خبر خلف كواليس العلاقة الاسرائيلية – الكينية- معاريف

الساعة 10:42 ص|24 سبتمبر 2013

بقلم: سارة ليفوفيتش - دار

(المضمون: الارهاب في كينيا يعزز علاقاتها مع اسرائيل ويدعم تجارتها بالسلام في هذه الدولة - المصدر).

العملية الكبرى في مركز المشتريات الذي يعج بالناس في نيروبي، عاصمة كينيا، كفيلة بان تؤدي الى تقارب آخر بين الدولة الافريقية واسرائيل. ويقدر تاجر سلاح اسرائيلي قديم يعمل في افريقيا بان "هذا الهجوم الارهابي سترفع نجم اسرائيل في كينيا وتؤدي الى توثيق العلاقات الامنية بين الدولتين".

بعد وقت قصير من سيطرة مخربين من المنظمة الصومالية الشباب على المجمع التجاري "ويست غيت" في نيروبي، وصل الى ساحة الحدث فريق اسرائيلي اجتاز ارشادا في ادارة المفاوضات مع المخربين، هكذا حسب تقارير في وسائل الاعلام الاجنبية. والى جانب ضابط الامن في السفارة الاسرائيلية في نيروبي ساعد الاسرائيليون قوات الامن الكينية في ادارة الاتصالات مع الخاطفين.

 

لاسرائيل وكينيا منظومة علاقات أمنية متفرعة، وان كانت في السنة الاخيرة لم تعد الشركات الامنية الاسرائيلية فاعلة في الدولة. وكانت الشركات الاسرائيلية تعرف جيدا الرئيس السابق، ماوي كيباكي، ولكنها لم تتمكن بعد من نسج علاقات مع الرئيس الجديد، اهورو كينياتا، الذي انتخب للمنصب في نيسان. "كينياتا عاطف على اسرائيل، ولكنه لا يريد الصدام مع القوى الاسلامية في الدولة، ولهذا فانه لم يسارع الى عقد اتصال مباشر مع الشركات الاسرائيلية"، يشرح تاجر السلاح الاسرائيلي. ومثل الكثيرين من اصدقائه هو ايضا ينتظر الفرصة لاعادة التسلل الى السوق الامنية في كينيا، ويأمل في أن تساعد العلاقة التي نشأت بين الفريق الاسرائيلي وبين المؤسسة الامنية في الدولة في ذلك. وفي كل حال، فان العلاقات الامنية بين اسرائيل وكينيا وثيقة. فمن وثائق سربها موقع "ويكيليكس" يتبين أنه في اذار 2007 قال توماس امولو، ان اسرائيل هي شريك جيو – استراتيجي هام، وأن للدولتين تعاونا بعيد المدى في مجالات الامن والاستخبارات على كل المستويات.

 

لقد بدأت العلاقات الامنية بين الدولتين فور حصول كينيا على الاستقلال. في ضباط 1964، بعد شهرين من نيل الدولة الشرق افريقية استقلالها، اجتاز اربعة ضباط كينياتيين تدريبات طيران في اسرائيل. في 1973، في اعقاب حرب يوم الغفران، قطعت كينيا علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل ولكنها واصلت الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والعسكرية. في 1975 طلبت من اسرائيل مستشارين عسكريين ودبابات. وعملية عنتيبة في تموز 1976 أدارتها اسرائيل من قاعدة خلفية في كينيا، وسمح للطائرة الاسرائيلية بالهبوط في الدولة في طريق عودتها من اوغندا للشحن بالوقود ولتلقي الجرحى علاجا طبيا. رئيس الاركان موطي غور وان كان قال ان هذا كان هبوطا اضطراريا، ولكن الهبوط نسق كما يبدو مع الرئيس كينياتا، والد الرئيس الحالي. في 1978 باعت اسرائيل كينيا سفينتي صواريخ بحر – بحر من نوع "غبريئيل" ومعدات عسكرية اخرى كالبزات والمطابخ الميدانية.

 

وفي الثمانينيات درج المسؤولون الاسرائيليون على زيارة كينيا سرا. وضمن آخرين وصل لزيارة الدولة في كانون الاول 1982 دافيد كيمحي، الذي كان رئيسا للموساد في افريقيا وكذا وزير الخارجية اسحق شمير الذي وصل في زيارة قصيرة. وأفادت صحيفة "جان افريق" بان شمير التقى بالرئيس دانييل أرب موي في المطار في مطار نيروبي في ساعة متأخرة من الليل. وطلب الرئيس ان تساعده اسرائيل في الحفاظ على امنه الشخص، فاستجابت اسرائيل للطلب. ونشرت وسائل الاعلام الفرنسية في كانون الاول 2982 بان مرشدين من الجيش الاسرائيلي يقودون الحرس الشخصي للرئيس موي. وبعد سنة من ذلك افادت مجلة الاخبار الامريكية "يو أس نيوز آند وورلد ريبورت" بان بيع السلاح الاسرائيلي الى كينيا، وكذا لدول اخرى، يوجد في تصاعد.

