خبر قبل أن يكون متأخرا- معاريف

الساعة 10:32 ص|10 أكتوبر 2013

بقلم: البروفيسور مناحيم بن ساسون

رئيس الجامعة العبرية في القدس

(المضمون: على اسرائيل أن تفتح أمام العقول الشابة الباب واعداد محيط العمل وأدوات البحث لهم بسخاء يشبه ذاك الذي يدعونهم اليه في مراكز البحث في الخارج - المصدر).

 

فوز البروفيسور لويت والبروفيسور فيرشل بجائزة نوبل للكيمياء تذكرنا مرة اخرى بأن المقدر الاساس الذي لدولة اسرائيل هو العقل البشري. ولكن الى جانب

 

الفرح لا ينبغي أن نتجاهل الاحساس بتفويت الفرصة على أنه منذ سنوات عديدة يقوم هؤلاء الباحثون بعملهم بعيدا عن حدود اسرائيل.

 

هذا الاسبوع فقط نشرت معطيات تقرير مركز طؤوب التي تكشف النقاب عن الحجوم المقلقة للمشكلة التي في اعادة باحثين شباب خرجوا لاستكمال دراساتهم ما بعد الدكتوراة في مراكز بحثية في العالم. من الحيوي أن يخرج الباحثون الاسرائيليون لسنوات بحث في الخارج وان يتعرفوا على الثراء العلمي القائم هناك. والخطاب الدولي هام من أجل اثراء الباحثين وتطوير بحوثهم. وليس اقل أهمية من ذلك، النشاط البحثي في الخارج يسمح لباحثين بان يعرضوا بحوثهم وأن ينالوا المنح الدولية اللازمة لمواصلة تقدمهم. ولكن الى جانب ذلك محظور أن يصبح هذا الوضع دائما في الوقت الذي يطلبون فيه العودة الى البلاد.

 

ان الصعوبة في عودتهم الى البلاد، خلافا للحجج المعروفة لا تربط بالذات بالاجر المنخفض الذي يعطى في الجامعات الاسرائيلية بالنسبة للمؤسسات البحثية الموازية في الخارج. فالكثير من الباحثين الاسرائيليين يشهدون غير مرة على استعدادهم للتخلي عن الراتب العالي في الخارج واستبداله بعمل اكاديمي في اسرائيل، التي ليست فقط وطنهم بل وايضا مركز عالمي للحداثة والابداع. المشكلة تكمن في العدد القليل من الوظائف والملاكات التي تنتظرهم في اسرائيل وفي نقص البنى التحتية البحثية المتطورة التي هي ضرورية جدا لتنفيذ بحوث خارقة للطريق. وفي ذلك ينبغي اعمال الفكر.

 

لا يدور الحديث عن مسألة ينبغي البحث فيها فقط على مستوى الجامعات، بل عن موضوع ذي أهمية وطنية. في الصين، مثلا، التي غادر فيها باحثون كثيرون الدولة، بذلت في السنوات الاخيرة جهود جبارة لاعادتهم. فقد فهم الحكم الصيني بان السبيل الى التحول الى قوة عظمى حقيقية يمر عبر اعادة الباحثين الى الديار وبناء المختبرات الاكثر تطورا. وقد نجحوا بالفعل في ذلك وبدأوا يقطفون الثمار.

 

وبالنسبة لنا، فان دولة اسرائيل تفخر بباحثيها وترغب في ان تبقى لاعبة نشطة ورائدة في ساحة البحث الدولية. ولكن اذا لم نتمكن من ان نستعيد الى هنا العقول اللامعة التي تغادر مطارحنا، فسنراوح في المكان، وفي العالم البحثي التنافسي تعد المراوحة في المكان سيرا الى الوراء.

 

في أكثر من مركز بحثي واحد في العالم يجلس الان باحثون شباب وواعدون من اسرائيل أكملوا سنوات ما بعد الدكتوراة، وهم يملكون افكارا ابداعية. ذات يكون سيكونوا حاصلين أو حاصلات على جائزة نوبل، ولكن حتى ذلك الحين هم يسعون الى ايجاد مكان في اسرائيل يستوعبهم ويمنحهم الظروف لان يخرجوا بحوثهم الى حيز التنفيذ. من واجبنا أن نفتح لهم الباب وان نعد لهم أدوات البحث ومحيط العمل بسخاء مشابه لذاك الذي تدعوهم اليه مراكز البحث في الخارج.

