تحقيق أطفال مجزرة الغوطة كانوا مخدرين وهم على قيد الحياة...

الساعة 09:30 ص|27 سبتمبر 2013

صحيفة الديار

وصل فريق مفتشي الامم المتحدة عن الكيماوي في 18 اب المنصرم للتحقيق في اتهامات عن استعمال الاسلحة الكيماوية في سوريا ، وفي 21 اب حصل الهجوم الكيماوي في الغوطة وتم عرض صور وفيديوهات لاطفال ونساء قتلى ظهرت على الانترنت  بتاريخ 20 اب مما جعل المراقبين يضعون احتمال ان الفيديوهات والصور نزلت على الانترنت من اميركا او بريطانيا بسبب فارق التوقيت  متهمة المعارضة المسلحة النظام السوري بانه من قصف الغوطة.ام غنيس

لكن الام اغنيس مريم الصليب منذ اللحظة الاولى وباحساس وطني انساني بعيد عن السياسة لاحقت الموضوع وحققت واستفسرت حتى وصلت الى استنتاجات تشكك برواية المعارضة المسلحة وتشكك بصدقية اشرطة الفيديو التي اتخذ منها وزير خارجية اميركا دليل على تورط النظام ووجوب توجيه ضربة لسوريا وكان في خطاباته دائما يردد كلمة شاهدنا رايتم معتمدين على الاشرطة التي لم يتم التدقيق بصحتها من الجانب الاميركي.

لم يسمع احد لنداءات الام اغنيس ولشكوكها حول الاشرطة في حادثة الغوطة بل كان هناك ماكينة اعلامية عالمية عربية تعمل على عرض صور الاطفال في الغوطة وتوجيه الاتهام الى النظام السوري من اجل الترويج لشن عدوان على سوريا ،لكن الموقف الروسي الرافض لهذه الاتهامات وتأكيده انه يملك ادلة على ان المعارضة المسلحة السورية هي من استعمل الكيماوي في الغوطة ووقوف محور الممانعة بجانب سوريا والرفض الشعبي الدولي لاي ضربة على سوريا ادى الى تغير في مجرى الامور ، واليوم يبدو ان التحقيق في حادثة الغوطة اصبح اكثر موضوعية وبدا يأخذ ابعاد جديدة وهي الاستماع الى الام اغنيس وما تملكه من ادلة عن فبركة اشرطة فيديو ولهذا السبب اصحبت لجنة المفتشين الام اغنيس الى مكان مجهول للتحقق من الحادثة كما ان وزير خارجية روسيا لافروف قال امس ان العينات التي أخذت من خان العسل وغوطة دمشق تتطابق  أكد لافروف أن لدى موسكو ما يؤكد أن غاز السارين الذي تم استخدامه في غوطة دمشق صنع في ورشات محلية. وأضاف أن العينات التي أخذت من مكان استخدام الكيميائي في خان العسل بريف حلب ومن مناطق الغوطة قرب دمشق التي تعرضت للهجوم الكيميائي، تتطابق. وأعاد إلى الأذهان أن الخبراء الروس الذين أجروا تحقيقا في خان العسل، توصلوا إلى استنتاج بأن السارين الذي استخدم لم يكن مصنّعا معمليا، وهناك ما يشير إلى أن المادة السامة في الغوطة كانت من النوع نفسه، لكن أعلى تركيزا.

ما من أحد ينكر استخدام أسلحة كيماوية، غير أن حكومة الولايات المتحدة الفيدرالية والتيار الرئيسي في وسائل الإعلام في أميركا والدول الحليفة لها مارسوا لعبة قذرة باعتبار رفض الاتهامات الموجهة للحكومة السورية حول استخدام أسلحة كيماوية موازيا لإنكار استخدام أسلحة كيماوية على الإطلاق. و عن عمد تم خلط الموضوعين لأجل تشويش الرأي العام،

 والسؤال هو من استخدم الأسلحة الكيماوية؟

ملاحظات على الاشرطة

ان الولايات المتحدة الاميركية باجهزتها المتعددة من وزارة الخارجية والمخابرات والبنتاغون لم  تستطع ان ترى ما راته الام اغنيس وهذا ما يطرح علامات استفهام كبرى عن تبني دولى عظمى لاشرطة حول حادثة بهذا الحجم دون التدقيق والتحقيق بصحتها؟

اختارت الاجهزة  الأميركية ثلاثة عشر مقطع فيديو استخدمتها ادارة اوباما في قضيتها ضد الحكومة السورية، و هي أفلام بحاجة الى التدقيق بعناية.

