خبر وزير داخلية غزة: أعددنا خطة طوارئ تشمل سيناريوهات مختلفة لحماية القطاع

الساعة 08:44 ص|24 سبتمبر 2013

غزة

أكد د. خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم للحصار المفروض على قطاع غزة، مطمئناً بأن الحصار سينكسر قريباً .

وشدد الحية خلال لقاء سياسي لأكثر من ألف من ضباط الداخلية ومدراء أجهزتها الأمنية في مناطق شرق غزة عقد أمس الاثنين على أن حركته لا تقبل بأي عبث وأي مساس في الجبهة الداخلية للقطاع ، وعدَّ أي مساس بأمن غزة يصُب في مصلحة الاحتلال فقط .

وحضر اللقاء الذي تنظمه وزارة الداخلية كل من الوزير أ. فتحي حماد ومدير عام الدفاع المدني العميد يوسف الزهار وما يزيد عن 1000 من ضباط ومدراء الأجهزة الأمنية.

وقال الحية "كسرنا الهالة التي تسمى إسرائيل وغزة أصبحت معسكراً للمقاومة في المنطقة لذلك هم يشددون الحصار على القطاع الآن بعدما كسره شعبنا على مدار السنوات الماضية" .

واتهم من يُحاصر غزة بمحاولة شل قيادة حركة "حماس" وعمل الحكومة، مستطرداً "غزة مستهدفة لصالح الاحتلال ولصالح مشروع التسوية وأن جميع المؤامرات تحطمت على صخرة صمود القطاع" .

في سياق آخر، أكد القيادي في حماس أن حركته تسعى لتشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة المفاوضات بين سلطة فتح والكيان.

وأضاف "بدأنا خطوات ولا زلنا نعمل مع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة لتوحيد الصفوف ووضعنا سيناريوهات لحماية المشروع الوطني ومجابهة المفاوضات والمحافظة على شعبنا وثوابته وحقوقه وعقد لقاءات مع مختلف الفصائل لدعوتها للعمل الموحد على إدارة القطاع" .

وتابع "خاطبنا الجميع بأن تعالوا نعمل في غزة بشقين أولهما السياسي وخدمة الجمهور عبر إيجاد إدارة موحدة للقطاع نؤمن عبرها شعبنا من ظواهر الحصار الظالم باستخدام كافة الأدوات والاتصال بكل الدول للمساهمة في كسر الحصار" .

وأشار إلى أن حماس تُدرك أن الانقسام "ظاهرة مُضرة" لشعبنا الفلسطيني وهي تسعى لإنهائه على قواعد وطنية ووفق برنامج واضح.

وفيما يتعلق بالانتخابات، جدد الحية تأكيده على عدم تخوف حركته من خوض الانتخابات وعدم خشيتها من صندوق الاقتراع.

كما أقَّر الحية أن حركته تُعاني أزمة مالية ستتغلب عليها، مضيفاً "نحن نمر في أزمة مالية لكننا سنخرج منها وسنواجه الظروف الصعبة" .

القضية الفلسطينية

واستعرض القيادي البارز في "حماس" خلال كلمته المطولة لضباط وقادة الأجهزة الأمنية بغزة ملامح القضية الفلسطينية في ظل الواقع العربي والمستجدات السياسية الحالية، معتبراً أن القضية الفلسطينية تمُر اليوم بأسوأ ظروفها في ظل حالة الصخب الذي تمُر به الأمة العربية والإسلامية .

 

ونوه إلى أن الاحتلال يسعى جاهداً للقضاء على القضية الفلسطينية بكافة مكوناتها عبر مواصلة تهويد القدس وبناء المستوطنات في الضفة .

وبيَّن أن قيادة سلطة فتح قبلت بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم وقراهم ومدنهم التي هُجروا منها وقبلت بعودتهم للضفة وغزة فقط وضيَّعت حقهم الأساسي، مضيفاً "عباس وفريق السلطة يعود اليوم للمفاوضات في أسوأ ظرف تمر به القضية الفلسطينية بكافة مكوناتها" .

