خبر سرايا القدس: معركة الشجاعية حددت بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني

الساعة 09:08 ص|07 أكتوبر 2013

الاستقلال

 

كانت حركة الجهاد الإسلامي مفجرة شعلة الانتفاضة الأولى عام 1987، التي استمدت قوته وشرارتها من دماء شهداء معركة الشجاعية، والتي كانت على موعد مع نقطة تحول كبرى في مسيرة العمل الجهادي، وكانت وحجر الأساس لمشروع فلسطيني مقاوم رسم للقضية الفلسطينية مسارها الصحيح.

 

وتفجرت معركة الشجاعية في السادس من أكتوبر عام 1987م، بين طلائع حركة الجهاد الإسلامي وهم ( محمد الجمل، أحمد حلس، سامي الشيخ خليل، زهدي قريقع ) وبين جنود الجيش (الإسرائيلي) مقابل مسجد التوفيق بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، أسفرت عن مقتل ضابط مخابرات (إسرائيلي) وإصابة عدد أخر من الجنود.

 

وأكد الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس أبو أحمد، أن معركة السادس من تشرين لم تكن معركة عسكرية فحسب، بل هي من حددت بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني، موضحا أن المعركة كانت بداية العمليات المواجهة للاحتلال (الإسرائيلي) والتي غيرت وجهة المنطقة من خلال تفجير انتفاضة عام 1987.

 

نقلة نوعية

 

وقال أبو أحمد في حديثه لـ "الاستقلال" " المعركة تُسجل في التاريخ لما حققته من نقلة نوعية كبيرة في العمل الجهادي، رغم أن تلك المرحلة كانت تشهد بقلة إمكانيات المقاومة بفعل ممارسات الاحتلال وضغوطاته الأمنية ".

 

وأضاف " هذه العملية هي معجزة لما حظت به من توفيق كبير من عند الله سبحانه وتعالي، فمجموعة قليلة من الأشخاص حصلوا على السلاح بتمويل شخصي، ونفذوها من حصار داخل حصار"، مشيرا إلى قلة السلاح الذي استخدمته المجموعة التي نفذت تلك العملية مقابل قوة جيش بكمال معداته وعادته العسكري.

 

وشدد الناطق الإعلامي للسرايا أن شهداء معركة الشجاعية قد أوصلوا رسالة لجميع الفصائل أن الاحتلال (الإسرائيلي) لا يفهم غير لغة السلاح  والعمل المقاوم، مبينا أنه رغم قوة العدو العسكرية، إلا أن المقاومة أثبت انتصارها من خلال الروح الثوري لدى الشباب الفلسطيني المقاوم.

 

وقد نجح ستة من المجاهدين في 17 مايو أيار 1987 من الهرب من السجن الصهيوني في غزة، لينفذوا سلسلة عمليات كبرى منها قتل المستوطن الصهيوني "جليل غروسين" وقتل قائد الشرطة العسكرية في لواء غزة النقيب "رون طال"، لتتسارع وتيرة العمل العسكري ضد الاحتلال.

 

هزت (إسرائيل)

 

بدوره، أوضح الشيخ المجاهد عبد السلام أبو السرهد رفيق درب الشهيد مصباح الصوري والشاهد على عملية السادس من تشرين، أن الشهيد الصوري حمل لواء الجهاد والمقاومة منذ أن كان شبلا لا يتجاوز السادسة عشر ربيعا، لافتا إلى أنه كان العقل المدبر لعملية الهروب الكبيرة من سجن غزة المركزي " السرايا"، وشارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال (الإسرائيلي).

 

وأكد أبو السرهد أن عملية الهروب الكبيرة هزت الكيان الصهيوني آنذاك، وأقالت الضابط (الإسرائيلي) " دافيد"، الذي كان على علم مسبق بتخطيطها ولم يستطع منع المجموعة المنفذة من الهروب.

 

خطة محكمة

 

وقال " صباح يوم الجمعة التاسع من رمضان تمكن " مصباح" ومن معه من خلال زيارة أحد المجاهدين له الحصول على نصف منشار حديد ثم وضعها له في رغيف فينو، وبعدها بدأ بوضع خطة محكمة بعد عملية رصد دقيقة لتحركات جنود الاحتلال وطاقم الحراسة المنتشرين داخل أقسام السجون وعلى الأبراج حتى تمكنوا من الهرب بنجاح ".

 

وأضاف" العملية شكلت صاعقة وضربة كبيرة للمنظومة الأمنية الصهيونية التي أصيبت بحالة ذهول، والاحتلال حاول بشتى الطرق إعادة اعتقال المجموعة، إلا أنهم فشلوا في ذلك لرفض هؤلاء الرجال تسليم أنفسهم، في المعركة البطولية التي ارتقوا من أجلها شهداء"، لافتا إلى أن الشيخ "مصباح" ورفاقه كانوا طوال الليل والنهار، على الذكر والدعاء والرجاء من الله أن يكتب لهم التوفيق في مهمتهم.