خبير مالي: العملة المزورة تضر بالاقتصاد الوطني

بالصور العملات المزورة تغزو جيوب الغزيين.. « تحذيرات ونصائح »..!

الساعة 03:04 م|05 أكتوبر 2013

غزة

  تنتشر في قطاع غزة وبكثرة ظاهرة العملة المزورة، والتي تهدد جيوب الغزيين؛ نظراً لتكبدهم خسائر اقتصادية فادحة جراء قوة دقتها وانتشارها بين العملات في السوق الغزية.

ويصعبُ على الغزيين التفريق بين العملات المزيفة والحقيقية، نتيجة الحبكة "التزيفية" التي يجيدها "المزورين" والإمكانيات الفنية والتقنية التي يمتلكون، حيث أن نسبة تطابق العملة المزورة سواء المعدنية أو الورقية منها مع الحقيقية تقدر بـ 99.9 %، وفقاً لما قاله العديد من تجار العملة.

وتمثل تلك الجريمة علاوة على إضرارها بالأفراد، اعتداءاً واضحاً وصريحاً سيادة المؤسسات الحكومية العامة، وتضر بالاقتصاد الوطني؛ لتكبده خسائر فادحة من خلالها، وتزعزع الثقة بالعملة النقدية بالأراضي الفلسطينية على الرغم من مصدرها الإسرائيلي.

 

مبالغ كبيرة

المواطن الغزي محمد قلجة (35 عاماً) رغم حرصه الشديد كان احد الضحايا الذين تعرضوا لخسائر اقتصادية فادحة جراء تعرضه لعملات مزيفة، حيث يقول :"تعرضت منذ بداية العام بحكم عملي سائق أجرة إلى عملات مزيفة كثيرة، أغلبها من فئة 100 شيكل، و 10 شيكل، و5 شواكل، وكلفني دخول تلك النقود المزيفة مبالغ كبيرة".

ويضيف قلجة أنه على الرغم من محاولة تأكده من صحة العملات، أنه وقع فريسة سهلة للعديد من النصابين، مشيراً أنه من الأمانة يتلف تلك المبالغ ولا يعيد استخدامها.

ولفت أن العملات المزورة تقدر بأعداد كبيرة في القطاع، مطالباً بالوقت ذاته بضرورة تشديد القبضة الأمنية على مروجي تلك العملات وتتبع مصادرها، وضرورة تجفيف منابع تلك العملات، ومعاقبة الجناة، نظراً لإضرارها بالصالح العام.

 
العملة المزورة

(100 شيكل مزورة)

نصائح وتوجيهات

أما التاجر زياد حرزالله صاحب محل للصرافة يوضح أن قطاع غزة يعاني من تزوير العملة، وأنها تنتشر بكثرة في سوق العملات بغزة، "من شتى الفئات سواء الإسرائيلية أو العملات الدولية"، مشيراً أن العملة المزورة  تطابق الحقيقية بنسبة كبيرة، ولا يستطيع المواطن العادي التفريق بينها وبين الحقيقية، نظراً للدقة الفنية المتناهية التي يحكيها "المزورون".

ولفت تاجر العملة حرزالله في حديثه لـ"فلسطين اليوم" أن العملة المزورة تضر بالاقتصاد الوطني ككل، مطالباً المؤسسات النقدية والحكومية الاقتصادية بضرورة مكافحة التزوير عبر نشر التوعية النقدية بين المواطنين، ورفدهم بالنصائح التي تميز العملة الحقيقية عن المزورة.

وقدم تاجر العملة حرزالله العديد من النصائح للمواطنين بالضفة المحتلة وقطاع غزة لتمييز العملة الحقيقية عن المزورة، حيث كانت أولى نصائحه بضرورة التدقيق على نوعية الورق المستخدم ومنطقية اللون والنعومة فيها.

وأضاف من ضمن النصائح.. "ضرورة التركيز بالنظر الدقيق على العلامات المائية داخل العملة الورقية، وهي علامتين الخيط الفضي، والصورة في المكان الفارغ وضرورة أن تتطابق مع الصورة الموجودة على العملة، ويمكن رؤية العلامتين من خلال تفحصها أمام ضوء قوي"، "كما أن الورقة الحقيقة مضادة للماء أو المواد التنظيفية أم المزورة فهي لا تحتمل وجود الماء عليها وتكشف عن نفسها أنها مزورة، لان حبرها لا يحتمل ذلك الامر".

وذوبان الحبر المستخدم في طباعة الورقة المالية ذوبانا جزئيا أو تكسره يعنى أن تلك الورقة هي ورقة مالية مزيفة.

وأضاف :"بالنسبة لتزوير الـ100 شيكل وتمييزها عن الحقيقية هناك علامة ودلالة واضحة تميز المزيف عن الحقيقي وهي صورة مثلث مائي فسفوري، أما المزور فهو رسم غير فسفوري وغير مائي".

