خبر هاني وحنان... قصة حب تنتهي بالإعدام

الساعة 07:20 ص|29 سبتمبر 2013

وكالات

هاني "اسم مستعار" 38 عاماً متزوج وله 4 أبناء، يقبع حالياً في أحد السجون في غزة بلا منزل وعائلة وانترنت، ينتظر حكماً قضائياً قد يصل إلى الإعدام!

التقى مراسل المجد الأمني بـ " هاني " ليحدثنا عن وصوله إلى هذا المكان، وعن جريمته لتكون أول عبارة ينطق بها  (الإنترنت هو السبب) !!

يقول " هاني" جلست في منزلي بعد أحداث 2006 بناءً على قرار من حكومة رام الله فأنا عسكري وأحمل رتبه عسكرية، مع اطالة فترة جلوسي لأكثر من شهرين وشعوري بالملل اشتريت جهاز حاسوب واشتراك بالإنترنت.

كنت حديث العهد بالإنترنت لا اعلم مدى خطورته، أكثر استخدامي كان لبرنامج "الماسنجر" لدرجة أنني أدمنت الإنترنت وهذا البرنامج الملعون.

تعرفت على اصدقاء بلا عدد من بلدان مختلفة، وكنت ألاقي التضامن والمناصرة لي بحكم أنني في دولة محتلة، كنت دائماً اسب وألعن الوضع الاقتصادي الذي نعيشه لكل من هب ودب.

في مطلع عام 2010 انتقلت من الماسنجر إلى الفيسبوك... وكانت نقلت الخراب ... كانت حرب (الفرقان) قد انتهت، وتركت ما خلفته من دمار على الارض، فكثرت معه تذمراتي وشكواي...

وبدأت تلك الشكوى تظهر صريحة في مشاركاتي وتعليقاتي عبر الفيسبوك،  - كان يستخدم اسم مستعار – كان السباب والشتم ونشر الأكاذيب والحقد على الحكومة في غزة هي أكثر ما يميز حسابي على الفيسبوك، لاقت الكثير من الإعجابات والأصدقاء.

يتابع " هاني" تعرفت إلى فتاة من عرب 48 تدعى "حنان" كانت تضع صورها ومقاطع فيديو لرحلات اقامتها في مناطق لـ 48، كانت هي من أرسلت طلب الصداقة وما كنت لأرفض مثل هذه الطلبات !!

كان حديثي مع "حنان" عن حالنا في غزة وعن حالهم وعن سبب الدمار الذي نحن فيه، كنت أعجب من حديث "حنان" ودفاعها عن المقاومة وتأييدها، أما أنا فكنت حريصاً على اقناع "حنان" بأضرار المقاومة وعن سوء حالنا الاقتصادي والسب والشتم في حكومة غزة.

يتابع لمراسل المجد " هاني" ...  لا أعرف لماذا كنت أكره الحكومة والمقاومة رغم أنهم لم يضروني بشيء، حقداُ اسود بدون سبب.

استمرت علاقتي مع "حنان" لأكثر من عام وقد تعلقت بها كثيراً، مما سبب لي مشاكل عائلية مع زوجتي وصلت إلى طلب الطلاق أكثر من مرة بسببها.

طلبت "حنان" أكثر من مرة صوري ومعلومات عني كنت اعتذر كثيراً عن ذلك، إلا أن بدأت تأخذ العلاقة بيننا العلاقة العاطفية فكشفت لها عن اسمي الحقيقي وأرسلت لها صوري الشخصية.

سعدت كثيراً وأظهرت اعجابها بصوري وأخذت تتغزل وتتحدث في أمور خادشة للحياة معي، وكنت سعيد بذلك.

في إحدى المرات عرضت "حنان" رحلة سياحية في مناطق لـ 48 لأخفف عني ضغط الحياة وتتعرف بي عن قرب! وما كنت لأرفض مثل هذا الطلب

اتفقت معي على أن تبدأ بالإجراءات للخروج من غزة عبر معبر بيت حانون (ايرز)، أرسلت لها الأوراق المطلوبة.

