خبر لا حل في الأفق لأزمة الحجاج الممنوعين من السفر في غزة

الساعة 04:19 م|09 أكتوبر 2013

غزة

على الرغم من أن الوقت ينفذ يوماً بعد يوم، لازالت أزمة الحجاج الممنوعين من السفر في غزة تراوح مكانها ولا أفق لحلها خلال الساعات أو الأيام القادمة رغم وجود وساطات بين وزارتي أوقاف غزة ورام الله. فيما يأمل الممنوعون بحل المشكلة والسماح لهم بالسفر لتأدية مناسك الحج.

هذا وتكيل الوزارتان الاتهامات لبعضهما البعض حول تحميل المسؤولية عن سبب أزمة الممنوعين من السفر. حيث تقول أوقاف رام الله أن حركة حماس تمنع 150 حاجاً حصلوا على فيز من السفر لأداء مناسك الحج من البعثات المختلفة وأهالي الشهداء وتحتجز جوازات سفرهم، فيما تقول أوقاف غزة أن "أوقاف رام الله تحتجز جوازات 30 من أعضاء البعثات"وهي التي لم تلتزم بما اتفقت عليه لجنة الحج المشتركة.

فمن جانبه حملَّ وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة رام الله د. محمود الهباش في اتصال هاتفي مع مراسل "فلسطين اليوم"، حركة حماس المسؤولية عن وضع عقبات لتعطيل موسم الحج لهذا العام من خلال تأخيرها في إرسال جوازات البعثات، موضحاً أن جوازات الحجاج تم إرسالهم بتاريخ (24/9) وعددهم 2005 جواز سفر وتم تفييزهم في اليوم التالي، فيما منعت حركة حماس إرسال جوازات البعثات مع جوازات الحجاج حينها وأخرت إرسالهن خمسة أيام (28/9) ما أدى الى صعوبة تفييزهن بسرعة بسبب الضغط الشديد في العمل، حيث تم تفييز 16 جواز واستغرقن من الوقت 48 ساعة. وباقي الجوازات تم تفييزها في وقت لاحق وتعذز تفييز 19 جواز.

ونفى الهباش منعه تفييز 19 جواز لحماس، موضحاً أن وزارة الاوقاف التي يرأسها هي من رشحت الأسماء، عازياً المشكلة إلى ضيق الوقت الذي تسببت فيه حركة حماس، وأن كل موسم تحدث فيه أخطاء وإشكالات محملاً الخلل في هؤلاء إلى حركة حماس. وقال :"إن أحد الأسماء التي لم تحصل على تفييز هو الدكتور أنور نصار وهو مرشد ورشحته شخصياً للمشاركة في الحج". وتساءل كيف يعقل أن أرشح شخصاً ثم أمنع تفييز جوازه؟.

وأوضح أن "لجنة الحج" التي يرأسها وكيل الوزارة محمد النيرب في قطاع غزة لا علاقة للفصائل بها، وأنشئت هذه اللجنة نظراً للوضع الاستثنائي الذي يمر به قطاع غزة، وتضم في عضويتها شخصيات مستقلة وغير مستقلة. نافياً الإسم الذي يطلق عليها بأنها (لجنة الحج المشتركة)، وأكد بأن حركة حماس فصيل كباقي الفصائل ولا علاقة لها باللجنة كما هو حال الفصائل الأخرى.

ونفى وجود أي تفاهمات مع حركة حماس (أوقاف غزة)، مؤكداً أن وزارته هي من تدير موسم الحج من ألفه إلى يائه، ولا شأن للتنظيمات الفلسطينية كلها بإدارة الموسم. وتتعامل مع الجميع كأبناء شعب وليس على أساس انتماء سياسي بدليل أن كثير من الحجاج من حركة حماس يتواجدون الآن في مكة، وأن العام الماضي سافر جزء كبير من قيادات حماس السياسية والعسكرية لأداء مناسك الحج.

وعقَّب على ما أعلنته أوقاف غزة بأنه (الهباش) حجز 11 جوازاً من البعثة التي من المفترض أن ترافق أهالي الشهداء، قائلاً:" هؤلاء الجوازات الـ 11، حاولت حماس أن تفرضهم علينا بالابتزاز، وأنه ليس لهم أي استحقاق، مؤكداً رفضه العمل على تفييزهن. كما أكد بأنه لن يخضع للابتزاز من قبل حركة حماس أو غيرها. وأوضح بأنه يتعامل مع جوازات لها استحقاق فقط.

وبخصوص إمكانية حصول الممنوعين من السفر على فرصة أخرى العام القادم، قال الهباش :"إن كل الذين منعتهم حركة حماس أو "إسرائيل" من السفر لهم استحقاق في أعناقنا للعام القادم. موضحاً أن "إسرائيل" منعت 4 حجاج وحركة حماس منعت 150 حاجاً.

ومن جانبها ربطت وزارة الأوقاف بغزة على لسان المتحدث باسمها رمزي النواجحة في اتصال هاتفي مع مراسل "فلسطين اليوم"، سفر الحجاج الذين حصلوا على فيز من السعودية وممنوعين من السفر في غزة من أصحاب البعثات (الإعلامية والطبية والادارية والوعظية والارشادية) بتفييز جوازات 30 حاجاً من بعثة غزة منهم 19 جواز من البعثات الادارية و11 جواز آخرين من البعثة المرافقة لحجاج مكرمة خادم الحرمين لذوي الشهداء. محملاً وزير أوقاف رام الله محمود الهباش المسؤولية عن ذلك.

وأكد بأن مشكلة هؤلاء الممنوعون ستنتهي بتفييز الجوازات الـ 19 والمحتجزات لدى أوقاف رام الله بالإضافة إلى 11 جواز من البعثة المكرمة السعودية.

وأعربت أوقاف غزة عن أسفها الشديد من استمرار وزير أوقاف رام الله محمود الهباش في تعكير صفو موسم الحج وإفساده، ضارباً بعرض الحائط الوساطات التي تدخلت لحل الأزمة.

وقالت: "لا تزال أوقاف رام الله تتلاعب وتعبث بموسم الحج، وتُصر على مواقفها الغير أخلاقية والغير وطنية المخالفة لجميع الاتفاقيات والتفاهمات". على حد البيان.

وطالبت الوزارة في بيان لها الوسطاء بالخروج للرأي العام الفلسطيني وكشف الحقيقة والجهة التي تتلاعب بموسم الحج، وتحرم عشرات الحجاج من أداء الفريضة.

جدير بالذكر أن أوقاف غزة تحتجز جوازات نحو 150 شخصاً من بعثات وذوي شهداء 70 شخصاً نصفهم من ذوي الشهداء بحجة عدم انطباق شروط المكرمة عليهم.

وفي نفس السياق، عبَّر الصحفي أكرم دلول أحد أفراد البعثة الأعلامية الممنوعة من السفر من قبل أوقاف غزة عن استيائه الشديد لمنعه وزملائه من السفر، معتبراً حجزه كرهينة وورقة ضغط جريمة بحق كل المسؤولين خاصه وأنه متوجه لبيت الله الحرام لأداء مناسك الحج. مؤكداً على تضامنه وتعاطفه مع زملائه الذين لم يحصلوا على تفييز للسفر.

وقال دلول لمراسل "فلسطين اليوم" :" أمام انعدام الخيارات لحل مشكلتهم فمن المعيب أن يتم منعي من السفر، مناشداً أصحاب القرار بالسماح له ولزملائه الذين حصلوا على تفييز بالسفر خاصة وأن غداً السبت هو آخر موعد.