خبر الحذر من الشك- معاريف

الساعة 08:51 ص|08 أكتوبر 2013

بقلم: أفنير غولوب

مساعد باحث في معهد بحوث الامن القومي

خطاب "فككوا – يتلقوا" لرئيس الوزراء نتنياهو، الذي يطالب بالتفكيك الكامل للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات، اختتم اسبوعين من الدبلوماسية الاسرائيلية المكثفة ردا على استئناف المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة على برنامجها النووي. في اثناء هذه الفترة أعربت محافل اسرائيلية عن تخوفها من أن التطلع الى الامتناع عن المواجهة مع ايران سيؤدي الى اتفاق مع الرئيس روحاني على حساب مصالح دولة اسرائيل.

الخوف من "صفقة سيئة" مبرر، ولكن الرسائل الاسرائيلية غابت عنها الايضاحات الهامة للحفاظ على مصالح الدولة، دون الظهور كعنصر يعارض الحل الدبلوماسي. فالاتفاق يكون حيويا فقط اذا ما عرض بديلا أفضل عن البدائل القائمة اليوم – الهجوم على ايران أو التسليم بايران نووية.

"الحل الدبلوماسي" هو عنوان لاربعة أنواع على الاقل من الاتفاقات الممكنة بين ايران والغرب. النوع الاول من الاتفاقات يمكن أن يتضمن تعهدا ايرانيا بتفكيك برنامجها النووي بشكل مطلق، مقابل رفع العقوبات الدولية وتوريد خارجي للطاقة النووية. مثل هذا الاتفاق يتطابق ومطالب رئيس الوزراء. النوع الثاني يسمح بالتخفيف من العقوبات على طهران مقابل تفكيك جزئي للبرنامج النووي. مثل هذا الاتفاق، مثلا، سيقيد تخصيب اليورانيوم الى مستوى غير عسكري، ولكنه لن يمنع ايران من تقصير الزمن لانتاج القنبلة من خلال توسيع مخزون اجهزة الطرد المركزي لديها أو من خلال تشغيل المفاعل في اراك، والذي يمكن أن يستخدم لانتاج قنبلة بلوتونيوم. مثل هذا الاتفاق سيء لاسرائيل كونه يسمح لايران بانتاج قنبلة نووية حين تختار، تحت غطاء الاتفاق مع الاسرة الدولية.

النوع الثالث هو حل وسط لا يترك لمصيره معالجة عناصر حيوية في البرنامج النووي العسكري الايراني. فايران يمكنها أن تحفظ حقها في تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض، ولكنها ستفعل ذلك تحت قيود واضحة من مخزون أجهزة الطرد المركزي والمادة المخصبة وتحت مراقبة متشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مثل هذا الاتفاق يضمن الا يتم تشغيل المفاعل في اراك. ومع أن مثل هذا الاتفاق لن يلبي مطالب رئيس الوزراء في التفكيك الكامل، فانه يخلق واقعا يكون فيه صعب جدا على ايران تطوير قنبلة نووية دون انكشاف مسبق ودون أن يتمكن الغرب من العمل على وقفها. مثل هذا الاتفاق، والذي هو ايضا يشكل حلا وسط، يمكنه ان يشكل بديلا مفضلا على الاختيار بين القنبلة الايرانية أو قصف ايران.

 النوع الرابع سيكون صيغة خطوات متبادلة جزئية، غايتها بناء الثقة بين الطرفين. من الصعب أن نرى كيف سيلزم مثل هذا الاتفاق ايران بوقف توسيع برنامجها النووي بشكل مطلق، والموافقة على رقابة تفحص تنفيذ الاتفاق. وبالتالي فان اتفاقا من هذا النوع سيؤجل الحاجة الامريكية الى الحسم بين خيار القنبلة الايرانية وخيار قصف ايران، ولكن سيسمح لطهران بزمن آخر لتثبيت برنامجها النووي، ويقصر الزمن اللازم لانتاج القنبلة النووية من لحظة اتخاذ القرار.

لما كان نوعان فقط من الاتفاقات الممكنة يقدمان حلولا افضل من البدائل الاسرائيلية القائمة اليوم، فلا يمكن الادعاء بان كل حل دبلوماسي هو حل جيد. ومع ذلك فان تنفيذ الاتفاقات التي تعرض بديلا معقولا على البدائل القائمة اليوم لدى اسرائيل، يشير الى الحاجة الى الامتناع عن الشك الزائد الذي يرى في كل توافق بين ايران والغرب صفقة سيئة.

لقد صرح الرئيس اوباما يوم السبت بانه لن يوافق على "صفقة سيئة". وعلى اسرائيل أن توضح في الغرف المغلقة لمحادثيها الامريكيين والاوروبيين ما هي الشروط لصفقة سيئة وما هي الشروط لاتفاق يكون مقبولا عليها. سيتعين على الدبلوماسية الاسرائيلية أن تمنع وضعا توافق فيه واشنطن على صفقة سيئة. هذه هي ساعة اختبارها.