ومضى يقول "القضية الفلسطينية لا يمكن أن تُحيد ولن تُحرر إلا بتكامل الدوائر العربية والإسلامية والفلسطينية (..) حينما واجه شعبنا الاحتلال بالمقاومة المسلحة جاءت المبادرة العربية فسحبت قوة انتفاضة الأقصى الثانية كما سحبت اتفاقية أوسلو عنفوان الانتفاضة الأولى".

ونبه عضو القيادة السياسية لحماس إلى أن الأنظمة العربية الحالية لم تُعد قادرة على حماية القضية الفلسطينية، مضيفاً "هم لا يريدون أن يتمسك شعبنا بالمقاومة المسلحة" .

الربيع العربي

وتطَّرق الحية للحديث عن الأوضاع الحالية من زوايا إسلامية وفلسطينية، مُذكَّراً بأن من مصلحة الاستعمار الغربي والاحتلال استنزاف الدول العربية والإسلامية ونهب خيراتها وقدراتها، لافتاً إلى أن البُعد الإسلامي في الربيع العربي حرَّك كل المكنونات على مدار التاريخ وحقَّق الربيع العربي.

وأشار إلى أن شعبنا الفلسطيني مثَّل بصموده ومقاومته الباسلة الوقود الأساسي للربيع العربي، مستدركاً "استطعنا أن نقف أمام التحديات سنوات ولم تنكسر إرادتنا وصمدنا وكسرنا كل قواعد الاحتلال وحطمنا نظرية الجيش الذي لا يُقهر وضربنا الكيان في عمقه ومرغنا أنفه في التراب" .

في ذات السياق، أكد رئيس الكتلة البرلمانية لحماس في المجلس التشريعي الفلسطيني أن قيادات الربيع العربي دعمت القضية الفلسطينية، قائلاً "قضيتنا كانت حاضرة في الربيع العربي الذي أكد عبر ميادينه المختلفة رفضه للتسوية والمفاوضات وساند غزة وأتوا للتضامن معها من كل فج عميق" .

درة التاج

وفي ختام حديثه، أثنى الحية على دور ضباط وأفراد الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية في تحصين قطاع غزة وفرض حالة من الأمن والاستقرار، واصفاً منتسبي الداخلية بأنهم "درة التاج وحماة الأمن" .

وخاطب ضباط الأجهزة الأمنية بقوله "أنتم تحمون بلداً بأكمله وأنتم الصفوة التي نفخر بها يجب أن تحموا شعبنا وتحققوا مبادئ الحب والرأفة في المعاملة وتقفوا إلى جانبه لأن مشروعنا سينتصر ولن يُضيعنا الله لأنه وعدنا بالنصر" .

بدوره، قال وزير الداخلية إن "الوزارة عكفت على ملاحقة كل من يُحاول التآمر ضد

المقاومة الفلسطينية وشكَّلت جبهة داخلية قوية عصية تحفظ أمن المقاومة وتكشف المتآمرين على شعبنا" .

قوية متماسكة

وبيَّن الوزير حماد خلال كلمته أن الوزارة عكفت على التعبئة المعنوية والإيمانية والسياسية والأمنية لكافة منتسبيها لتُواصل تحصين الجبهة الداخلية وحمايتها .

واستعرض حماد دور الداخلية على مستوى التطوير والإعداد، مبيناً أن الوزارة تعكف حالياً على إعداد خطة طوارئ تقوم على عدة تصورات وسيناريوهات مختلفة لحماية الجبهة الداخلية.

وتابع "على مستوى التطوير فتحت الداخلية اليوم فرعاً جديداً في كلية الشرطة لتدريس برنامج البكالوريوس في العلوم البحرية لنُواصل البناء والتعليم والإعداد والمقاومة لأبناء شعبنا".

ولفت إلى أن الوزارة ستشرع بتعليم وتدريب الطلبة الملتحقين ببرنامج البكالوريوس في العلوم البحرية في كافة العلوم ذات العلاقة إضافة إلى مواصلة التدريب والإعداد في كافة المجالات الأمنية.