تقرير أدوية مصرية تُباع « تحت الطاولة » بأسعار باهضة..!

الساعة 10:48 ص|29 سبتمبر 2013

غزة (خـاص)

"مجبر أخاك لا بطل"..مثلٌ يُضرب فيمن يفعل شيئاً ألزمته الضرورة أن يفعله وهو في الحقيقة لا يريده، أصبح يطلق على المواطنين الذين يجبرون على دفع أموال "باهضة" من أجل الحصول على "دواء" فُقد من الصيدليات، بعد إغلاق السلطات المصرية للأنفاق المنتشرة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.

أزمة الأدوية في غزة تتصاعد وتيرتها خاصةً بعد إغلاق معبر رفح المتكرر، وإحكام إغلاق الأنفاق، الأمر الذي أدى لفقدان أنواع وأصناف كثيرة من الأدوية، التي تخص أمراض هامة كالأورام السرطانية والأمراض النفسية، وأمراض الرعاية الأولية.

المواطن محمد عبد الواحد من مدينة غزة، حاول الحصول على صنف من الدواء، فوجده في إحدى الصيدليات بعد عناء، إلا أنه فوجئ بارتفاع سعره عن وقت سابق، وعندما سأل عن مبرر ارتفاع سعره، كانت الإجابة "يأتينا عبر الأنفاق ويتم دفع ضرائب باهضة عليها".

أصحاب صيدليات، تيقنوا أن هناك أزمة في الأدوية فقاموا بسحب بعض الأنواع ليتم عرضها في الوقت الحالي بأسعار مضاعفة، بهدف الربح المتزايد، غير آبهين بأحوال المواطنين وحاجتهم الماسة للأدوية.

الصيدلي أيضاً مُجبر

صيدلي طلب عدم البوح عن اسمه قال لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن الأدوية المصرية كانت قبل إسقاط نظام مرسي متواجدة بأسعار مناسبة للمواطن نوعا ما, ولكن تواجه بالرقابة  من قبل وزارة الصحة بغزة, ولكن وبعد سقوط نظام مرسي وإغلاق الأنفاق بشكل محكم أصبحت الأدوية تأتي بأسعار مرتفعة جداً من قبل الموزعين, حيث أصبحوا يشترطوا أسعار مضاعفة عما كانت في السابق.

وأوضح، أن الموزعين يعللون ذلك بأن ضريبة الأموال التي كانت تدفع للجانب المصري سابقاً، أصبحت برسوم مرتفعة لتغيير الجهات المنظمة من الجانب المصري -أي تحت رقابة الجيش المصري-.

وأشار إلى أن الأسعار في عدد من الصيدليات كمثال أدوية المسكنات كانت بأسعار تصل لـ5 شواكل، ويتم بيعها للمواطن ب7 شواكل، ولكن خلال هذه الأيام تباع ب8-10 شيكل من قبل الموزع للصيدلية على أن تباع للمواطن بأكثر من السعر ليباع ب13 شيكل، حيث أن هذه الأدوية لا يمكن الاستغناء عنها، مع العلم أن مثال أدوية المسكنات بسيط للعديد من الأدوية باهظة الثمن.

سيطرة جزئية

الدكتور أشرف أبو مهادي مدير عام الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة بغزة، أوضح، أن وزارته تتابع عمل الصيدليات، وأن أي أدوية غير مسجلة أو يتم توريدها بعيداً عن عين الوزارة، لا يتم ضمانها واعتبارها مزورة.

وأَقَر أبو مهادي في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بأن التهريب يحدث في كل أنحاء العالم، ولكن سيطرة وزارة الصحة بغزة، على تهريب الأدوية جزئية، وأنها تتعامل فقط مع إدخال الأدوية عبر معابر رسمية، سواء كان معبر رفح، أو الموردين المحليين، أما المهرب فيتم رفضه.

وعن الأدوية المفقودة في قطاع غزة، أكد د. أبو مهادي، أن عدد الأصناف التي رصيدها صفر من الأدوية وصل إلى 145 صنفًا، فيما يوشك 60-70 صنف من الأدوية على النفاذ، الأمر الذي جعل من نسبة العجز في الأدوية تصل لـ30%.

وأشار، إلى المستهلكات الطبية، التي وصل عدد الأصناف الصفرية منها إلى 459 صنفًا من أصل (902) صنف ضروري، في حين يتأهب للنفاد بشكل كامل 77 صنفًا أخرى لتصل نسبة العجز فيها إلى 51%.

وفيما يتعلق بالأمراض التي تُعالجها الأدوية المفقودة والناقصة بغزة، أكد أن أهمها هي الأورام السرطانية، والأمراض النفسية وأدوية الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة للأمراض المزمنة، والكلى الذين بحاجة لعلاج يومي.

وشدد د. أبو مهادي، على أن وزارته تسعي من أجل البحث عن مصادر توفر أصناف الأدوية المفقودة وتعوضها، والتي تؤثر بشكل سلبي على حياة المرضى، خاصةً في ظل عدم السماح بسفر المرضى للعلاج في الخارج.