ركز وزير الخارجية الأميركية جون كيري كثيرا على أفلام الفيديو خلال كلمته أمام الصحفيين في الثلاثين من آب 2013 ، و بشكل ملحوظ استخدم كلمات مثل "أعيننا" و "مشاهداتنا"، بل انه طلب أن يشاهد الجميع هذه الأفلام، و كان عليه أن يكون أكثر حذرا في كلامه و أن يقرأ دراسة الأم أغنيس.

بلا شك سيوجد من يرفض حقيقة غياب جثث لأشخاص بالغين إلى جانب جثث الأطفال، ما من آباء، و خاصة أمهات، قدموا للمطالبة بأبنائهم. أين الآباء؟ في السياق الثقافي هذا أمر غريب جدا. فمن غير الممكن أن يقوم الآباء، و خاصة الأمهات، بترك أبنائهم وحدهم دون أن يهرعوا إلى أماكن جثثهم.و اذا لم يكن الآباء قد قتلوا، فأين هم؟ و إذ كان الآباء ، و خاصة الأمهات مع أبنائهم ، إذن أين جثثهم؟

في أحد الأفلام التي قيل بأنها لأجساد ميتة، أمكننا رؤية بعض الجثث محقونه بسائل غير معروف، لماذا؟

و ألقى تقرير الأم أغنيس الضوء على حقيقة عدم وجود تشييع شعبي أو إعلان عن الأطفال الميتين و هو أمر مناف للمعايير الثقافية و الدينية.

في مشهد للدفن ، فقط ثمانية أشخاص دفنوا و ثلاثة منهم كانوا بلا كفن أبيض. فهل قتل أولئك الأشخاص على يد المتمردين و دفنوا دون طقوس لائقة كاشارة الى الازدراء؟

و الأكثر من ذلك، بقيت هويات الأموات مكتومة بشكل متين، وهناك الكثير مما يمكن قوله عن هذا الموضوع و يجب ألا يغيب أبدا عن الذهن.

و أشارت الأم أغنيس إلى غياب صوت سيارات الإسعاف و الى أن الشهادات استخدمت أفرادا قالوا بأنهم شموا رائحة المواد الكيماوية المستخدمة، و لكن غاز السارين عديم الرائحة ، مما يثير الشكوك حول الشهادات.

حتى و ان رفض احدهم بعض النقاشات في تقرير الأم أغنيس، تبقى هناك ملاحظات لا يمكن تجاهلها و تقود المرء الى استنتاج مفاده أن المشاهد التي اختارتها مجموعة استخبارات الولايات المتحدة عمل مسرحي.

بعض من الجثث وضعت أو عرضت كمشاهد يفترض أنها في أماكن أخرى، نفس الأجساد لنفس الأطفال عرضت في مواقع مختلفة.وهناك مشاهد إضافية تمنح انطباعا مغايرا تماما لمقاطع الفيديو التي اختارتها مجموعة الاستخبارات الأميركية لادراة أوباما ، أو أنها تظهر بأن الأطفال قد نقلوا من مكان الى آخر.

الام اغنيس مع لجنة التفتيش  

  رئيسة دير "مار يعقوب" في سوريا ورئيسة لجنة الهيئة الدولية للمصالحة فيها، تكشف في حوار صحافي و"بدافع إنساني بعيد عن السياسة" وبالتعاون مع فريق أجنبي وقائع قد تصل إلى مصاف الحقائق في ما يتعلّق بما اصطلح على تسميته "مجزرة الغوطة" في ريف دمشق في آب الماضي والحوار مع الأم أغنيس سيقسم إلى قسمين نتحدّث في الجزء الأول منه عما حدث في غوطة دمشق. في القسم الثاني سنتناول حقيقة ما حصل في بلدة معلولا، وواقع المسيحيين في المنطقة، وتحديداً عن قدّاس الفاتيكان حول سورية الذي شكّل سابقة في تاريخ القداديس منذ عام 1930.