بعد شهر تقريباً ردت "حنان" بان هناك صعوبات في الحصول على تصريح من المخابرات الصهيونية لدخول أراضي لـ 48، بسب وجود أعمال لي مناصرة للمقاومة في غزة.

يقول " هاني" صدمت من هذا السبب فأنا ألعن وأشتم في المقاومة كيف لي أن أناصرها، أخذت انفي "المناصرة" لحنان وطلبت منها أن تخبرني عن أمر واحد فيه مناصرة أو مساعدة للمقاومة.

بعد يومين أخبرتني "حنان" بواقعه حصلت معي، أنني قمت بتوصيل أحد "المقاومين" بسيارتي الأجرة –عمل هاني كسائق أجرة لفترة 17 شهراً تقريباً – إلى أحد المنازل. وقد ذكرت لي أسم المقاوم وهو أحد جيراني.

يتابع " هاني" صدمت من هذه المعلومة رغم أنها قديمة نوعاً ما وأخبرت "حنان" بذلك، اقنعتها بأنه كان عمل ولا يعني ذلك أنني أعرفه واساعده.

أخبرتني "حنان" على الفور بأنها سوف تساعدني وتحضرني إلى لـ 48 إن ساعدتها واعنتها، طلبت مني أن أرسل لها رقم جوال المقاوم كي تؤكد للمخابرات الصهيونية ألا علاقة لي به، وما كنت لأتردد بذلك، حاولت من خلال بعض الجيران الوصول إلى رقم المقاوم وفعلاً حصلت عليه بعد عدة اتصالات بحجة أنني أحتاجه في مشكلة خاصة معي.

على الفور أرسلت رقم المقاوم إلى "حنان" وأخبرتها بصريح العبارة (هي رقمه وخليهم يعملوا فيه  اللي بدهم اياه –يقصد العدو الصهيوني-).

شكرتني "حنان" ووعدتني أن تسرع في الإجراءات للخروج من غزة بل ووعدتني بـ "مساعدة مالية" لي.

بعد أيام جاءني اتصال مفاجئ من رقم "اورانج" عرفني بأنه من المخابرات الصهيونية يدعى "أبو سفيان" وأن "حنان" طلبت منه أن يساعدني في إزالة الحظر الأمني لتسهيل دخولي لأراضي الـ 48، سألني عن معلومات خاصة بي وعن الجهاز العسكري الذي كنت أعمل فيه مع حكومة رام الله، وعن الراتب الذي اتقاضاه، ثم سألني عن القصة التي حدثت معي مع المقاوم، وأخبرته بها وأكدت أنه مجرد عمل "سائق تاكسي".

شكرني "أبو سفيان" على تعاوني ووعدني بأن يكون سفري جاهزا خلال أيام، ووعدني بـ "مساعدة مالية" شفقة بحالي.

بعد يومين وفي ساعة متأخرة من اليل اتصل "أبو سفيان" وطلب مني أن أخرج من منزلي و أن أتأكد من وجود سيارة تقف أمام منزل جاري المقاومة وطلب مني أن اعطيه رقمها ولونها.

يقول " هاني" تفاجأت من طلب أبو سفيان وأصابتني قشعرية، لكنه اصر علي بالخروج وجلب المعلومات وأن الأمر بسيط ولن يعرف به أحد، بل أخبرني بماذا أتحجج لأخرج من منزلي في هذا الوقت!!.

شجعني على الخروج بوعوده بالسفر ولقاء "حنان" والمساعدة المالية، قررت وخرجت من المنزل، نصف ساعة ثم عدت، قمت بالاتصال بـ "أبو سفيان" وأخبرته بما طلب، فأخذ يضيق علي بالسؤال عن بعض التفاصيل عما شاهدت.

