خبر جائزة جديدة .. ومسؤولية أكبر !!..عماد الافرنجي

الساعة 06:56 ص|30 سبتمبر 2013

بفوز راجي الصوراني بجائزة نوبل البديلة، من مؤسسة رايت ليفيلهوود السويدية يكون الفلسطيني الأول والعربي الثالث الذي يفوز بالجائزة التي تنافس عليها 493 مرشحا من أنحاء العالم ، بعد أن حصل عليها عام 1980 المعماري حسن فتحي، وعام 2003 العالم المصري إبراهيم أبو العيش.

أفراد ومؤسسات وأحزاب في السويد رشحت ابن غزة الصامدة المحاصرة للجائزة التي تحظر شروطها ان يرشحه أحد من داخل وطنه ، وهي تقدم سنويا في مجالات حقوق الانسان والتنمية المستدامة والصحة والسلام والتعليم وحماية البيئة .

وتعود فكرة الجائزة للصحفي وجامع الطوابع السويدي الألماني جاكوب فون عام 1980، الذي رأى أن جائزة نوبل ضيقة جداً في نطاقها وتتحكم فيها غالبا المصالح السياسية ، وقام فون ببيع أعماله من أجل توفير التمويل الأصلي للجائزة كي تمنح لمن يعملون ويناضلون من أجل مستقبل أفضل في بلدانهم وفي العالم ، ثم أصبحت الجائزة تعرف باسم جائزة نوبل البديلة وتوزع في حفل رسمي يعقد في ستوكهولم في مقر البرلمان السويدي.

عرفت راجي الصوراني منذ أكثر من 20 عاما مؤمنا بالحق الفلسطيني ومناضلا من أجله بطريقته الخاصة ، عرفته بقامته الغزاوية وهو ينحت في الصخر من أجل حقوق الانسان ، وبسبب نشاطه أصدر جيش الاحتلال  عام 1986 قراراً عسكرياً غير مسبوق منع بموجبه الصوراني من العمل القانوني عاما كاملا ، ومنع من السفر خارج قطاع غزة خلال الفترة من 1977 إلى 1990 ، عرفته ينتصر للشهيد والجريح ويدافع عن الأسير والمظلوم ، وجابه من أجل ذلك التهديد والوعيد ، بذل ما استطاع من جهد للوحدة ولم الشمل ،وقدم النصح والنقد للمسؤول دون وجل أو تملق !!.

فوز الصوراني بالجائزة لم تأت عبثا أو مجاملة بل حصاد حياة كما تسمى المؤسسة التي تمنحها ويبحث القائمون عليها في كل التفاصيل المحيطة بالمرشح مهنيا ، وقد فاز الرجل عام 1991 بجائزة كيندي ، وعام 1996 منحته فرنسا جائزتها لحقوق الانسان ، وعام 2002 فاز بجائزة برونو كرايسكي للانجازات المتميزة في حقوق الانسان ، وعام 2003 على جائزة منظمة الخدمات الدولية لحقوق الإنسان،وشغل منصب نائب مدير الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان لمدة 12 عاما ، فيما منحته منظمة العفو الدولية عام 1988، لقب سجين ضمير .

الجوائز والالقاب التي يفوز بها الانسان تفرض عليه ضريبة وتضع على عاتقه مسؤوليات أكبر ومهمات أعظم وأعجبني قول الصوراني عند اتصالي به أن الجائزة هي للشعب المظلوم وانتصار لعذابات عائلات السموني و الداية والدلو وغيرهم الكثير الكثير ، وهي انتصار لدماء الشهداء و الضحايا .

عرفت الرجل منافحا عن فلسطين وشعبها في المحافل الدولية وكشف الوجه الحقيقي للكيان الاسرائيلي من خلال فضح انتهاكاته للحقوق الفلسطينية ، ويسجل له وللمركز الفلسطيني لحقوق الانسان الذي يديره دقة وقوة ومصداقية عالية في توثيق الانتهاكات الخاصة بحقوق الانسان الفلسطيني ، وملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين في دول أوروبية، وبذل جهدا أكثر من رائع مع فريق المحققين بعد العدوان الاسرائيلي على غزة 2008 حتى صدر تقرير غولدستون .

إنها أمانة أثقل تضاف على كاهلك - يا صديقي - بالعمل الجاد والمضني كما عهدتك في كل المحافل القانونية ومجالات حقوق الانسان لتنتصر للشعب المكلوم خاصة في غزة الجريحة ، ليس فقط في مقارعة الاحتلال الاسرائيلي ولكن أيضا في مواجهة الظلم أيا كان لونه واسمه.

وهي تفرض على المرء مزيد من التواضع والتقرب من الانسان الفلسطيني البسيط الذي يستحق ان نعمل ونبذل ونضحي من أجله فهو عنوان صمودنا وتاج رؤوسنا ومحط احترامنا.