خبر المجلس الأعلى للقضاء الشرعي يؤكد حرمة القتل على خلفية الشرف

الساعة 10:21 ص|23 سبتمبر 2013

رام الله

أكد المجلس الأعلى للقضاء الشرعي حرمة القتل على خلفية الشرف، ودعا إلى تعديل قانون العقوبات الفلسطيني بهذا الخصوص.

واجتمع المجلس اليوم الاثنين، برئاسة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي القائم بأعمال قاضي القضاة، الشيخ يوسف ادعيس، لبحث تداعيات ظاهرة جرائم القتل بحق النساء والتي ترتكب تحت ما يسمى 'دفاعا عن الشرف'.

وأكد المجلس في اجتماعه أن جريمة القتل بدافع الشرف تخالف الشريعة في أمور كثيرة منها: إقامة الحد بغير بينة التي أمر بها الشرع الإسلامي لإقامة الحدود، كما أن فيها القتل بغير حق ومخالفة للشريعة الإسلامية خاصة كقتل الفتاة العزباء إذا وقعت في الخطأ، بالإضافة إلى أن الحدود تنفيذها مناط بولي الأمر أو الدولة المسلمة.

وأضاف المجلس، أن في ذلك كله 'تمييز بين الرجل والمرأة، فالرجل عندما يرتكب خطأ يكافأ على فعلته ولا يسأل سؤالا واحدا، أما الفتاة فتقتل فورا وبمجرد الإشاعة، علما بأن الشريعة الإسلامية ساوت بين الرجل والمرأة في ذلك، مع العلم بأن العقوبات الشرعية المقررة ليست شأنا فرديا يطبقها من يشاء كيفما يشاء ومتى يشاء على من يشاء، بل هذا شأن الحاكم المسلم أو القاضي، وإن فكرة تبرير جريمة القتل تحت عنوان الدفاع عن الشرف مسألة مرفوضة تماما في الإسلام، وهي عادة جاهلية حاربها الإسلام كما حارب كل عادة ذميمة، وهي تحصل في المجتمعات بدوافع التقاليد والتعصب الأعمى'.

وأعرب المجلس عن أسفه لإزهاق أرواح الكثير من النساء العفيفات البريئات بمجرد الاتهام، مبينا أن الإسلام اعتبر حق الإنسان في سمعته وسلامة عرضه من القيم العليا في الحياة الإنسانية، وقد اعتبر فقهاء الإسلام أن من مقاصد الشريعة الدفاع عن العرض وحفظ النفوس، فحرم الإسلام الزنا والقذف وكل ما يخل بعرض الإنسان وشرفه، ولم يكتف الإسلام بالتحريم بل تعدى ذلك إلى التجريم، وبالمقابل اعتبر الإسلام أن للإنسان حقا في الحياة فحرم الاعتداء عليها واعتبر القتل بغير حق من الكبائر وشرع القصاص في الإسلام لرد أي شكل من أشكال الاعتداء على الحياة الإنسانية.

وأوضح المجلس أن صيانة الشرف 'لا تكون بهذه الطريقة البدائية، فالحل الأمثل في علاج الوقوع في الفواحش وتدنيس العرض والشرف يكون بتربية أبنائنا وبناتنا التربية الصحيحة السليمة.

ودعا المجلس الأعلى للقضاء الشرعي إلى ضرورة العمل على تعديل قانون العقوبات الفلسطيني بالخصوص المذكور ووضع عقوبة رادعة لكل من يقوم بذلك، كما دعا المجلس خطباء المساجد إلى ضرورة العمل على توعية المواطنين حول هذه الجريمة من خلال بيان حرمتها في الإسلام.

وشدد المجلس أن على كافة المسؤولين والمعنيين تحمل مسؤولياتهم تجاه النساء وحمايتهن.