خبر ماذا يريد دحلان من عباس بعد الحديث عن جهود لحل الخلافات بينهما؟

الساعة 06:05 ص|05 أكتوبر 2013

رام الله

علمت صحيفة«الحياة» اللندنية أن اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي عقد قبل يومين، تناول مصير العلاقة بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) والقيادي المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان، في ظل ما يتردد عن جهود تبذل من شخصيات عربية لمصالحتهما.

وقالت مصادر مقربة من دحلان لـ «الحياة» انه لا يمر شهر من دون أن يكون هناك وسطاء من شخصيات مهمة وصديقة تتدخل من أجل إنهاء الخلاف بين عباس ودحلان، موضحة أن «دحلان ليست لديه شروط، فهو فقط يريد من الرئيس الفلسطيني مراعاة مصالح أهالي قطاع غزة، وإعادة كوادر الحركة (فتح) الذين فصلوا من مواقعهم لأنهم حسبوا عليه، وكذلك إعادة الذين عزلوا من وظائفهم في الأجهزة الأمنية للسبب ذاته».

وكشف قيادي رفيع في «فتح» لـ «الحياة» أن الرئيس الفلسطيني أبلغهم أن الخلاف بينه وبين دحلان سيطرح في اجتماعات اللجنة المركزية للحركة. كما قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» صخر بسيسو لـ «الحياة» أن «أبو مازن أبلغنا خلال الاجتماع أن لا صحة إطلاقاً لوجود أي وساطات لإتمام مصالحة بينه وبين دحلان، وأن ما يتردد أو ينشر عن ذلك لا أساس له من الصحة»، مضيفاً: «تقديري الخاص أن من المستحيل أن يقبل أبو مازن التصالح مع دحلان».

في السياق ذاته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد إن «أبو مازن سئل أول من أمس خلال اجتماع اللجنة التنفيذية عن هذا الأمر (الوساطات)، فأجاب بأنها مجرد أوهام». وأضاف الأحمد: «هذه القضية داخلية تتعلق بمؤسسة «فتح» تتم معالجتها وفق آلياتها وليس عبر الإعلام، وتقديري أنها اشاعات لأن مصر والإمارات لم تتوسطا في هذه المسألة التي أراها شأناً داخلياً يتعلق بنظام الحركة وليس بشخص الرئيس».

وقال مصدر مصري موثوق به لـ «الحياة» ان العلاقة بين دحلان والأجهزة الأمنية المصرية أصبحت نشطة أخيراً وعلى مسارات عدة، بينها مسألة إعادة تشغيل معبر رفح وتسهيل خروج الطلاب من غزة إلى مصر.

ونفى وجود ضغوط مصرية على القيادة الفلسطينية من أجل إتمام المصالحة بين الرجلين (عباس ودحلان)، لافتاً إلى أن تسوية هذا الخلاف هو شأن داخلي فلسطيني. ورأى أن ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من أن مصر تتطلع إلى البحث عن بديل قيادي قوي في غزة في حال إنهاء حكم «حماس»، أمر «مختلق ليست له علاقة بالواقع». وقال: «رغم المتغيرات الإقليمية التي جرت في المنطقة والتي أضعفت التيار الإسلامي السياسي وانعكست بالقطع على حماس، إلا أن مصر منشغلة الآن تماماً بأمورها الداخلية ومعنية بالقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء وإنهاء مظاهر العنف في الشارع المصري من أجل تحقيق الاستقرار وإعادة الأمور إلى طبيعتها».

ولفت إلى أنه رغم أهمية قطاع غزة بالنسبة إلى مصر لأنه يتعلق بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، إلا أن الأولوية الآن للشأن الداخلي وما يجري في الساحة المصرية.

يذكر أن اللجنة المركزية لحركة «فتح» فصلت دحلان من الحركة في حزيران (يونيو) عام 2012 الماضي وأنهت أي علاقة رسمية له بها، كما قررت إحالته على القضاء في ما يخص قضايا قتل وقضايا جنائية وفساد مالي، كما اتهم بأنه المسؤول مباشرة عن سقوط غزة بيد «حماس»، وبأنه يتآمر على الرئيس الفلسطيني.