خبر ادعاء بالمساواة-هآرتس

الساعة 10:29 ص|10 أكتوبر 2013

ادعاء بالمساواة-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الرأي السائد في عموم الجمهور هو أن وضع النساء في اسرائيل من ناحية اقتصادية، اجتماعية وثقافية تحسن بلا قياس في السنوات الاخيرة وأن المجتمع الاسرائيلي يسير نحو عصر المساواة الكاملة. هذا الرأي يشجع نساء كثيرات، يؤمنّ بان وضعهنّ يوجد في مسار تغيير ايجابي مستمر. كما أنه يشجع الرجال، المقتنعين بان نساءهم وبناتهم يعشن في عالم يتعامل معهن بكرامة ومساواة.

 

المشكلة هي أنه يكاد يكون في كل مرة ينشر فيها بحث يدرس وضع النساء على أساس معطيات كالمشاركة في سوق العمل، مستوى الاجر، تولي المناصب العليا، التمثيل في السياسة وكذا التعرض للعنف، التمييز والفقر – تكون الصورة التي تنكشف

 

ابشع بكثير. مقياس طورته باحثات في معهد فان لير هدفه تقصي الحقائق عن وضع النساء في مجالات مثل سوق العمل، التعليم، السياسة، العنف والصحة، ينضم الى بحوث سابقة ويثبت بان فكرة المساواة لم تتحول بعد الى افعال على الارض.

 

وحسب هذا المقياس، الذي يستند الى معطيات جمعت بين عامي 2004 و 2011، بان أجر النساء بقي متدنيا جدا عن أجر نظرائهن الرجال وكان 63 – 66 في المائة منه؛ ومعدل النساء الفقيرات بقي أعلى من معدل الرجال الفقراء؛ ومعدل تولي النساء للمناصب في الكنيست وفي الحكومة بقي هامشيا، وفي الحد الادنى بالنسبة لنصيبهن بين السكان.

 

معطى هام آخر يمكنه أن يصب الضوء على مصاعب النساء في سوق العمل يفيد بان نحو 20 في المائة من النساء يضطررن الى العمل بوظيفة جزئية، الامر الذي يفرض عليهن دخلا أدنى ويمنع عنهن امكانيات التقدم – بسبب التزامهن بالعناية بالبيت. كل هذا مقابل 0.9 في المائة فقط من الرجال الذين عللوا العمل في وظيفة جزئية بهذا السبب.

 

ان مجتمعا ديمقراطيا يتبنى المساواة بين مواطنيه لا يمكنه أن يوافق على معطيات كهذه أو يواصل خداع نفسه، في أن اتباع المساواة هو مسيرة طبيعية ستتم من تلقاء نفسها. والى جانب واجب الكنيست والحكومة تشريع القوانين التي تشجع اندماج وتقدم النساء في سوق العمل والى جانب تشجيع الرجال للمشاركة في عبء الاعمال المنزلية، فان مصدر التغيير الحقيقي هو في وعي الفرد. على أرباب العمل، الزميلات، الازواج وبالطبع النساء نفسهن ان يكونوا على وعي بالفوارق التي لا تزال قائمة، والتي

 

تجد تعبيرا حادا لها في المعطيات ويروا ما في وسعهم عمله من أجل تقليص الفجوة. عندها فقط تتحقق مساواة حقيقية.