خبر المعركة على الوعي تبدأ فقط- اسرائيل اليوم

الساعة 09:45 ص|07 أكتوبر 2013

المعركة على الوعي تبدأ فقط- اسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: يجب على اسرائيل الاستمرار في جعل الشأن الذري الايراني في مقدمة الاهتمام العالمي لمقاومة روح الهزيمة التي أخذت تتفشى بين القادة الغربيين الكبار - المصدر).

 

بعد اسبوع من خطبة نتنياهو في الامم المتحدة يمكن أن نقول إن أثرها المباشر كان الطمس على بريق خطبة روحاني والذوبان الاعلامي الذي صاحبها. لكن لن يقل

 

عن ذلك أهمية أثر الأمد البعيد: فهل تعيد خطبة نتنياهو التباحث في المشروع الذري الايراني الى ارض الواقع؟.

 

يمكن أن نجد بقعة ضوء تتعلق بهذا السؤال في المقالة الافتتاحية الانتقادية عن خطبة نتنياهو التي نشرت في الغد في صحيفة "نيويورك تايمز" والتي عرّفتها بأنها "عدوانية" واشتكت من أنه شك في الآمال من اجراءات الولايات المتحدة الدبلوماسية. ووجه متحدثون اسرائيليون وبحق انتقادا الى المقالة، لكنهم لم يذكروا أنها قررت بصورة صريحة أن لنتنياهو في الحقيقة اسبابا جيدة ليكون شكاكا في نوايا ايران وأن هذه خدعت العالم في شأن برامجها الذرية. وتوصي الصحيفة ايضا بأن تستمر الولايات المتحدة في التعاون مع اسرائيل في شأن السلاح الذري.

 

كانت أكثر من ذلك إقلاقا مقالة المحلل الدبلوماسي الكبير في صحيفة "واشنطن بوست"، ديفيد اغنشيوس، الذي توج سياسة الرئيس اوباما الخارجية بالتيجان – فقد شبّه هذا النجاح الذي أصابته في رأيه في شأن سوريا وبتمهيد الطريق لانشاء منظومة علاقات ايجابية جديدة بطهران، بمبادرة الرئيس نيكسون بشأن الصين وانتصار الرئيس ريغان في الحرب الباردة. وإن لم يذكر خطبة نتنياهو فان الروح التي تخفق في مقالته هي "سِرنا في طريق جديد بشأن ايران ولا يجوز لأحد أن يُبعدنا عنه".

 

إن نضال التوجهات المقلقة التي لاحت مقدماتها في الشأن الايراني في بدايته فقط في الحقيقة، لكنه ليس بلا أمل؛ فليس فقط مجلس النواب الامريكي موحد وعازم على الاستمرار في العقوبات (بل زيادتها شدة) واجراءات اخرى لوقف السعي الايراني الى القنبلة الذرية، بل تصدر عن الادارة ايضا تصريحات تشهد بأنها تخشى أن يُثبت الواقع في المستقبل أنها كانت مخطئة. وهكذا رأينا وزير الخارجية كيري ووزير الدفاع هيغل

 

يخرجان عن طورهما ليُبينا أن اجراءات الولايات المتحدة نحو ايران لن تقوم على ثقة عمياء بل على "يقين يؤكد لنا جميعا أننا نعلم بالضبط ما يحدث". بل يوجد حتى من يعتقدون أن نتنياهو نسّق مضمون خطبته في الامم المتحدة مع الرئيس اوباما وأن الكلام الواضح الحاسم على امكان الخيار العسكري الاسرائيلي قيل لتقوية يد الامريكيين في التفاوض الدبلوماسي.

 

يجب على اسرائيل الاستمرار في النهج الذي خطه نتنياهو في خطبته وهو تفجير بالونات الوهم والخداع وإعلام علامات طريق دقيقة لاحباط المشروع الذري الايراني وتأكيد مسؤولية الامريكيين والعالم المتنور كله في هذا السياق. إن اسرائيل لا تعارض اجراءات دبلوماسية لكنها تُحذر من أن التجربة الفاشلة مع كوريا الشمالية التي بلغت الى القنبلة الذرية تحت مظلة المسار الدبلوماسي لن تتكرر. ومن المؤسف جدا أن الاشارات الى أن امريكا واوروبا ستكونان مستعدتين لتمكين ايران من تخصيب اليورانيوم "لحاجات سلمية" لا تبشر بالخير، لأن خط التخصيب لحاجات حربية يمكن أن يتم تجاوزه دون أن يلاحظ أحد ذلك.

 

إن خطبة نتنياهو في الامم المتحدة هي استمرار للمعركة القاسية لكن الناجحة والطويلة لرفع التهديد الذري الايراني الى رأس الاهتمام وانشاء سور حصين يواجهه. لكن المعركة الآن أصعب كثيرا وهي ضمان ألا يُخترق السور بسبب روح الهزيمة التي تفشت في المسؤولين عنه.