيرين آخرين في الجمهور الاسرائيلي؛ والثالث هي أنه ينسق مع رئيس الوزراء نتنياهو.

 

لقد عاد نتنياهو وصاغ موقف اسرائيل المبدئي في خطابه في بار ايلان يوم الاحد: "عندما يطلب منهم أن يقولوا: هل أنتم تعترفون؟ ... انتم مستعدون لان تعترفوا بدولة يهودية أخيرا؟، يقولون، نحن مستعدون لان نعترف بالشعب الاسرائيلي. مستعدون لان نعترف باسرائيل... (لكن) هل انتم مستعدون لان تعترفوا بالدولة اليهودية، الدولة القومية للشعب اليهودي؟ والجواب حتى هذه اللحظة هو لا. لماذا لا؟".

 

"اعترفوا بدولة يهودية"، قال تنياهو. "طالما لم يفعلوا ذلك، لن يحل السلام. فقط حين يعترفوا بحقنا في أن نعيش هنا في دولتنا ذات السيادة، دولتنا القومية – فقط عندها سيتاح السلام".

 

السبب في أن نتنياهو يشدد جدا على هذه النقطة هو سبب مزدوج: تاريخيا – استراتيجيا، وكورقة مساومة على حد سواء. السبب التاريخي الاستراتيجي، الذي يعطي الانطباع بان اغلبية زعمائنا لا يفهمون، يرتبط بالمعركة الثابتة للطرف الاخر، بقيادة م.ت.ف وحماس. من صاغ الموقف الذي على اسرائيل ان تتخذه بالنسبة للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية كان اللواء يهوشفاط اركابي الراحل قبل أكثر من 40 سنة. الفلسطينيون يرون حقهم في تقرير المصير كحق ينطبق على كل بلاد اسرائيل/فلسطين. العالم يعترف بـ "حقهم في تقرير المصير". وبالتالي، مطلوب اعترافهم بالحق القومي لليهود في دولة يهودية كي يكون واضحا بان لحقهم في تقرير المصير حدودا وهو لا ينطبق خلف هذه الحدود – حتى لو كان لديهم استعداد لحل وسط مؤقت كاضطرار تفترضه الظروف التاريخية. لا ينبغي استبعاد امكانية أن يكون لبيد لم يكلف نفسه عناء دراسة الموضوع ولهذا فانه ببساطة مخطيء في نهجه. ولما كانت للبيد قوة دعائية كبيرة فقد كان

 

من الافضل لو أنه تعلم قليلا ومنح اسنادا لنتنياهو في هذا الموضوع، ولا سيما لان نتنياهو يبني الان حملة لتحطيم نزع الشرعية ضد اسرائيل.

 

يدعي كثيرون بان يهودية اسرائيل هي شأن داخلي. لماذا نحتاج نحن لان نطلب ذلك منهم؟ ولكن هذا الطلب حجر اختبار لمدى استقلال الفلسطينيين. حقيقة أنهم لن يعطوا مثل هذا الاعتراف، تدل ضمن امور اخرى على أنهم متعلقون باسناد باقي العالم العربي.

 

وعليه، فان مسألة الاعتراف هذه تصبح ورقة مساومة. اذا كنتم غير قادرين على أن تمنحوه، فلا يمكن أن تقوم تسوية دائمة، ونحن نتوجه الى تسوية انتقالية – خلافا لرغبة الفلسطينيين. وتبرز امكانية أن يكون لبيد يكمل نتنياهو في هذا الموضوع. رئيس الوزراء يضع البنية التحتية للتسوية الانتقالية التي تسمح لاسرائيل بسيطرة امنية وتواجد طويل المدى في بعض المناطق الاساسية – مثل غور الاردن. ستحصلون على قدر ما تعطون. ولبيد في هذه الحالة يفتح الامكانية للحل الوسط حول موضوع الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.