تقول الأم أغنيس مريم الصليب إنها تأمل في زفّ خبر سار قريباً وهو أنّ الأطفال الذين ظهروا في أفلام الغوطة ما زالوا أحياء، وهم كانوا في حالة تخدير، وأن أهالي ريف اللاذقية أبلغوها أنهم شاهدوا أطفالهم في فيديوهات الغوطة التي صوّرها المسلحون واختار الأميركيون 13 فيلماً منها لعرضه عبر وسائل الإعلام على أنها "موثوقة"، كما توضح أنه لم يتم استخدام غاز "السارين" في الغوطة كما حصل في "خان العسل" بحلب. 
ام غنيس

الأم أغنيس التي ترافق فريق مفتشي الأمم المتحدة في زيارته الثانية إلى دمشق تقول إن "الدافع الأول لتحرّكها كان في البداية إنسانياً، وليلة "الهجوم الكيميائي الذي حصل في الغوطة كنا في دمشق، وما حصل في المعضميّة كان أمامنا، وبالتالي إذا كانت هنالك حركة موتى وضحايا ومصابين، فإن هذا سيُعرف فوراً، لكن في تلك الليلة لم يرشح شىء ينم عن وجود حركة غير طبيعية بحجم ما روّج له، ونحن نعرف أنّ الناس تعرف بعضها في الأحياء من أقارب وجيران. لكننا لم نلحظ أن هذا المكوّن الذي يضمّ أهالي الغوطة الذين نزحوا إلى دمشق، شعر بارتدادات بهذا الحجم، خاصة وأن الأنباء تناولت أعداداً كبيرة، بحوالي 1,400 قتيل و10,000 مصاب في بقعة واحدة. أضف إلى ذلك أننا لم نسمع أصوات سيارات إسعاف خصوصاً وأننا كنّا في ظل سكون وهدوء الليل."

"هذه كانت الملاحظات الأولى، وخلال سفري إلى ماليزيا، كان لي تواصل دائم مع أهالي اللاذقية الذين كنا على اتصال بهم حيث وقعت عندهم مجزرة 4 آب بعد اجتياح المسلحين لـ 11 قرية في ريف اللاذقية - ولم تهتم وسائل الإعلام الغربية بها لا بل اعتبرتها تقدّماً للمعارضة - بينما ما كان يجري في الحقيقة هو اجتياح ومذبحة. وحيث كنا قد أعددنا لوائح ضمّت شهداء ريف اللاذقية ومفقوديهم، حيث خطف المسلحون 115 شخصاً بينهم 65 طفلا ما دون الـ 15 سنة، فقد أبلغت أثناء سفري أنّ الأهالي تعرّفوا على مخطوفين من أطفال ريف اللاذقية على أنهم من ضحايا الكيماوي في الغوطة، وفوراً أجرينا اتصالات للتأكد من ذلك، وكنت يومها أبني شكوكي وفقاً لإفاداتهم. علماً بأنهم زودوني بفيديوهات تبرز أطفالاً في ثياب معيّنة، فقمت بمقارنتها وأجرينا دراسة حول الأفلام ومصادرها، فعلمنا أن الأميركيين هم الذين اختاروا 13 فيلماً من أفلام المسلحين، وقالوا عنها إنها موثوقة."