أما بالنسبة للعملة المعدنية فحذر أن أكثر العملات المزورة في العملات المعدنية في غزة هي من فئة 10 شيكل، موضحاً أنه على المواطن عند تلقيه مثل تلك العملات ضرورة أن يتأكد من منطقية لونها، ووزنها، ونعومتها (بين الخشنة والناعمة).

 أما بالنسبة للعملات الدولية وخاصة فئة الـ100 دولار والتي أوضح حرزالله أنها من أكثر فئات العملات تزويرا من قبل المزورين أن العلامة التي تميزها عن المزورة هو وجود الخيط المائي فيها، بالإضافة إلى انه موجود بداخل الخيط المائي كتابة (100USA) مرة صحيحة ومرة معكوسة.

ومن ضمن النصائح عند صرف مبالغ كبيرة ضرورة اصطحاب شخص آخر صاحب دراية بالعملات لكشف المزيف عن الحقيقي.

 
العملة المزورة

100 دولار مزورة

تضر بالاقتصاد الوطني

بدوره، حذر الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. معين رجب من تداول العملات المزورة لإضرارها بالأفراد، وتأثير تداعياتها على الاقتصاد الوطني لعدم شرعية تلك الأوراق "المزيفة".

وأكد الخبير رجب لــ"فلسطين اليوم" أن وجه الإضرار يتمثل في ظهور الطبقات الثرية في الأراضي الفلسطينية والكسب الغير مشروع على حساب طبقات أخرى، مشدداً على أن عملية التزييف تؤدي إلى إرباك واضح وخلل في العمل المصرفي، وإرباك تداول العملات النقدية في السوق لضعف ثقة المتعاملين بها بسبب عمليات التزييف التي تطالها.

وقال الخبير رجب :"الخسارة التي تلحق بالأفراد، تضر بالاقتصاد الوطني بعد تراكمها وقوة تأثيرها يتمثل في حجم الظاهرة".

وأضاف: "الترويج للعملة المزيفة أخطر ما يهدد الأمن الاقتصادي، نظراً لعدم شرعيته وقانونيته، ولعدم إمكانية الجهات الحكومية والمعنية كشف مصادره".

وبين أن القبضة الشرطية وتتبع مصادر الأموال المشبوهة وتشديد التشريعات القانونية وإيقاع العقوبات بحق المروجين تضمن عدم تفحل الظاهرة بالأراضي الفلسطينية، موضحاً أن التوعية والإرشاد النقدي والمصري للمواطنين كفيل بان ينهي ظاهرة التزوير.

كما وذكر أن الأنفاق الحدودية مع مصر ساهمت بشكل كبير في إدخال العملات المزورة وعملت على انتشارها بالقطاع، موضحاً أن عمليات التزوير بالقطاع غير منظمة وإنما فردية بحتة.

 
العملة المزورة

فردية وليست منظمة

بدوره؛ أقر الناطق باسم الشرطة في غزة المقدم أيوب أبو شعر بإنتشار العملة المزيفة في قطاع غزة، لكنه أشار في الوقت ذاته أن المتابعة الشرطية من جميع الأجهزة التي تتبع وزارة الداخلية أدت لانحسارها عن ما كانت عليه.

 وأوضح أبو شعر لـ"فلسطين اليوم" أن الشرطة تتابع عن كثب تحركات الأموال المزيفة المشبوهة "المزيفة"، مؤكداً ضبط الأجهزة والدوائر المعنية لآلاف الشواكل والعملات المزورة.

ولفت أن تزييف العملة جريمة يعاقب عليها القانون "وقد تصل العقوبة فيها إلى حبس المتهم لسنوات عدة، وتضع أملاكه تحت طائلة المسؤولية القانونية".

ونفى  المقدم أبو شعر أن تكون عمليات تزوير العملات في قطاع غزة تتبع لعصابات "منظمة"، مشيراً أن العمليات فردية بحتة وبإمكانيات بسيطة.

وذكر أن مصادر تهريب العملات المزورة الداخلة للقطاع تكون إما عن طريق الاحتلال "الإسرائيلي"، وتهريبها عن طريق البحر أو عن طريق الأراضي المصرية، موضحاً أن احد ابرز المصادر للعملة المزورة وفق المتابعة الشرطية مجلوبة من الصين.

  جانب من ضبط الشرطة بغزة لعدد من مزوري العملة


العملة المزورة
-
العملة المزورة
-
العملة المزورة
-
العملة المزورة
-
العملة المزورة
-

 

 عدسة الزميل: داود ابو الكاس

 

صاحب محل للصرافة يعرض نماذج من العملات المزورة


العملة المزورة

العملة المزورة
العملة المزورة

العملة المزورة

العملة المزورة

العملة المزورة

العملة المزورة


 تزوير الـ10 شواكل


العملة المزورة
-
العملة المزورة