خبر جنود مجهولون.. عماد الافرنجي

الساعة 06:19 ص|26 سبتمبر 2013

يحتفل الصحفيون اليوم وكل عام في 26 أيلول / سبتمبر باليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني الذي سطر أروح ملاحم العطاء والبطولة في خدمة شعبه ووطنه ومقدساته ، بالتزامه المهنية والدقة والحقيقة !!.

وللأمانة فان الصحفيين الفلسطينيين ينتصرون على أنفسهم ويفاجئون كل الأطراف بقدرتهم الفذة ومهنيتهم العالية فيما يتعلق بتغطيتهم للعدوان والاعتداء الاسرائيلي ، لكننا جميعا غالبا ما نفشل عندما يتعلق الأمر بالشأن الداخلي الفلسطيني وأزماته المتتابعة فتنهزم المهنية وتتراجع الحقيقة لصالح الفئوية والحزبية والمصالح !!.

فقد شارك صحفيون ووسائل إعلام فلسطينية في تأجيج نار الفتنة والخلاف بين الجهات الفلسطينية قبل وقوع الانقسام وخلاله ، ومن ثم اكتووا بناره ، ولم يستطيعوا حتى اللحظة المساهمة الفعالة في اصلاح ما أفسده السياسيين وشاركوا هم فيه ، لكنني على قناعة أنهم يستطيعون فعل الكثير اذا توفرت الارادة ، ليتحولوا الى ساعد بناء للوحدة وتقريب بين الفرقاء الفلسطينيين ، وبناء صف فلسطيني قوي في مواجهة الاحتلال .

لا يقلل أحد من قيمة ودور الصحفيين وهم الذين كانوا ولا زالوا يكتبون بالدم لفلسطين وشهداؤهم وجرحاهم وأسراهم في سجون الاحتلال شاهد على البذل و التضحية ، بيد ان شعبهم ينتظر منهم الكثير سواء على صعيد تبيان الحقيقة للجماهير ، ونشر وقائع ما يجري في المفاوضات أو قضايا الفساد وانتهاك حقوق الانسان الفلسطيني .

أدرك الغصة الصعبة التي لا زالت في حلق الصحفيين بعدم تمكينهم من وجود نقابة مهنية حرة ، واختطافها لصالح أجندات أمنية وفئوية وأخيرا انقسامها بين الضفة وغزة ، وهذا أمر حله بأيديكم ووحدة كلمتكم وتغليب مصلحة النقابة والكل الصحفي على مصلحة الشخص أو الكتلة ، لكن الأمر يحتاج الى شجعان ومبادرين ومخلصين .

أيها الفرسان إن الوطن بحاجة إلى جهودكم فالقدس نفقدها في كل لحظة وأرضنا تسلب أمام عيوننا والاستيطان يتمدد دون توقف وجميعها تطلب شاشات فضائياتكم ، وعذابات أسرانا وعائلاتهم وصرخات اللاجئين تستصرخ أقلامكم ، ومقاومة شعبنا تطلب نصرتكم والدفاع عنها في وجه من يشوهها ويلاحق رجالها ، ووحدة شعبنا تتطلع الى صوركم وأثيركم مساهماتكم البناءة  .

أيها الأبطال لا تساوموا على الكلمة مهما اشتد الحال عليكم ، ولا تخضعوا للسياسي الفاسد ، واعلوا شأن الحرية والديمقراطية ، اكشفوا الحقيقة كل الحقيقة للناس ، انحازوا الجماهير ومعاناتهم ، دققوا في كل خبر ، واحذروا من دعاية الاحتلال ، وناقشوا كل مسؤول فأنتم من حملكم شعبكم أمانة الكلمة وصدق الحديث .

أيها الأحبة .. كل التقدير والاحترام لكم في يومكم الذي أعلنه الاتحاد الدولي للصحفيين بعد اصابة نحو 22 صحفيا من الجنود المجهولين عام 1996 ، التحية كل التحية لشهدائكم وجرحاكم وأسراكم وكل العاملين –صحفيين وصحفيات- في مهنة البحث عن المتاعب .

وأخيرا اقول لكم أن المهمة لم تنته ولن تتوقف وشعبكم ينتظر منكم المزيد ، فشمروا عن سواعد العمل واشحذوا الهمم وارفعوا راية الحق والحرية والصحافة عاليا ولا تنظروا إلى المثبطين فأنتم تستطيعون صناعة النصر .