خبر المعلق السياسي دانون -هآرتس

الساعة 08:54 ص|23 سبتمبر 2013

المعلق السياسي دانون -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"عشرين سنة منذ أن وقف اسحق رابين وياسر عرفات في ساحة البيت الابيض الى جانب الرئيس بيل كلينتون، يوجد الاسرائيليون والفلسطينيون مرة اخرى في غمرة الجولة التي لا نعرف عددها من المفاوضات... ورغم هذه الجهود، فان السلام الحقيقي يبدو اليوم بعيد مثلما بدا قبل ان تنكشف المحادثات السرية في اوسلو على الملأ... نحن ملزمون بان نضع حدا لهذه المهزلة بالتجميد الفوري للاتفاقات".

هذه الاقوال لا تقتبس من مقال رأي كتبه نائب من مقاعد المعارضة أو معلق سياسي يشرك جمهور قرائه بافكاره في اطار عامود شخصي او مدونة. هي مقتبسة من مقال كتبه نائب وزير الدفاع، داني دانون لصحيفة "نيويورك تايمز" كشف فيه النقاب عن

تقديراته القاتمة عن المفاوضات السياسية التي تديرها الحكومة التي هو عضو فيها، وتحفظه من الشريك في المحادثات – السلطة الفلسطينية. وبالنسبة لها قضى بالقطع: "م.ت.ف، وبعد ذلك السلطة الفلسطينية، لم توافق في أي مرة من المرات حقا على وجود اسرائيل بصفتها بلاد ووطن الشعب اليهودي. لا يمكن لاي احتفال مثير للانطباع، لاي تغييرات تجميلية في ميثاق م.ت.ف وأي اقاويل ثنائية المعنى ان تغير هذه الحقيقة البشعة".

ليست هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها دانون ضد موقف الحكومة بالنسبة للمفاوضات السياسية. ففي حزيران قال دانون في مقابلة مع موقع "تايمز اوف اسرائيل" ان حكومة اسرائيل غير ملتزمة بفكرة الدولتين، واذا عرضت تسوية على هذا الاساس على التصويت، فانا سترفض. بل واضاف دانون في المقابلة بان بنيامين نتنياهو يدعو الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لانه يعرف بانه لن تتحقق معهم تسوية ابدا.

من حق دانون، بل ومن واجبه عن يعرب عن رأيه في المداولات التي تجرى حول طاولة الحكومة أو في المحافل الاخرى التي هو عضو فيها بحكم منصبه. اما التصريحات العلنية – كذاك الذي نشر في "نيويورك تايمز" فتدل على أنه لم يستوعب ما حصل من تغيير في مكانته: فهو لم يعد نائبا صغيرا يحقق عناوين رئيسة من خلال تصريحات منفلتة العقال، بل نائب وزير في حكومة ذات سياسة مرتبة، موقفها الرسمي هو ادارة مفاوضات سياسية لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

ان تصريحات دانون تلحق ضررا حقيقيا بصورة حكومة اسرائيل وتقوض شرعية مطالبها في المفاوضات. على رئيس الوزراء نتنياهو ان يشجب تصريحات نائب الوزير

دانون ويدعوه الى النظام. اذا ما اختار المرور بصمت عن هذه التصريحات فان الامر سيفسر – في اسرائيل وفي العالم باسره – كموافقة عليه.