خبر فرصة نتنياهو- هآرتس

الساعة 10:47 ص|01 أكتوبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

اكتسب بنيامين نتنياهو مجده السياسي والحزبي كفنان اعلامي، ولا سيما في الساحة الامريكية، في الفترة التي تولى فيها منصب السفير الاسرائيلي الى الامم المتحدة في الثمانينيات. ومحمولا على هذه الموجة، عاد الى البلاد واحتل رئاسة الليكود ولاحقا رئاسة الحكومة.

 

من المؤسف ان نتبين بان نتنياهو بقي عالقا في تلك الفترة التي مرت منذ قبل ربع قرن. الرئيس في واشنطن ليس رونالد ريغان بل براك اوباما؛ العالم ليس ثنائي القطب، أمريكي – سوفييتي؛ الحروب الباردة والمواجهات العنيفة تحل محلها حلول وسط وتنازلات، في ظل التركيز على حماية مصالح كل الأطراف. في الاسابيع الاخيرة حقق اوباما اختراقات معينة في مسألتين هددتا بالاشتعال بصوت انفجار شديد: السلاح

 

الكيميائي السوري والجهود الايرانية لتحقيق سلاح نووي. لاسرائيل مصلحة في نجاح اوباما في مساعيها الدبلوماسية في الجبهتين. في سوريا، لا يمكن لنتنياهو ان يبعث الى المعركة بطيارين امريكيين ويدعو الامة، التي لم تنتعش بعد من تدخلها الفاشل في افغانستان وفي العراق لان تأخذ على عاتقها التزاما عسكريا واقتصاديا، ولا سيما عندما لا يكون واضحا ان بوسع عملية كهذه أن تضع حدا لسفك الدماء؛ وفي ايران – حتى لو كان نتنياهو مقتنعا بنجاعة عملية عسكرية اسرائيلية ضد منشآت النووي الايرانية، فهو لا يمكنه أن يعرف ماذا سيكون الرد الايراني والعالمي على مثل هذه الضربة. يحتمل أن يكون الزمن الذي ستكسبه اسرائيل من اعادة بناء النووي لا يستحق الضربات التي ستتعرض لها من ايران والعقوبات التي ستفرض عليها، فما بالك اذا لم تنسق الحملة مسبقا مع اوباما.

 

منذ بداية المغازلة العلنية بين واشنطن وطهران – مراسلات بين الرئيسين، لقاء بين وزيري الخارجية واخيرا المكالمة الهاتفية الرئاسية – بدا نتنياهو كمن نزعت فريسته من فمه. وبدلا من أن يرحب بالفرصة لنزع السلاح النووي من ايران وفي نفس الوقت الاعفاء من التورط الحربي، فانه يتمترس في موقف نبي الغضب الذي يحذر من الخداع الايراني. الرسالة هي ان الرئيس الامريكي هو ساذج، يكاد يكون ممكنا القول انه غبي، وفقط رئيس وزراء اسرائيل ذكي ومجرب. هذا ليس مجرد ادعاء، بل غرور. قبيل خطابه هذا المساء في الجمعية العمومية للامم المتحدة، يجدر برئيس الوزراء أن يكف عن نثر التهديدات والتخويفات مثلما في خطاباته السابقة ويمتنع عن امتشاق أدلة وقرائن على مصيبة آخذة بالوقوع علينا، وبدلا من ذلك ان يستغل المكانة للاعراب عن تأييده للمساعي الدبلوماسية. موقف جديد كهذا سيخدم على نحو أفضل المصالح الاسرائيلية، ويجند العالم للحفاظ على أمن مواطنيها.