 

كينيا، التي تعتبر دولة مؤيدة للغرب، تمتعت ايضا بسخاء امريكي. فقد مولت وكالة الاستخبارات الامريكية السي.أي.ايه عدة حكام كينياتيين واقامت اجهزة استخبارات غربية قواعد لها في كينيا. في 1999 نشرت الصحيفة الكينياتية "دي نيشن" ان الموساد والسي.اي.ايه كانا مشاركين في القبض على زعيم التنظيم السري

 

الكردي في تركيا، عبدالله اوجلان. وفي 1993 عادت كينيا لتقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع اسرائيل. ويعمل اليوم في الدولة رجال أعمال اسرائيليون كثيرون، منهم مناحيم بخرخ، المسؤول الكبير السابق في قسم الحراسة في "الشاباك" – المخابرات الاسرائيلية ونائب مدير عام في شركة "بي. سي. ايي" الخاصة لارهون ميلشن؛ داني يسسخروف الذي هو ايضا من خريجي المخابرات الاسرائيلية؛ والبرت أتياس، الذي عمل في الماضي مع رجل الاعمال حزاي بتسلئيل، وهو اليوم رئيس الجالية الاسرائيلية في نيروبي. زوجة أتياس، رينا، كانت في المجمع التجاري في اثناء الهجوم الارهابي ونجحت في الفرار بعد أن اختبأت في مخزن صغير. في 2012 بلغ التصدير الامني الاسرائيلي 7.4 مليار دولار، نصفها لدول في آسيا وفي منطقة المحيط الهادىء والباقي لدول في اوروبا وافريقيا، بينها كينيا ايضا.

 

ولا يشعر أي من تجار السلاح الاسرائيليين بالقلق من حقيقة أنه رفع بحق الرئيس الجديد اوهورو كينياتا لائحة اتهام على ارتكاب جرائم ضد الانسانية في المحكمة الدولية في لاهاي. وحسب وثائق المحكمة، فقد مول كينياتا، ابن 52 الذي انتخب في 2013 من جيبه، سرايا الموت التي قتلت اكثر من الف كينياتي في الاضطرابات التي اندلعت في الدولة بعد الانتخابات في 2007 والتي خسر فيها للرئي موي كيباكي. وبعد وقت قصير من الانتخابات اياها اندلعت في الدولة اضطرابات، ومئات من رجال قبيلة كينياتا، كيكوي، قتلوا. كينياتا، حسب وثائق المحكمة، استأجر عصابة شوراع كي تنتقم من القتلة. اعضاء العصابة، مونوجيكي، قتلوا نحو 1.200 شخص بينهم اطفال، اغتصبوا عشرات النساء واجلوا غصبا من بيوتهم نصف مليون نسمة. ونفى كينياتا دوره في المذبحة، مدعيا بان المحكمة الدولية تتدجل في الشؤون الداخلية لكينيا. وقال في مقابلات لوسائل الاعلام ان لائحة الاتهام سياسية، وأعلن بانه يعتزم تطهير اسمه. وقد تأجلت محاكمته الى تشرين الثاني، وحتى الان سحب شاهدان كينياتيان شهادتهما حماية لامنها الشخصي.

 

"ماذا يهم ما فعله في الماضي؟" تساءل عسكري اسرائيلي سابق يتاجر بالسلاح في افريقيا. "لدينا هدف مشترك هو القضاء على الارهاب". وقد أعلن الرئيس كينياتا بان الارهاب ليس مشكلة محلية. "على كل العالم أن يكافح الارهاب"، قال في مؤتمر صحفي في نيروبي بل وروى بان ابن اخيه وزوجة الاخير هما بين القتلة في العملية في المجمع التجاري. ويقول تاجر سلاح اسرائيلي: "كانت لنا دوما علاقات طويبة مع كينيا. عندما تطرفت كينيا اضطرت الى البقاء في الظل، ولكن الاسبوع الاخر أثبت باننا كلنا في قارب واحد. سيقع في كينيا المزيد من احداث الارهاب، مما سيؤدي الى توثيق العلاقات الامنية مع اسرائيل. وسيكون تجار السلاح الاسرائيليون في افريقيا هم أكبر الرابحين من هذا الهجوم الارهابي.