 تضيف الأم أغنيس  كنت على اتصال بصحافيّين ألمان وقلت لهم لا أعرف كيف سأحدد الزمان والمكان لكل فيلم، فأرسلوا لي لائحة بـ 43 فيلم فيديو من ضمنها الفيديوهات الأولى. وكانت المفاجأة أن نفس الأطفال كانوا مكررّين في أربعة أو خمسة أفلام على الأقل، فاعتبرت هذا أمراً غير طبيعي أيضا، وهنا بدأت أتعمّق أكثر في الدراسة، وما كان يلفتني هو: من أين أتوا بكلّ هؤلاء الأطفال؟ لا بل أين أهلهم؟ فهل يعقل أن تترك الأم أولادها، من الطبيعي أن يفقد ولد أو اثنان، لكن أن يفقد هذا العدد الكبير فهذا يدعو للتساؤل، ثم وإن قضى أهلهم، فأين أقاربهم؟ خاصة وأننا في سورية حيث النسيج العائلي مترابط بقوة. بعد هذا صودف أنني كنت مدعوة إلى مجلس حقوق الإنسان، وكنت أنوي عرض ملاحظاتي على المجلس، لكنني نُصحت بأنه يجب أن يكون لديّ ما هو مكتوب وموّثق لوضعه بين أيديهم. وهنا أصبح لديّ شغف مضاعف لمعرفة مصير الأطفال ويمكن القول إنني تبنيّت الموضوع وقررت أن يساعدني المجتمع الدولي على ذلك".

إذ تبدو على وجهها بشائر ارتياح أكملت قائلة "يمكن القول إنه بعد قطع شوط طويل توّلد لديّ خبر سار: فما ظهر في الفيديوهات محوّر ومفبرك، وأنا لا أريد اتهام أحد، وأقول عفا الله عمّا مضى، لكننا نريد معرفة مصير الأطفال وأين هم؟ واللجنة طلبت دراسة كلّ الأدلة وطلبنا نبش القبور لاجراء فحوصات  الحمض النووي. ولكن تقديري، وهو ما يعتبر خبراً ساراً، أن الأطفال كانوا مخدّرين، والدليل أنّ كلّ هؤلاء الأولاد كانوا ساكنين باستثناء حالة بكاء واحدة، ويبدو أنهم أعطوا عدة درجات من المخدر ليبدو وكأنهم موتى، أمّا الشباب الموتى فأنا اعتقد أنهم من المسلحين أنفسهم وهم أدّوا أداور الـ "كومبارس". وحسب تقديرنا لو كان هؤلاء موتى لكانوا ظهروا... فكيف مثلاً تظهر إحدى الصور التي أبرزناها من الأفلام تحضير خندق ضخم (محفور بالجرافة) وهو يستوعب أكثر من 300 إلى 400 جئة، ولم توضع فيه سوى ثماني جثث، كما أنه لم يظهر مَن هم الذين يَدفنون ولم نر ذلك، فإذا كان هنالك 1500 جثة فأين هي؟

هنا تكشف الأم أغنيس أنه تم تكوين فريق دولي إسمه "فريق 21 آب" وهو يضم أخصائيين من ألمانيا وفرنسا وايطاليا وكندا والولايات المتحدة، وتقول "إننا نعكف على تنظيم قائمة زمنية بالأحداث بين الساعة 1.55 و4:00 فجراً، هنا والتوقيت بعينه يطرح العديد من علامات الإستفهام. وهذه النقطة قيد الدرس الدقيق. ونعمل على التدقيق أيضا في البرادات التي أعدّت لتجميع الجثث بأي طريقة، والغريب هنا أن الجثث كانت تصل إلى دوما وتلف بالأبيض تحضيراً للدفن مع عبارة مجهول الهوية، ونحن نقوم بدراسة حركة الزمان والمكان والجثث والمسعفين، فهل يمكن أن تحدث كلّها في فترة زمنية محددة، خاصة وأن هنالك الآف المصابين أيضاً؟ إذاً لايمكن حدوث كلّ هذا في وقت زمني قصير، فهذا خارج عن القدرات الإنسانية الطبيعية. وتوّجهنا مؤداه أنّ هذه الأفلام لايمكن أن تكون قدّ نفذّت في 21 آب بل هي حمّلت على الإنترنت في مثل هذا اليوم، وهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الدلائل".

المصدر: صحيفة الديار