قبل أن يكون متأخرا- معاريف

بقلم: البروفيسور مناحيم بن ساسون

رئيس الجامعة العبرية في القدس

(المضمون: على اسرائيل أن تفتح أمام العقول الشابة الباب واعداد محيط العمل وأدوات البحث لهم بسخاء يشبه ذاك الذي يدعونهم اليه في مراكز البحث في الخارج - المصدر).

 

فوز البروفيسور لويت والبروفيسور فيرشل بجائزة نوبل للكيمياء تذكرنا مرة اخرى بأن المقدر الاساس الذي لدولة اسرائيل هو العقل البشري. ولكن الى جانب

 

الفرح لا ينبغي أن نتجاهل الاحساس بتفويت الفرصة على أنه منذ سنوات عديدة يقوم هؤلاء الباحثون بعملهم بعيدا عن حدود اسرائيل.

 

هذا الاسبوع فقط نشرت معطيات تقرير مركز طؤوب التي تكشف النقاب عن الحجوم المقلقة للمشكلة التي في اعادة باحثين شباب خرجوا لاستكمال دراساتهم ما بعد الدكتوراة في مراكز بحثية في العالم. من الحيوي أن يخرج الباحثون الاسرائيليون لسنوات بحث في الخارج وان يتعرفوا على الثراء العلمي القائم هناك. والخطاب الدولي هام من أجل اثراء الباحثين وتطوير بحوثهم. وليس اقل أهمية من ذلك، النشاط البحثي في الخارج يسمح لباحثين بان يعرضوا بحوثهم وأن ينالوا المنح الدولية اللازمة لمواصلة تقدمهم. ولكن الى جانب ذلك محظور أن يصبح هذا الوضع دائما في الوقت الذي يطلبون فيه العودة الى البلاد.

 

ان الصعوبة في عودتهم الى البلاد، خلافا للحجج المعروفة لا تربط بالذات بالاجر المنخفض الذي يعطى في الجامعات الاسرائيلية بالنسبة للمؤسسات البحثية الموازية في الخارج. فالكثير من الباحثين الاسرائيليين يشهدون غير مرة على استعدادهم للتخلي عن الراتب العالي في الخارج واستبداله بعمل اكاديمي في اسرائيل، التي ليست فقط وطنهم بل وايضا مركز عالمي للحداثة والابداع. المشكلة تكمن في العدد القليل من الوظائف والملاكات التي تنتظرهم في اسرائيل وفي نقص البنى التحتية البحثية المتطورة التي هي ضرورية جدا لتنفيذ بحوث خارقة للطريق. وفي ذلك ينبغي اعمال الفكر.

 

لا يدور الحديث عن مسألة ينبغي البحث فيها فقط على مستوى الجامعات، بل عن موضوع ذي أهمية وطنية. في الصين، مثلا، التي غادر فيها باحثون كثيرون الدولة، بذلت في السنوات الاخيرة جهود جبارة لاعادتهم. فقد فهم الحكم الصيني بان السبيل الى التحول الى قوة عظمى حقيقية يمر عبر اعادة الباحثين الى الديار وبناء المختبرات الاكثر تطورا. وقد نجحوا بالفعل في ذلك وبدأوا يقطفون الثمار.

 

وبالنسبة لنا، فان دولة اسرائيل تفخر بباحثيها وترغب في ان تبقى لاعبة نشطة ورائدة في ساحة البحث الدولية. ولكن اذا لم نتمكن من ان نستعيد الى هنا العقول اللامعة التي تغادر مطارحنا، فسنراوح في المكان، وفي العالم البحثي التنافسي تعد المراوحة في المكان سيرا الى الوراء.

 

في أكثر من مركز بحثي واحد في العالم يجلس الان باحثون شباب وواعدون من اسرائيل أكملوا سنوات ما بعد الدكتوراة، وهم يملكون افكارا ابداعية. ذات يكون سيكونوا حاصلين أو حاصلات على جائزة نوبل، ولكن حتى ذلك الحين هم يسعون الى ايجاد مكان في اسرائيل يستوعبهم ويمنحهم الظروف لان يخرجوا بحوثهم الى حيز التنفيذ. من واجبنا أن نفتح لهم الباب وان نعد لهم أدوات البحث ومحيط العمل بسخاء مشابه لذاك الذي تدعوهم اليه مراكز البحث في الخارج.