خبر الأحمد يواصل اجتماعاته في لبنان لتنظيم أوضاع حركة فتح

الساعة 11:06 ص|27 سبتمبر 2013

غزة

وصل «المشرف العام على الساحة اللبنانية» في حركة فتح عزام الأحمد إلى بيروت ليل الثلاثاء الفائت. هو يصر على أنها زيارة دورية من وحي مهمته التي تقضي متابعة شؤون فتح ومنظمة التحرير والسفارة الفلسطينية.

لكن حركة الرجل التي لم تهدأ منذ ذلك الحين، تكشف أنه في مهمة غير عادية بسبب البيان الذي أصدرته "مجموعة ضباط وكوادر في فتح" يوم الجمعة الفائت، وهاجمه بشكل شخصي مع السفير أشرف دبور وقيادة الساحة اللبنانية وطالب بإقصائهم.

تتداخل الانطباعات في ذهن من راقب حركة الزوار والاجتماعات في مقر السفارة في بيروت طوال يوم أمس. صباحاً، توسط اللواء منير المقدح الضيوف في الصالون الرئيسي في السفارة الفلسطينية إلى جانب الأحمد.

في الدقائق القليلة التي سبقت ترؤسه لجلسة جديدة من اجتماع قيادة الساحة المفتوح في السفارة منذ وصوله، رفض الأحمد في حديث لـ«الأخبار» ربط زيارته الحالية ببيان المجموعة.

وأكد أنها كانت «محددة مسبقاً له ولمدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم منذ أشهر عدة».

البيان الذي وصف بالإصلاحي أو الانقلابي "لا يساوي شيئاً لي أو للقيادة الفلسطينية ونحن لا نتعب أنفسنا بأن نقرأه"، قال الأحمد الذي وضع البيان في خانة "البيانات الصفراء التي ورثت الصحافة الصفراء". من هنا، فسّر الهجوم الحاد الذي طاله في البيان، بأنه "إذا جاءتك مذمتي من ناقص".

بحذر شديد، تجنب الأحمد اتهام القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان بالوقوف خلف البيان، برغم أن أوساط السفارة كانت قد صنفته كانتقام دحلاني من الرئيس محمود عباس الذي رفض طلباً أميركياً بإعادته إلى المعادلة الرسمية.

رئيس لجنة التحقيق مع دحلان، عبّر عن عدم اقتناعه بأن القيادي المطرود من فتح يقف خلف البيان. لكنه لم يستبعد وجود "بعض الانتهازيين والمرتزقة الذين يستغلون المشكلة بينه وبين السلطة ليتسلقوا عليها في الظلام". حتى إن الكوادر التي تردد وقوفها خلف البيان "نفت علاقتها بإقرار خطي بدحلان" بحسب الأحمد. مسايرة الدحلان لم تشمل زوجته جليلة التي بدأت بزيارة المخيمات الفلسطينية منذ نهاية العام الماضي من باب تقديم المساعدات ودعم النازحين من سوريا.

"أي نشاط داخل المخيمات لا يمر عبر المؤسسات الفلسطينية الرسمية المعتمدة، فإننا نخشاه بخاصة أننا لدغنا كثيراً" قال الأحمد في إشارة إلى أن "أم فادي" حصرت تنسيقها مع اللجان الشعبية فقط. ووضع ما تقدمه في خانة "المال السياسي الذي يستخدم بطريقة مسيئة لإذلال الشعب الفلسطيني وتحويله إلى شعب متسول مرفوض". وأكد أن "أي مساعدات تأتي من أي جهة مشبوهة سنتصدى لها".

يرفض الأحمد المقارنة بين مهمته الحالية ومهمته نهاية العام 2008 عندما كلف تسوية الخلافات بين أمين سر حركة فتح في لبنان السابق اللواء سلطان أبو العينين والسفير الأسبق عباس زكي. "لا وجه للمقارنة. فالخلاف حينها كان بين كبار وأسماء عريقة في الحركة ولا يلجأون إلى أساليب الصغار. ذاك الخلاف اعتبرناه خطراً على فتح. أما ما يحصل الآن فهو فقاعات هواء".

على رغم من ذلك، لوح الأحمد برزمة قرارات تنظيمية جديدة ستشمل فصلاً من الحركة "لأي شخص لن يلتزم، لن يبقى في صفوفنا ولا بد من حملة تنظيف لأننا أعطينا من أخطأ عشرات الفرص، لكنه غرد خارج السرب الفلسطيني". وفيما أقر الأحمد بـ"أننا اخترقنا من أجهزة معادية ودخلت ثقافة خاطئة في صفوفنا"، نصح "من يطالب بالإصلاح في الساحة اللبنانية بألا يرشق الناس لأن بيته من زجاج".

في اليومين الماضيين، التقى الأحمد باللواء عباس إبراهيم والرئيس نبيه بري ورئيس فرع مخابرات الجنوب في الجيش العميد علي شحرور واستقبل وفوداً من حركة حماس والجهاد الإسلامي. مع ذلك، لا تبدي مصادر مواكبة تفاؤلاً بقدرة الأحمد على ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي إزاء «الخضة الأخيرة»، مستعرضاً عشرات الزيارات والمصالحات التي أتمها على نحو مبدئي من دون أن تغير بشكل جذري. واعتبرت المصادر أن "لا قرار من القيادة الفلسطينية بتسوية الشؤون الداخلية في فتح، إذ إن أبو مازن يتصرف مع لبنان كرئيس مع دولة وليس كرئيس حزب. برغم أن الأزمات التي تتكرر داخل الحركة يضعفها كطرف مفاوض تعتبره الدولة اللبنانية بأنه المرجعية الفلسطينية الرسمية". وهنا، تقدم المصادر نموذج مغادرة فرج على عجل، كدليل على أن خلافات الصف الأول تؤثر على مسار الأمور الصغيرة والكبيرة داخل الحركة. إذ لم يكمل فرج الأربع والعشرين ساعة في لبنان وسرعان ما قرر المغادرة بمفرده بعد أن وصل مع الأحمد من العاصمة الأردنية عمان لتنفيذ مهمة احتواء البيان الذي صدر. وكشفت مصادر أن فرج رفض توجه الأحمد برفع توصية لأبو مازن بفصل كوادر ومعاقبة آخرين. في المقابل، استبعد «اللينو» في اتصال مع «الأخبار» قبوله بجلسة مصالحة مع الأحمد لأنه يعتبره طرفاً في الخلاف.