في صباح اليوم التالي اتصلت بي "حنان" وطلبت مني أن استعد فخلال أيام قليلة سوف أكون عندها وشكرتني على مساعدة "أبو سفيان".

بعد فترة اتصل بي "أبو سفيان" وجدد الشكر لي وطلبي مني أن أتوجه إلى دورات المياه في أحد المطاعم الشعبية للحصول على مبلغ من المال كمساعدة منه وشكر على الاستجابة.

يتابع " هاني" ذهبت على الفور وأحضرت المال من المكان الذي حدده ووصفه لي وكان مبلغ 200$.

في نفس الليلة اتصل "أبو سفيان" وطلب مني شراء شريحة "اورانج" لسهولة التواصل وعلي أن أتوجه بعد 3 أيام إلى معبر بيت حانون "ايرز" للسفر، وقبل أن ينهي مكالمته طلب مني أن اخرج من منزلي و اقف بعيداً عن منزل جاري وانتظر لفترة 10 دقائق وأخبرني بأن هناك سيارة سوف تحضر وعلي أن أخبره بموعد وصولها بالدقيقة وكم عدد الأشخاص الذين بداخلها وعن أشكالهم.

يقول " هاني" وقد ظهر في صوته الندم، خرجت من المنزل وذهبت إلى منطقة قريبة من منزل جاري المقاوم وانتظرت حتى قدمت السيارة. وعلى الفور عدت إلى المنزل واتصلت بأبي سفيان وأخبرته بما طلب مني بل وزيادة، لأن عقلي كان مع "حنان" !!

صباح اليوم التالي ذهبت وابتعت "شريحة أورانج" وجهاز هاتف جديد بناءً على طلب "أبو سفيان" واتصلت به لأخبره بالرقم الجديد، وطلبت منه أن يحدد لي ساعة السفر.

في مساء نفس اليوم اتصل "أبو سفيان" وطلب مني أن أخرج من المنزل وأذهب إلى مكان حدده لي وانتظر حضور أشخاص إلى هذا المكان وطلب مني محاولة التعرف عليهم وعلى عددهم والسيارات التي تقلهم.

 

يقول " هاني" ترددت قليلاً وأخبرت "أبو سفيان" بأن ما افعله يعتبر "عمالة" فغضب مني وقال لي بصريح العبارة (بالعكس أن تخدم وطنك وأهلك وتحميهم من هؤلاء المخربين ولا تخف لن يستطيع أحد الوصول إليك طول ما انت معي .. ) !! ثم وعدني بمبلغ من المال وذكرني بالسفر غداً.

نفذت ما طلب مني فذهبت إلى العنوان الذي حدده لي، وحضر الأشخاص إلى المكان وكان بينهم جاري المقاوم !!!

صباح اليوم التالي موعد سفري ... اتصل "أبو سفيان" وأخبرني أنه تم تأجيل السفر لأن (حماس على المعبر سوف تمنعني لعدم وجود سبب للسفر) وقال أنه سيبحث عن سبب مرضي (تحويله مرضية) ليسهل سفري. وحدد لي مكان لاستلام مبلغ 400 شيكل كمكافأة !!

يقول " هاني" غضبت جداً من التأجيل لكن لم أخبر "أبو سفيان" به خشيت أن يغضب هو، أحضرت الملبغ (400 شيكل) وامضيت يومي في التواصل مع "حنان" والتي بدأت العلاقة بيننا تخبو.

في مساء أحدى اليالي إذا بصوت انفجار قوي هز منزلي، خرجت مسرعاً لمعرفة سبب الانفجار فإذا بسيارة جاري المقاوم قد تم استهدافها وقد اصيب اصابة خطيرة على اثرها.

ينهي " هاني" وقد طأطأ رأسه ... يوم واحد فقط بعد الانفجار وكنت هنا في السجن ... لا أعلم كيف ... لكن ما اعلمه أني أنا السبب، دمرت اسرتي وطلقت زوجتي وجلبت العار لنفسي وأبنائي ولأهلي...