خبر في الذكرى السادسة والعشرين لانطلاقة حركة الجهاد

الساعة 10:11 ص|05 أكتوبر 2013

لم يكن حدثاً عادياً، ذلك الذي وقع في السادس من تشرين الأول عام 1987.. ففي ذلك اليوم انبلج فجر جديد من قلب فلسطين، ليكتب بمداد دماء الشهداء الخمسة الذين خاضوا معركة "الشجاعية" ضد العدو الصهيوني، بعد نجاحهم في الفرار من معتقل غزة المركزي، فصلاً جديداً من تاريخ المقاومة والجهاد، لكن على أرض فلسطين هذه المرة، ومن قلبها.. معلنين بذلك انطلاق الكفاح المسلح من الداخل المحتل، رغم أنف العدو وإمكاناته وإجراءاته، في ملحمة استشهادية كبرى، سجل التاريخ أنها أطلقت شرارة الانتفاضة الأولى المباركة، وأطلقت قوة الإرادة الشعبية الفلسطينية في مواجهة العدو، على مساحة كل الوطن وميادينه.

معركة الشجاعية أرّخت للانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وإن كانت الحركة قد تأسست قبل ذلك بأعوام.. والحركة إذ تؤرخ بهذه المعركة لانطلاقتها، فلأنها تؤمن أن الجهاد والكفاح هو الذي يكتب التاريخ.. والأشخاص والأفكار لا قيمة لها إلا بمقدار ما فيها من قدرات جهادية فعلية وحقيقية، وبمقدار الدور الذي تلعبه في إطلاق قدرات الجماهير والشعوب على إحداث الثورة والتغيير الحقيقي.

أدركت حركة الجهاد الإسلامي – منذ انطلاقتها – أن فلسطين آية من كتاب الله، وأن بركة المسجد الأقصى في القدس موصولة ببركة البيت العتيق في مكة، في صلة ورابط أرساهما القرآن الكريم.  وبذلك، فإن "الإسلام وفلسطين والجهاد" وحدة واحدة لا تنفصم عراها، وأن كل محاولة للفصل بينها هي محاولات تعاكس التاريخ والمنطق، بل وتبتعد عن منهج الله تعالى.

ولأنها كذلك، فإن فلسطين هي البوصلة، وهي القضية المركزية، وهي ميزان الصواب والخطأ.. ومن يريد أن ينال نصيباً من البركة التي خص الله تعالى بها المسجد الأقصى، فعليه أن يجعل من فلسطين قبلة جهاده.. ومن يتول عن قبلة الجهاد في فلسطين، فلن يكتب لجهاده البركة.  الكيان الصهيوني في فلسطين هو رأس أفعى الهجمة الغربية ضد أمتنا، واستمرار وجوده هو سبب كل التخلف والتجزئة والتبعية والتغريب في أمتنا.. ولذلك، فإن تحقيق التنمية والنهضة، والتخلص من التجزئة والتبعية، وصولاً الى إقامة حكم الله في الأرض، يقتضي قطع رأس هذه الأفعى أولاً.

تنبع قوة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في أنها أدركت السبيل الى إزالة الكيان الصهيوني في فلسطين.

وعندما وضع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي – رحمه الله – يده على ما سجله القرآن الكريم من علو وإفساد بني إسرائيل في الأرض، وبأن الإسلام وحده هو القادر على إزالة هذا الكيان عن طريق الجهاد في فلسطين، عمد الموساد الى اغتياله في مالطا في 26 / 10 / 1995، ظنّاً منه أن ذلك سيقضي على فكرة حركة الجهاد.  ولكن الاغتيال رسخ الفكرة، التي باتت تملك من القوة ما يقض مضاجع العدو الصهيوني ويهدد وجوده، بل ووجه صفعة الى عاصمة كيانه الغاصب، بقرة بني إسرائيل المقدسة، "تل أبيب"، لأول مرة منذ نشوء الكيان.