بالصور مأساوي..منزل من « الكرتون »والقماش بغزة يأوي طفلين معاقين

الساعة 10:10 ص|03 أكتوبر 2013

غزة_خاص

كراتين متلاصقة ومصطفة بطريقة متوازية.. وأخشاب متناثرة على كلا الجانبين.. وقطع قماش لسد ثغرات تلك المناطق المكشوفة.. ما نتحدث عنه ليس مكان للعب الأطفال.. إنما هو منزل بمساحة 40 متراً لأحد الآدميين وليس للدواب في أحد الشوارع الرئيسة بغزة.. والمؤسف أن يكون ذلك المكان يأوي طفلين مريضين أحدهما معاق أما الأب فهو مريض بالقلب ...

زقاق ضيق ملئ بالأوساخ ..في نهايته منزل بلا باب معروف فتجد نفسك بعد الدخول في مكان -ليس ملكهم- مغطى بالكراتين والأخشاب والقماش للحصول على مكان للجلوس فيه.. في غرف لا ترتقِ لأن تسمى صالة كما يطلقون عليها.. كون أن مكان مبيتهم وطبخهم وحمامهم في ذلك المكان الذي تقشعر له الأبدان من شدة الأسى والفقر..

ففي احد الشوارع الرئيسية بالقرب من محطة الجرجاوي يعيش (ف. م ) وأسرته المكونة من ثمانية أفراد.. ونظراً لصعوبة الحال آثرت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" نشر الصورة كما هي لأصحاب القلوب الرحيمة لمد يد العون لهم ومساعدة أطفالها المرضى...


منزل فقير


منزل فقير

نموت ولا احد يسأل عنا

الأب المكلوم (خ م) الذي تجاوز الثانية والخمسين من عمره ظهر على  وجهة ملامح اكبر من سنة الحقيقي فهو لا يحمل همًّا بحجم البحر كون ان عائلته حُرِمَتْ من أبسط حقوقِها في الحياة التي لن تنتهِ ما دام ان الحكومة والمؤسسات لا تهتم بهم وليس أمامها إلا الصبر وانتظار الفرج من الله سبحانه وتعالى.

حاول(خ م) البحث في بداية المطاف على مكان جيد لنا للجلوس للحديث لنا في ظل اتساخ " ما يسميها فرشات والتي هي اقرب للقماش دون اسفنج...وقال" انا مريض بالقلب منذ خمس سنوات وقد أجريت العديد من العمليات وكل يوم يمضي تزداد معاناتي بسبب عدم قدرتي على شراء الدواء وقلة الغذاء بالإضافة الى المنزل الذي أعيش فيه فهو لا يصلح أن يكون مكانا للفئران، واستمر قائلاً والألم يعتصر قلبه عندي ثمانية من الأبناء، اثنان منهم يعانون من أمراض، فعبد الله يعاني من إعاقة في قدميه وأما مريم فهي مصابة بمرض عقلي.

ويتساءل(خ م) أين هما الحكومتان سواء غزة أو رام الله من العائلة التي تعاني الفقراء والبائسين والذين تتضاعف أعدادهم عامًا بعد عام ليس بسبب الحصار المفروض منذ سبعة سنوات كما يدعي البعض بسبب احتكار المساعدات لجهات محددة.

الحياة لا تحمل الى القسوة

كنت أرى بصمات البؤس داخل بيت هذه العائلة الفقيرة التي كانت مطبوعة بقسوة على وجه الأم التي تعاني كذلك من مشاكل نفسية واضطرابات مما سبب بجلطة لها بسبب الوضع المادي التي تعيشه العائلة.

فتقول الأم(ن م) لـ "فلسطين اليوم" كنت دومًا أبحث عن إجابة لكثير من الأسئلة التي لا تكاد تفارق مخيلتي لحظة كيف يمكن شراء ثياب جديدة للأطفال في المدرسة والعيد وأي مناسبة تمر علينا كبقية جيراننا فهل يمكن ان نجد بيتا نسكن فيه ونعيش بكرامة بدلاً من التشريد ولكن الحمد الله والشكر له على أية حال.

تتابع الأم والألم يقف في حنجرتها كالصديد:" إننا صابرون على هذا الحال وكل ما نتمناه أن نجد من يساعدنا في تحسين وضع المنزل بدلًا من الوضع السيئ الذي نعيشه".

هرب من العذاب للخيمة

عبدالله ذو التسعة عشر عاماً من عمره الذي يعاني من إعاقة في قدميه وضيق في التنفس يقول:" لقد اضطر والدي إلى عمل خيمة لي في الأرض المجاورة للبيت بعد الاستئذان من أصحابها بسبب عدم قدرتي على تحمل الجلوس في البيت كونه من الاسبست وضيق وتنبعث منه رائحة كريهة لأن ذلك يسبب لي ضيق في التنفس وقد يؤدي الى الوفاة حسبما قال الأطباء".

وأشار إلى الحياة التي نعيشها لا تطاق أبدأً، فلا أحد يسأل عن الآخر، ويضيف حتى ان الجمعية التي ترعى حقوق المعاقين وتوفر لهم احتياجاتهم لا تأتي لنا كباقى المرضى لأسباب لا نعلمها.

أمنيتها لعبة

هبة ابنة الحادية عشر من عمرها كما تعرف بـ آخر العنقود عندما سألناها عن أمنيتها في الحياة قالت: "بيتنا خرابة ولا يصلح أن يعيش فيه الحمار -على حد قولها- والمصائب تأتي من كل مكان والفئران تأتي و أخاف تعضني كما حصل في احد المرات".

 وتمنت هبة أن تحصل على فراش جيد لننام عليه وكما تمنت أن يكون لدينا باب لنغلقه علينا ، .....

قاطعنا الطفلة بسؤال ..ألا تحلمين بلعبة؟ فصمتت قليلًا وقالت  لمراسل " وكالة فلسطين اليوم" سجل عندك في الدفتر بسرعة لأني أتمنى أشياء كثيرة فأريد ألعاباً مع أنني لا أعرف ما هي اللعبة أساسًا!! فكانت إجابتها غير متوقعة، وأريد ملابس جديدة وووووووووو.

فليتخيل كل واحد منا أن أحد أطفاله يسمع عن اسم اللعبة في المدرسة ويأتي يقول لك: "بابا أو ماما يريد منك أن تشتري له واحدة وأنت لا تملك فلساً واحداً ولا تستطيع أن توفر لهم أصلاً  لقمة العيش من أجل ان تبقى أنت وعائلتك على قيد الحياة، فماذا سيكون ردك حينها؟

فبالبرغم من المأساة التي تعيشها العائلة من وضع اقتصادي ..فعلاج الأطفال المعاقين من مسؤولة الحكومة بالدرجة الأولى.

 

باقي الصور...
عدسة الزميل داود ابو الكاس


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير




منزل فقير
منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير


منزل فقير




منزل فقير